الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

على شفة العاصي

على شفة العاصي

حماة النشامى صانها الله موئلا
إلى حسنها السامي صعدت لأنهلا
أَشيد لها قصرا من اللوز والشذا
وأبني لها في سدرة الروح منزلا
لجامعها الأعلى استعنتُ بنوره
على كرب الدنيا فكان المعللا
لناعورة نشوى تدور بخاطري
أرش عليها أنجما وقرنفلا
حماةُ ينـــام الفلُّ في شـــرفاتها
وفي نهرها العاصي الصباحُ تغسلا
يقيم صلاة الخصب في رحم الربى
وفي قلــبه الولهان خـــبأ جدولا
هنا الأرض من طهرٍ ومجدٍ وعزة ٍ
هنا الحسنُ ألقى رحله وترجلا
أعــانقُ فـــــــيها خضرةً ونضارةً
وروضا بأثمار المحبة مُثـقلا
أبوحُ لعاصيها بجمر عواطفي
وأشرد في جنــــاتها متــغزلا
وإن أظلمتْ أيامُــــها وتقلبــتْ
جعلتُ لها من نبضِ روحيَ مشعلا
نذرتُ لها عينيَّ تحرسُ نومَها
وقلباً على أيكِ الفصاحةِ بلبلا
لصفصافها العالي سموُّ خواطري
وإني ابن عاصيها المدلُّ على الملا
يكبــِّلني حيث الطفولةُُ خافقي
وما زلتُ في هذا الحنينِ مكبلا

حماةُ وثوبُ الياسمين رداؤها
تقيمُ بها النجماتُ عرسا ومحفلا
وما همني واليأس يمسكُ في غدي
إذا هي في خصبٍ وعمري أمحلا
على روحي الولهى تحطُّ حمائم
ومن أغنياتي يشرب الورد سلسلا
فقلبي به مسٌ من التيه والهدى
تربى بحضن الشعر طفلا مدللا
ولو تاهَ في بحرِ الضلالِ سفينهُ
بآيٍ من الشعرِ الكريمِ توســـــلا
وما حطمتْ مجدافَه ريح ُغادرٍ
بطعنةِ من يهوى تسامى إلى العلا
وفي كعبةِ الأشعار حلَّ مطوفا
وأحرمَ في أركــانها وتحــــــللا
فيا جيرةََ العاصي مريرٌ هواكمُ
وفي حبكم طعمُ المرارةِ قد حلا
لئنْ بدَّلَ الأصحابُ بالغدر قلبهمْ
فقلبي على عهد الوفا ما تبدلا
إذا ما استبدَّ الشوقُ بـي وأذابنـي
على شفةِ العاصي انحنيتُ مقبلا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *