الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

السماء تبكي فرحاً

4545

 

وجعلنا من الماء كل شيء حي (صدق الله العظيم)

إن الله سبحانه وتعالى خلق الطبيعة وهيأ لنا نحن البشر كل شيء لخدمتنا كي نحيا بسعادة وهناء ونشعر بهذه النعمة ونشكره على نعمه, فهل نحن لهذه النعمة حافظون.‏

لقد فجر لنا الينابيع والعيون وأنبت من الأرض غذاءً لكل المخلوقات وجعل الماء زلالاً طيباً والشجر المثمر لبني آدم كي يشرب ويأكل من طيبات ماخلقه الله تعالى.‏

إن قطع الشجر في الغابات أدخل التصحر لقلبها وغير من نظامها المتوازن, ونحن نصفها بجنة الأرض لما فيها من هواء وماء وسحر طبيعة تسحر الألباب فهل نحن لها حافظون.‏

الصيد الجائر بحق وغير حق للحيوانات من أجل أن تصنع فراءه ونقدمه للنخبة من النساء الثريات في العالم, إن الله لم يخلقه لهذه الغاية بل الحياة الطبيعية للمخلوقات لها حياتها وهي تحقق توازنها بعناصرها, إن كل ماتقدم يحصل في هذا العالم من حولنا, أما نحن مايهمنا للتصحر منذ سنوات بدأنا بزرع المناطق بأنواع عديدة من الأشجار وهي تناسب كل منطقة بطبيعتها, ونأمل المزيد لأسباب تغير المناخ والمحافظة على بيئتنا.‏

المياه لقد خصنا الله بهذه النعمة وما أكثرها في بلدنا الحبيب سورية لدينا أنهار كبيرة كالفرات والعاصي وبردى والخابور ونهر قويق الذي عادت إليه الحياة بعد تنظيفه وتعديل مجراه والبحيرات كبحيرة طبريا وبحيرة قطينة وبحيرة الأسد في الطبقة وبحيرة مزيريب وغيرها ووهبنا ينابيع منها دائم ومنها موسمي فهل نحن لها حافظون.‏

إن العبث والاستخدام الجائر من قبل بعضهم بحسن نية أو سوء نية يعرض المجتمع بكامله لنقص المياه وليس لفرد بعينه, إن العقاب سيكون جماعياً من السماء لأن السماء عندما تغضب لاتبكي بل تحبس دموعها عن أبنائها فهل نصحوا لما نحن عابثون بهذه النعمة.‏

نهر العاصي الذي كان الناس يقولون عنه أبو الفقراء لأن أي إنسان يحمل صنارة صيد يطعم أهل بيته سمكاً وخيراتنا من الخضار والفواكه تسقى من مائه أما جمال البساتين والنواعير المنتشرة على طول مجراه فقد كانت مصدر رزق لمن يعيش على ضفافه, كلنا يلاحظ في السنوات الأخيرة ظاهرة انحباس المطر وقلة المياه في مجاري الأنهار والسواقي, وما زال بعضهم يتصرف بدون مسؤولية وطنية حتى أصبح نهر العاصي حزيناً لما هو عليه من إهمال وتصريف مياهه بغير وجه حق حتى جفت مياهه وكشفت قاعه الذي لم يره الناس منذ مئات السنين وحزنت السماء فحبست عنا دموعها كي توقظ فينا احترام المياه وحسن استخدامها كي لاتحرمنا منها وبعدها لايفيد الندم.‏

نرجو من الله القدير أن يرسل لنا الأمطار ونقول إن السماء حين تبكي فرحاً ماهو إلا تعبير لحسن تعاملنا في استهلاك المياه من أجل أن تبكي السماء فرحاً وعطاءً وتنعش الشجر والبشر ونعتبر أن كل قطرة ماء هي حياة فليحفظ الله هذا البلد الطيب.‏

يقول فيها الشاعر أحمد صافي النجفي‏

هذي حماة مدينة سحرية وأنا امرؤ بجمالها مسحور‏

أنى مشيت فجنة وخمائل أو أين سرت فأنهر وجسور‏

يقول فيها ناصر الدين ابن الملك الزاهر حيث يقول:‏

وروضة تزهو بعاصي حماة ينسى بها المضنى المعنى حماة‏

هويتها من حسنها فاعجبوا مزوجاً قد عاد يهوى حماة‏

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *