الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حوار مع متابع للأدب الشعبي السيد مرهج سليمان الديب (أبو فيصل)

 

 

ضيف الحوار في هذا العدد رجل مسن يبلغ من العمر (85) عاماً ,ولكنه يملك صفات الشباب ,عيناه عينا شاب , ويسمع بأذنيه دبيب النمل وعنده ذاكرة قوية إلى حد لا يصدق ,وعندما يمشي لا يحني ظهره كالمسنين بل يمشي كشاب في مقتبل العمر ,وإن كان جالساً على الأرض ينهض دون استخدام يديه. وهو سريع البديهة ومتحدث طليق , حافظ للشعر والعتابا والزجل والقصيد البدوي والحكايات الشعبية , أطال الله بعمره وأدام عليه صحته ,فكان معه هذا الحوار:

 

س1- الهوية الشخصية

** مواليد تومين عام 1928م ,عندي ابنتان وسبعة أولاد , أما قرية تومين التابعة لمحافظة حماه فتقع على شاطئ نهر العاصي مقابل مدينة الرستن من الشمال , وهذه القرية تشتهر بالصيد والزراعة وتربية المواشي وبعض التجارة إضافة إلى نسبة لا بأس بها من المتعلمين وعدد من الموظفين .

س2- الطفولة

** كانت طفولتي ومرحلة شبابي في تومين حيث مسقط رأسي وهناك تعلمت للصف الرابع الابتدائي , على يد الكاهن حنا صوان الذي كان يحبنا ونحبه ونجله ,حيث أنه كان أباً روحياً صادقاً , طيب القلب عفيف النفس ,كريم الخلق رحمه الله, وهو والد المطرب المشهور سامي ألخوري .

س3- عملك في سن الشباب

** كان للمرحوم أبي بعض الأراضي فكنت أساعده أنا وأخوتي على فلاحتها وزراعتها وحصاد المحاصيل وكل الأعمال الزراعية ,وفي وقت الفراغ كنت أنزل إلى شاطئ نهر العاصي بعدة الصيد : مثل الصنارة أو الشبك أو الدونوميت ,للقيام بصيد الأسماك التي نأكل منها ونبيع ما يزيد ,وفيما بعد طوَّرت عملي هذا حيث اقتنيت زورقاً صغيراً نسميه شعبياً (الشختور) وهو مصنوع من الخشب وله مجدافان من أجل حركته على سطح المياه ,وكان معي شريك على هذا الزورق وهو ابن عمتي فايز فرحات نقوم بصيد السمك وبيعه للتاجر , وإضافة لذلك كنا نملك بعض المواشي من أبقار وأغنام وماعز وكان يرعى تلك المواشي ويشرف عليها راع بأجر شهري .

س4- ماذا تحدثنا عن اهتمامك بفن الشعر الشعبي؟

** سوف أسمعك بيتين من العتابا:

دبحني هدب عينا بالسوادي بيني وبين أهلا بس وادي

يا طارش روح يمهم بس ودِّي سلام وهات لي منهم جواب

ــــــــــــــــــــــ

– نقل قَدَمو كشيخ الوز بسعين ودعا جسمي طريح الفرش بس عن

نامت كل خلق الله بس عين المتلي الماعرف نوم الهنا

ــــــــــــــــــــ

وفي فن النايل سأسمعك بيتين أيضاً:

– يا طير يا بو جنح ودي لهم أخبار

قلن هواهم صعب شعَّل بقلبي النار

ــــــــــــــــــــــــ

هدوه بتوالي الليل تذكرني بمعانيكم

وأنا بديرة غرب أي ساعة نلقيكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي فن السويحلي لكم مني هذين البيتين:

 

– مانامت العين من يوم شال الزين

ما يعشق تنين قلب المحب ياناس

ـــــــــــــــــــــــــــــ

خدوني معاكم ما لي شغل بالبيت

شوفة حماكم ترد العقل والروح

ــــــــــــــــــــــــــ

أما الشعرالشعبي البدوي سوف أسمعكم منه شيئاً:

البارحه يا ناس عنّوا على البال

عنوا ع بالي خلتي والمحبين

والليل ما نمتوا والدمع ينال

على زمان الراح وسنين ماضيين

ـــــــــــــــــــــــ

س5- ما هي أسباب الانتقال من تومين إلى كفربو؟

** أحب ضيعتي تومين كثيراً لأن فيها أهلي ,ولكن فرضت علينا الظروف لهذا الانتقال مثلاً: تعليم الأولاد في مرحلة الإعدادية في كفربو ,وانتقال وظيفتي إلى معمل الاسمنت في كفربو . وتم الانتقال في صيف 1974م ,وكنت موفقاً في كل المجالات بهذا النقل . من خلال حبي لهذا البلد الكريم والشعب الطيب والانسجام الكامل بيننا وبين الأهل في كفربو العزيزة .

 

س6- بكل قرية وبلدة هناك كبير , لو تحدثنا عن شخص كبير في الجاه في تومين ؟

** نعم هناك رجل لم نسمع بمثله من قبل وما رأينا مثله بعد ,وهو عمي المرحوم (الشيخ سعد طنوس الديب) كان يعتبر الوجيه والشيخ لكل المنطقة ,فقد كان قوي البنية جميل الطلعة حسن الهيبة لوسع عينيه وتقاسيم وجهه ,وكان عريض المنكبين طويل القامة إضافة لكرمه واستقبال الضيوف بمضافته التي كانت تسمى (المنزول) وفيه كانت تدار المجالس وإلقاء الشعر والحكايات وعزف الربابة وحل المشكلات , وكان يسمى مجلسه محكمة الشيخ سعد وكان من أصدقائه المعروفين الجار مصطفى طلاس الذي أرسل له جمعية أطباء حين مرضه وزاره مرات عديدة وذكره في أحد كتبه .

 

س7- ما هي أمنياتك لسورية في هذه الأزمة..؟

** سورية أم لكل أطياف الشعب والإنسان لا يتمنى لأمه إلا كل خير. إنني أحزن عندما أراها ساحة للقتال ونزف الدماء وتساقط أولادها بشوارعها , إنني أتمنى لها الشفاء العاجل من جراحها لكي ترجع كما عهدناها سورية السلام والمحبة .

وفي الختام أشكر إدارة مجلة كفربو الثقافية على إتاحة هذه الفرصة لي للتعبير عن موضوعات كانت تشغلني وأشكر الذين شرفوني بزيارتهم الأساتذة طوني ناصر ومفيد ناصر ورئيس تحرير المجلة الأديب الشاعر سلوم درغام سلوم , وأتمنى للمجلة التوفيق والنجاح والدوام ………………….. عشتم وعاشت سورية الحبيبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *