الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

حوار مع الروائية هالة البدري

بقلم: الكاتب محمد أبو زيد

1000923_10202922727326148_1165379266_n

عالم الأشياء البسيطة هو المنطقة الساحرة في معظم كتابات الكاتبة المصرية هالة البدري، وعلى الرغم من ان هذه المنطقة تبدو مراوغة ـ أحيانا ـ على السطح، إلا أنها تظل مشحونة في الأعماق بدلالات ورؤى متنوعة، تحتفي بالانسان في كينونته واسطورته التلقائية، وسعيه الدائب الى الحرية في ماضيه وحاضره ومستقبله.. عن رحلتها مع الكتابة، هذا حوار معها:

* بالرغم من وقوفك نقديا ضد ما يسمى بكتابة الجسد، الا ان بعض النقاد اعتبروا روايتك الأخيرة «امرأة ما» كتابة جسد، فما رأيك؟
ـ هناك خلط، أنا ضد الكتابة التي تستخدم وبلا ضرورة الجسد كمدخل للكتابة، وعموما أنا ضد أي كتابة تستخدم أي شيء بلا ضرورة سواء كان هذا الشيء «كتابة جسد» أو كتابة سياسة أو شعرية، انا ضد أي شيء لا ضرورة له. وفي روايتي «امرأة ما» لم أكتب بهدف الجسد، حتى وأنا معتقدة أن معرفة الجسد ضرورة. مثل بقية الأشياء لكن بشرط أن يكون هناك احتياج فني لهذا في سياق النص. وكنت من خلال الرواية أحاول أن أناقش اشكالية ازدواجية المثقف في العلاقة بين ما يؤمن به حقيقة ولا يستطيع اعلانه، وبين ما يمارسه فعلا ويستطيع اعلانه ولا يؤمن به، وذلك من خلال قصة حب بين رجل وامرأة يحاولان ان يقتربا من بعضهما، ولذلك فسر البعض العلاقة بينهما على انها كتابة جسد، مع انها بعيدة عن ذلك، ولقد نوهت الى ان الروح متصلة بالجسد في الرواية.

* تحدثت عن أزمة «وليمة لأعشاب البحر» وما ترتب عليها في سياق روايتك «امرأة ما»، ألا ترين ان هذا الحديث جاء تقريريا؟
ـ أزمة الوليمة حدثت اثناء كتابة الرواية، وأنا أكتب في صفحتها الأخيرة في المسودة النهائية، لأني أكتب الرواية في ثلاث أو أربع سنين، وكنت مشغولة بسؤال بطل الرواية، هل يخضع ويكتب رواياته بالصيغة المطلوب منه الكتابة بها، أم يكتب ما يريده، ما يشعر به، ما يحسه، ما يود التعبير به عن مكنونات نفسه بغض النظر عن امكانية نشر هذه الرواية من عدمه، فبطل الرواية كان في رحلة بحث عن اجابة لهذا السؤال الجوهري، وحين حدثت أزمة الوليمة وجدتها مرتبطة بشكل كبير بما يفكر فيه ويشغله وهو أن الكتابة حريته بالفعل.

* هل يعني هذا أنك تخضعين للمؤثرات الخارجية اثناء كتابتك اعمالك، بمعنى هل لو حدث حادث طارئ تدخلينه في سياق النص؟
ـ بالتأكيد. لأن المبدع لا ينفصل عن مجتمعه، ولا عن المؤثرات الخارجية التي تحيط به، لأنه كائن يعيش في محيط يؤثر ويتأثر ويستخدم الذين حوله، فما المانع اذا اعطيت الدلالات التي أريد توصيلها من خلال اشارة الى حدث كهذا، أنا أسأل نفسي، وهذه الأحداث تعطيني الاجابات التي أريد أن اعرفها، وأن أقدمها الى القارئ.

* اعتبر البعض روايتك «امرأة ما» رواية نفسية، تستند الى التحليل النفسي أكثر من استنادها الى سرد وقائع وأحداث فما رأيك؟
ـ اعتقد ان الرواية خليط بين اشياء كثيرة، بحيث يصعب القول ان هذه رواية نفسية، وهذه رواية دراما، وهذه رواية الغربة، وأنا قد أكون استند الى التحليل النفسي في هذه الرواية، لأن هناك بالفعل في الرواية شخصيات تتأمل نفسها في محاولة للوصول الى إجابات يطرحها النص، لكن هذا التحليل النفسي هو أحد روافد الرواية وليس كل روافدها، لذا يمكن القول ان الرواية تستند الى أشياء أخرى كثيرة غير التحليل النفسي.

* ناقشت أيضا من خلال الرواية ازدواجية المثقف، الى أي مدى ترين أن هذه الازدواجية موجودة في الواقع الثقافي المصري؟
ـ هي موجودة بكثرة، وقليل من المثقفين تمكنوا من الافلات من هذا الصراع، بين ما يجب ان نعلن عنه، وبين ما يجب ان نخفيه. هناك حالة من التواطؤ السري يجعل العلاقة بين الحالتين رمادية، وكلنا فينا هذا الداء، وأنا قد أكون تواطأت في مرحلة ما على السكوت وأعتقد ان ازدواجية المثقف هي أكبر داء يواجه الثقافة بوجه عام.

* لو انتقلنا الى بداياتك، قدم لك يوسف ادريس روايتك الأولى «السباحة في قاع قمقم»، وقال ان هالة البدري صعدت الى المسرح لتبقى بطلة. ماذا كان يمثل لك هذا في ذلك الحين؟
ـ قبل صدور روايتي «السباحة في قاع قمقم» كنت قد أصدرت ثلاثة كتب في موضوعات عامة منها كتاب عن تجربة الفلاحين المصريين في تملك أراضي عراقية في العراق في قرية الخالصة، وكنت مراسلة وقتها لمجلة «روز اليوسف» في العراق ولم أكن قد أصدرت كتبا أدبية، وكنت خائفة أصلا من الاقدام على تجربة اصدار أول عمل ابداعي لي، ولم أكن أتصور ان تصدر رواية لي، ولكن حدث أن أخذ أحد أصدقائي روايتي الأولى «السباحة في قاع قمقم» وقدمها الى دار الغد ليقرأها الشاعر كمال عبد الحليم الذي أعجبته وسارع بالاتصال بالروائي الراحل يوسف ادريس ليقرأها، الذي أعجبته وكتب لها المقدمة، وكانت مفاجأة بالنسبة لي لأني لم أكن أتصور اصلا ان ينشر عمل لي، فما بالك أن ينشر هذا العمل وبمقدمة لروائي كبير أحبه جدا، وأحب اعماله المتميزة، وهو يوسف ادريس الذي لم أكن أتصور ان يقدم لي أول عمل اكتبه، وأعتقد ان أي كاتب في بداية حياته يحتاج الى دفعة كهذه، من كاتب كبير.

* بالرغم من احتفاء يوسف ادريس بهذه الرواية وتقديمه لها، الا ان هذه الرواية لم تلق نجاحا نقديا، إلام يعود هذا في اعتقادك؟
ـ في الحقيقة كتب عنها بعض النقاد، لكن الذي حدث انه لم يكن أحد يعرفني من النقاد، في ذلك الحين، بالاضافة الى اني لم أرسل الرواية اليهم، ولم ينشر أي أخبار عنها، وأعتقد ان الكاتب في بداية حياته يحتاج الى معرفة النقاد به، وان يتابع رواياته بنشر أخبار عنها في الصحف والدوريات، وأدركت هذا في العمل الثالث لي، وعموما ستصدر الرواية مرة أخرى قريبا في طبعة ثانية، وآمل أن تلقى الاهتمام النقدي الذي لم تحظ به في طبعتها الأولى.

* ألاحظ اهتمامك بالتشكيل اللغوي في النص خاصة في مجموعتك القصصية «رقصة الشمس والغيم» عبر استخدام ادوات البلاغة من مجاز، وصور شعرية، وخلافه. أريد أن أسأل عن أهمية اللغة بالنسبة لك كروائية؟
ـ الأدب عموما يتعامل مع أرفع مستويات اللغة، وأنا اتعامل مع اللغة من هذا المنطلق، وقد يعود استخدامي لمفردات شعرية الى أني بدأت بكتابة الشعر، ولكن أحاول ألا أثقل في كتابة الرواية من هذه الصور، حتى لا تختل لأن اهتمام الرواية الأول بالسرد، وحتى لا تصبح كتابة في الفراغ لكن هذا لا ينكر ان اهتمامي الاساسي في كتابتي باللغة، وأحب اللغة لذاتها ولا أتركها، مع ذلك تسيطر على المواقف لأن الكتابة الدرامية تستلزم الدقة بجوار الشعرية، والرواية تضم كل الأنواع.

* في رأيك هل يمكن أن تعتبر روايتاك «منتهى» و«ليس الآن» كتابة تاريخية؟
ـ نوعا ما. فهذه الكتابة تستند الى التاريخ، بمعنى انها تنظر الى حقبة معينة مع مناقشة العوامل المؤثرة على البشر في هذه الحقبة، والبعض اعتبر الرواية رواية اجتماعية، والبعض اعتبرها رواية واقعية سحرية، وأنا لا توجد عندي أية مشكلة في تصنيف النقاد لكتاباتي، وربما هم صنفوها على انها رواية تاريخية لأن ابطالها عاشوا في فترة أثرت فيها الظروف التاريخية والسياسية على مجرى حياتهم، فكان هذا واضحا في مسارات حياتهم.

* تناولت في «منتهى» فترة الخمسينيات والستينيات، هذه الفترة التي قتلت كتابها، ماذا أضفت اليها؟
ـ ربما لا استطيع ان أحدد بالضبط ماذا أضفت لها، فهذه مهمة النقاد ولكن ما يمكنني قوله، انني كتبت الرواية، لأحاول ان أفهم ما الذي حدث في الريف المصري، وما هي التطورات التي حدثت وحول حياة الانسان وتوجهاته الى الاتجاه المضاد، أردت ان أفهم ما الذي حدث عبر نصف قرن من الصراع العربي الاسرائيلي من وجهة نظر ضابط جيش يحضر حربا طويلة تنتهي كما لا يشتهي، واعتقد أنني عبرت عن هذا الصراع الذي دار بداخلي في محاولة الفهم على صفحات الرواية.

* هل يعني هذا انك اخترت فترة الستينيات للكتابة، قبل تكون الفكرة المحورية للرواية؟
ـ أنا أعمل وفقا لمشاريع عامة، بمعنى أني بدأت مشروعا لمحاولة الفهم ما الذي حدث لنا كمصريين، وكيف وصلنا الى هذه الحالة، ومحاولة للاجابة عن الاسئلة التي تفجرت داخلي في نفس الوقت، أكتب لأحاول ان أفهم مع القارئ اسئلة تنمو حولنا يوما بعد يوم وتحيط بطريقنا، بالاضافة الى أني أبدو مشغولة بالانسان المصري اثناء تطوره مع الزمن على مستوى الجماعة والفرد، وأنتقي الشخصيات بحيث تكون قريبة مني في قوتها.

* وهل يبرر اهتمامك بتاريخ الانسان المصري على مر العصور، انشغالك بالمهمشين في «ليس الآن»؟
ـ لست مشغولة بالمهمشين، لأنه لا يوجد انسان غير مهمش، نحن كمثقفين مثلا أصبحنا فئة مهمشة، وعموما أنا أهتم بأبطالي، بنموذجي في الكتابة بغض النظر عن الهدف في أن يكون هذا النموذج مهمشا، أو غير مهمش، انما احاول ان أفهم من خلال هذه النماذج الظروف السياسية التي مرت بالبلد، فالكتابة عندي كتابة ودراسة، في نفس الوقت أحاول أن أدرس الشخصيات الاجتماعية والتاريخية والسياسية حتى أصل لأحكام ترضيني، أنا أكتب لأني أحاول ان أفهم ما يدور حولي بغض النظر عن ان الشخصيات التي أطرحها مهمشة أو غير مهمشة.

* هل يسوؤك أن يصنفك النقاد على أنك «كاتبة ريف»، وما رأيك في تقسيم الأدب الى أدب ريف أو مدينة، أو ما أشبه؟
ـ لا يسوؤني هذا، مع أنني لست كاتبة ريف، ولا يزعجني اطلاقا، أن يصنفني النقاد على هذا الاساس، مع اني لم أكتب سوى روايتين فقط عن أجواء الريف، وبعض القصص، وفي تصوري ان هذا التقسيم كلام فارغ، ولا يعني شيئا، لأن لي مطلق الحرية في أن اختار المكان الذي أريده، والزمان الذي أحب الكتابه عنه، وابطالي كما أود وأنا كتبت عن الريف لأني أحب الريف، مع اني من مواليد القاهرة، لكن الريف ظل في ذهني صورة حميمية لجدي الذي كنت أذهب اليه في القرية، وربما كتبت عن الريف لأن الانسان بطبيعته يجب أن يعود الى الأصول لكي يفهم، والمدينة لا تعطي ما يعطيه الريف عن الشعبيين، ولأنني لم أختلط بالأحياء الشعبية في القاهرة، ولذلك عبرت في روايتي الأولى عن أبناء الطبقة الوسطى، ثم عدت الى محاولة فهم التحول الذي حدث في الريف كمحاولة لفهم ما يحدث حولي، لأن الريف متكاتف أكثر من المدينة بكل طبقاته.

* كتبت عن الريف في «منتهى» و«ليس الآن» من منظور فولكلوري، وسؤالي هل دراسة الفولكلور والعادات والتقاليد والطقوس، تكفي لكتابة رواية ناجحة عن الريف المصري؟
ـ لا طبعا، لكن بالضرورة القراءة عن الفلاح وعن ملامح تحوله مهمة، ودراسة حياته وموروثه الشعبي جزء مهم من فلسفته في الحياة. وحين قررت الكتابة أدركت أني لا بد أن أعرف ميراثه الفلسفي، ودوافعه للتعرف حتى أتمكن من الكتابة عنه، وهذا موجود في تقاليده وعاداته فتوصلت الى خلطة استخدمت فيها الواقعية السحرية التي كانت قبل رواية منتهى بعيدة جدا عن العالم العربي.

* وهل لهذا السبب سعيت الى أن تكون بعض الشخصيات اسطورية مثل «محمود» الذي أرضعته كل نساء القرية؟
ـ أنا كتبت من منطلق الاسطورة التي صنعها الفلاح المصري، والتي جعلته يعيش كل هذا القهر على مدار سنوات طويلة، وحافظ في نفس الوقت على عبق الحياة، كان لا بد أن أفهم من أين جاء حبه للحياة رغم الفقر والظلم الذي تعرض له. كان لا بد أن أقترب منه عبر اقترابي من اسطورته، وشخصية «محمود» لو تلفت حولك ستجد الملايين مثله دخلوا الحرب، وعاشوا حياتهم كلها لصد عدوان عن أرضهم، وشكلتهم الحياة. «محمود» ليس اسطوريا، بل هو موجود بكثرة، رغم كل محاولات اخفائه ومسح ذاكرته بالقوة، وأنا أحاول أن استعيد اسطورته بالكتابة عنه، ان اعيد ذاكرته باستخدام اسطورته، بالكتابة التي هي محاولة لبناء الذاكرة.

* صدر لها في الأدب:
ـ السباحة في قاع قمقم «رواية» دار الغد 1988.
ـ رقصة الشمس والغيم «قصص» دار الغد 1989.
ـ أجنحة الحصان «قصص» هيئة الكتاب 1993.
ـ منتهى «رواية» هيئة الكتاب 1995.
ـ ليس الآن «رواية» هيئة الكتاب 1995.
ـ امرأة ما «رواية» روايات الهلال 2002 (ترجمت الى الانجليزية ضمن مشروع ترجمة الأدب العربي بالجامعة الاميركية بالقاهرة).

* كتب أخرى:
ـ حكايات من الخالصة، مكتب روز اليوسف في بغداد 1976.
ـ المرأة العراقية، بغداد 1980

لقاء مع الشاعرة فاديا غيبور

بقلم: الكاتبة نجاح حلاس

 

115698_2010_05_09_12_12_33.image3

 

من مصياف السحر حيث القلعة التي تحكي قصص الأجداد .. منتزه الوراقة و ما يدور فيه من
منادمات .. و حيث الجبل الأخضر المطرز بكروم العنب و التين قدمت الشاعرة فاديا غيبور لتشارك في المهرجان التاسع و العشرين حاملة قصائدها المستحمة بالعطر , و العابقة بروائح البيلسان و الريحان و القطلب إذ أفرغت ما في جعبتها من بوح شفيف على مسامع الجمهور المتعطش للكلمة الرقيقة و الجميلة التي تلامس الروح فتحولها إلى مروج خضراء .‏
»العروبة« التقت الشاعرة فاديا غيبور و أجرت معها اللقاء التالي :‏
* أنت من بيئة وهبها الله من الجمال الكثير … هل عجلت هذه البيئة في تفتح موهبتك الشعرية ..?‏
من حسن حظي أنني ترعرعت في مدينة مصياف حيث الجبل الأخضر و الكروم المعلقة على سفحه تيناً و عنباً و زيتوناً مما أثرى مفرداتي فيما بعد و أغناها و منحني نعمة الدخول في تفاصيل الطبيعة شعرياً .بدأت تجربتي الشعرية في سن مبكرة تعود للمرحلة الإعدادية إذ شجعني أستاذي الراحل أحمد سليمان معروف , و هذا منحني دافع الإستمرار بالكتابة و الإهتمام بتنمية موهبتي الشعرية , حيث قرأت الكثير من الكتب بشتى أنواعها و التي كنت أحصل عليها من مكتبة المركز الثقافي في مصياف , و من المكتبات الخاصة لأساتذة كانوا يدرسونني في المرحلتين الإعدادية و الثانوية .. و كان للجامعة دورها الكبير و الهام في دخولي إلى عالم الشعر العمودي و التفعيلة و قصيدة النثر حيث بدأت اهتماماتي تكبر و قراءاتي تصبح أكثر نضجاً ..‏
و قد أصدرت حتى الآن ست مجموعات شعرية هي :‏
– للمرأة لغة أخرى /1993‏
– و لكني عشقت الأرض و الإنسان /1994‏
– مزيداً من الحب / 1997‏
-لدمٍ كهذا /1999‏
– أرتب أشواقي و أبوح /2000‏
– نصف غناء و حلوى /2002‏
و ستصدر مجموعة أخرى لي بعنوان »و أحاول نارها« في وقت قريب و المقصود هنا نار القصيدة .‏
* أنت تكتبين قصائدك بالشكل العمودي (الكلاسيكي) و بالتفعيلة في أي الشكلين تستطيع فاديا غيبور أن تبحر شعرياً ?‏
الحقيقة أني أجد نفسي في شعر التفعيلة , لأن التفعيلة هي اللغة الداخلية التي أمتلكها قبل أية لغة أخرى و قد يكون السبب في ذلك أنني كتبت الشعر العمودي قبل أن أعرف العروض , و ربما مرد ذلك إلى إيقاعات الطبيعة التي تعزف في مدينتي مصياف بشكل أساسي و التي ينعكس سحرها على روحي و نفسي … هذا بالإضافة إلى ما بهرني في دمشق العاصمة أثناء دراستي الجامعية و الذي أعطاني زخماً شعرياً , و فيضاً روحياً أثرى ذائقتي الشعرية .‏
* ما الموضوعات التي تناولتها فاديا غيبور في شعرها ?‏
تناولت في شعري موضوعات كثيرة أهمها الهم الذاتي و الإنساني و الوطني و القومي .. حتى عندما كتبت الغزل فقد دخلت من خلاله إلى عمق بعض القضايا أو المشاكل العامة و طرحتها طرحاً قد يفضي في أحيان كثيرة إلى حلول أكثر منطقية … مثلاً العاشق في قصائدي هو عاشق ملتزم بالأرض و بالإنسان و بالوطن حتى و بالقضايا القومية , و العشيقة تتقبله أو ترفضه بمقدار ما يقترب من هذه القضايا أو يبتعد عنها .. كذلك كتبت الكثير من القصائد التي تتحدث عن القضية الفلسطينية و ما يعانيهالإنسان الفلسطيني من ظلم وقهر و تشتت …. كما كتبت قصائد عدة عن العراق و جرحه النازف , و ما حل به من دمار و خراب .‏
و غنيت في شعري لانتصارات المقاومة اللبنانية عام 2000 , و لانتصاراتها في حرب تموز الماضي و كم أشعر بالفخر عندما أذكر بطولات المقاومين و بسالتهم و شجاعتهم و ما حققوه من عزة لشعبهم و قهر لعدوهم …. و أعتز حتى الزهو بموقف سورية القومي متمثلاً بموقف السيد الرئيس بشار الأسد المشرف الرافض للهيمنة الأمريكية بكل أشكالها …. و كم أتمنى أن تكون الفترة الرئاسية الثانية لسيادته مكللة بالإنتصارات .‏
* كيف يحضر الرجل في شعرك ?‏
أنا لا أكتب عن الرجل كذكر و إنما يحضر في شعري عابقاً بالرجولة و الشجاعة و المروءة و الكرم , و بما يحمله من أحاسيس إنسانية سامية و تعامل رقيق مع المرأة التي يتدفق حنانها في خلايا جسده كما يتدفق ماء النهر في حضن الوادي .‏
* ما هي أهم مفردات البيئة التي يختزنها قاموسك الشعري و التي تطل برأسها بين القصائد ?‏
البيئة كما أسلفت أثرت كثيراً في شعري و تكاد لا تخلو أية قصيدة من مفردات البيئة المصيافية مثل السنديان و العصافير و البيلسان و الكروم و الزيتون و العنب و القطلب … و المطر … و الرياح …. و هذه المفردات تظهر واضحة جلية في شعري و تخدم النص و تسري فيه كما يسري النسغ في النبات ليمنحه الحياة .‏
* ما جديد فاديا غيبور ?‏
سيصدر لي في الشتاء القادم مجموعة شعرية معظم قصائدها تعنى بالهم القومي …. و آمل أن تجد هذه المجموعة القبول من قبل القراء و عشاق الشعر , و متذوقي الكلمة الطيبة المعطاء .‏

الفنانة التشكيلية السورية منى مقدسي تخص موقع مجلة كفربو الثقافية بحوار مميز

بقلم: اللجنة الثقافية

 

2014-04-08 13.46 [640x480]

 

فنانة تشكيلية من محافظة حماه السورية من بلدة كفربو نعتز بها ويشرفنا أن يكون حوارها على صفحات موقع مجلة كفربو الثقافية , حيث أظهرت عالمها الفني والذاتي والجمالي والتراثي والإجتماعي والتربوي , عبر أجوبة لأسئلة متنوعة , فهي زوجة الفنان التشكيلي والنحات الراحل مظهر برشيني , فتفضلوا لمتابعة هذا الحوار الرائع :

رحلة صحفية أدبية في عالم الشاعر عبد الوهاب الشيخ خليل

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

 

132804_2011_08_15_13_50_23.image2

 

سيكون اليوم لقائي مع أديب وشاعر أصيل من أدباء حماة ، أديب عانى الكثير ومرت حياته بمراحل عديدة وهو الأستاذ عبد الوهاب الشيخ خليل.

لقاء مع الشاعر والأديب والفنان مصطفى صمودي

بقلم: الكاتب سلام مراد

093285_2009_05_14_04_09_40.image2

 

أجرى اللقاء: سلام مراد
ثقافة
الأربعاء: 21-9-2011
مصطفى صمودي متعدد المواهب والاهتمامات.فهو شاعرٌ وباحثٌ وموسيقيٌ وكاتبٌ ومخرج مسرحيٌ. بدأ بالنهل الثقافيّ والفنيّ منذ صغره.شغل مواقع ثقافية وإدارية هامة.عمل معاوناً لمدير

شاعر الثورة الفلسطينية ابراهيم محمد صالح ..ابن شهيد ووالد شهيد

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

شاعر الثورة الفلسطينية ابراهيم محمد صالح ..ابن شهيد ووالد شهيد

images

أبو عرب: كل عربي مؤمن بعروبته هو أخ لي وصديق

نحن في حضرة العظماء ننحني إجلالا وتقديرا، نشعر بالفخر كوننا نقف أمام أشجار عالية وقفت في وجه العواصف والرياح، وقفت بصلابة وشموخ خلقه الإيمان بعشق الوطن،

حوار مع المغتربة الأديبة ابنة كفربو كراسيا العوض

بقلم: المهندس مفيد ناصر

*شكرا”سيدة  كراسيا على قبول التواصل الفكري والثقافي مع موقع مجلة كفربو الثقافية والتكرم بالإجابة على هذه التساؤلات, و التي تنطلق من ربوع كفربو العامرة إلى ابنتها المغتربة السيدة الأديبة كراسيا العوض, ونفتخر بإطلالتك على صفحات موقع المجلة لتزينيها بأريج زهر العنبر و البيلسان , فتفضلي لمتابعة هذه الأسئلة مع جزيل الاحترام :

 

– بل الشكر لكم لأنكم منحتموني فرصة العودة عبر هذا الموقع الجميل إلى المكان الذي أعطاني اسمي و ذكرياتي و أجمل سنين عمري و ربما أمرّها أيضاً، كفربو ليست ضيعتي فحسب و جزء من سوريتي التي احملها في صدري , بل هي عائلتي الكبيرة التي اشتاق و أتمنى اللقاء بها يوماَ…

kr6نسخ [640x480]

•حبذا لو نقرأ شيئا” عن السيرة الذاتية لحياة كراسيا ؟

– لم أعش بما يكفي لأحيط  سنيني بسيرة ذاتية، فأنا لا أعرف بعد على أي ضفة  ولدت ، مازلت طائراً أزرقاً يقطن في فوهة السؤال ارتجف خوفاً من بركان التفاصيل الصغيرة , تلك التي لا يهتم بها احد، تلك التي لا يهتم لها احد، تلك التي تحرك لعبة الكون الذي خلقت منه كائناتي القلقة.

kr8نسخ [640x480]

•المرأة السورية و الكفرباوية  جديرة بالاهتمام , ما رأيك بذلك ؟

– عندما نقول المرأة السورية تقفز إلى أذهاننا صورة تلك المرأة  المرتبطة بالخيال الجمعي للمجتمع السوري و الذي تكوّن منذ عشتار الإلهة السورية, إلى زنوبيا الملكة, إلى المناضلات اللواتي ساهمن في صنع تاريخ سوريا وصولاً إلى عصرنا هذا الذي تميزت به المرأة السورية و أثبتت جدارتها في جميع المجالات العلمية و الثقافية و العمل المجتمعي, و المرأة ” الكفرباوية هي جزء و امتداد لما تمثله المرأة السورية مثلها مثل نظيراتها في كل مكان في سوريا، سواء” بما قدمن و يقدمن أو بما يمثلن من معاناة المرأة في الجانب الآخر، المعتم من الصورة بفعل العادات و التقاليد و الأعراف الظالمة التي ما زالت سائدة إلى يومنا هذا … بكل الأحوال أرى أن المرأة جديرة بالاهتمام أياً كان مسقط رأسها، جديرة بأن تعاد من الهوامش إلى مكانها الحقيقي الفعّال كجزء من هذا المجتمع بل كنصف آخر لهذا المجتمع… متكامل بالحقوق و الواجبات و النظرة الاجتماعية …

•مسألة الحشمة لها أنصارها ما رأيك بقلة الحشمة في هذه الأيام  ؟

– ما لم تكن العفة في القلب و العقل لا تستطيع قطعة القماش مهما طالت أو قصرت اختراعها، في كل الأحوال مسألة الحشمة و اشكالياتها هي جزء من اشكاليات المنظومة الذكورية التي تتصف بها مجتمعاتنا العربية المكبّلة بالعادات و التابوهات الدينية و الثقافية و التي حصرت المرأة في خطوط حمراء  و لم تر فيها أكثر من قطعة لحم مثيرة  للعاب، فوقعت المرأة أيضاً بهذا الفخ لترى نفسها على أنها جسد و غواية… الحشمة لا يمكنها أن تكون عباءة ما دامت العقلية) الذكورية (و التي تمثلها بعض النساء أيضاً… ترتع في مجاهل التخلف الإنساني.في  النهاية جسد المرأة هو كيانها الخاص والحميم  ويخصّها وحدها و هي المسؤولة الوحيدة عنه

kr9نسخ [640x480]

•عفوا” إن حدود حريتي تقف عند حدود حرية الآخر…يسوع المسيح و الرسل تحدثوا كثيرا” عن ضرورة الحشمة متى (5 : 27-30) بطرس 1 (1:3-8) … و الحشمة ليست للمرأة فقط بل للرجل على حد سواء… و الرجل القوي من الداخل لا يهمه الموضوع نهائيا”… و لكن من مناّ يرضى أن يكون فخا” بيد الشيطان يستخدمه لاصطياد قلوب الضعفاء…..؟!!

– العفة و التي أكرر أنها إن لم توجد في القلب و العقل لن توجد في مكان آخر، أما عن السيد المسيح فهو لم يتطرق لشأن شخصي في أي من كلامه و رسالته, بل بالعكس قال لهم من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر…

– إن أحد أهم مقومات المجتمع الناجح أن نفصل بين ما هو ديني عن ما هو مدني، فالإيمان علاقة خاصة بين الفرد و الله و لكلٍ طريقته في تواصله مع خالقه و في إيمانه. لم يحدث أبداً أن تكون إمرأة محجبة أكثر إيماناً أو عفة” من أخرى تُظهر أجزاء من جسدها، إنما الصالح صالح القلب و الأعمال… و نريد لأنفسنا مجتمعاً مدنياً خالياً من العقد الدينية و الثقافية نتعّود فيه النظر إلى رأس المرأة و عقلها لا إلى جسدها… لست أنادي بالتعري لكنني أرفض التشدد و أرفض أن انّصب نفسي قاضياً على الآخرين فيما يفعلون. الرجل الضعيف كما قلت، يجب مساعدته  وتقويته لا قمع الآخر من اجله… المريض هو من يُؤخذ إلى الطبيب .

 

 

                                                            

•باختصار كيف تتصورين المجتمع المثالي ؟

– المجتمع المثالي فكرة طوباوية لا تتحقق إلا إذا تحققت مثالية أفراد هذا المجتمع، لكن و بما أن قدر الناس الاختلاف في المستويات الثقافية و الأخلاقية و الفكرية … إذاً هذا يجعل الأمر مستحيل على أرض الواقع. المجتمع المثالي ليس هدفاً بحد ذاته بل العمل إلى خلقه بمواصفات أقرب إلى الصورة المثالية التي نحلم بها. لعل أفضل من عبّر عن ذلك قول ادواردو غاليانو: “الطوباوية في الأفق كلما اقتربت منها خطوة ابتعدت خطوة ، و كلما مشيت إليها عشر خطوات ابتعد الأفق عشر خطوات، بماذا تفيدني إذاً؟ …في هذا، أن أمشي.. أن أظل أمشي.

•لديك ابنان (حماهم الله , هل قادتهم كراسيا إلى منحى ديني صحيح وفق قيم وتعاليم طفل المغارة ؟

kr2نسخ [640x480]

– علمتهم الإيمان بقوة الخير و المحبة وأن غاية الدين هي الأفكار الفضلى، أن نقترب أكثر من إنسانيتنا و من الرسالة السماوية بوصفها رسالة محبة و تسامح و أما الدين كموروث ثقافي فكان لابد من رسم خط واضح بين ما هو تاريخي و ما هو إيماني و على هذا الخط يقف احترام الآخر، المختلف دينياً و إيديولوجيا”

•عفوا” ماذا تقصدين بالدين تاريخيا”؟

-الأديان قبل المسيح لم تكن موجودة المسيحية و قبل محمد لم يكن موجود الإسلام و الشيء ذاته بالنسبة لليهودية و الأخرى.

أليس الدين هو جملة النصوص الموجودة بين أيدينا من الكتب المقدسة؟ ألا تتفق هذه النصوص مع حقبة تاريخية معينة كُتبت فيها؟ أليست امتداد لديانات سابقة؟ لا شك  الدين في جوهره هو الاعتقاد بوجود قوى ثابتة مستقرة وراء كل ما يحدث و هي إرادة الله لكن هذه الإرادة نفسها تتغير ملامحها من دين لآخر و من ثقافة لأخرى وأنا أتكلم عن الدين بشكل عام وليس الدين المسيحي فقط.

 

1510780_10153842275905441_1642693294_nنسخ [640x480] 

 

•أنت عشت الغربة… ما هي الصعوبات التي صادفتك في غربتك ؟

– الغربة هي بحد ذاتها صعوبة، الإحساس بالانتماء إلى عالمين في الوقت ذاته، أو اللانتماء إلى أي منهما، الحصار بين لغتين الأولى أتت بي و الأخرى أتيتُ إليها، هجمات الحنين المتكررة. أشعر أحياناً بأني طائر يبني عشه على كتف الريح  أو شجرة قُدّر لها أن تنمو في حقلين معاً. ربما  أقسى ما يمكن أن يعانيه مغترب على الصعيد السيكولوجي هو حالة الفصام هذه، بين ال هنا وال هناك

•ماذا تحدثينا عن تجربتك في إذاعة أرابيسك في الأرجنتين ؟

kr9نسخ [640x480]

– أرابيسك اسم لبرنامج اذاعي كنت اقدمه منذ عام 2005 إلى عام 2012 يسلط الضوء على الحضارة العربية بشكل عام و السورية بشكل خاص ليمتد جسرا بين ثقافتين الأولى هي بدايتنا و إرثنا و جذرونا و الثانية هي هذه التي ننهل منها الآن كمغتربين  و منحدرين من أصول سورية… أتينا إلى هذه البلاد بكل إرثنا الثقافي و تفاعلنا في هذا المجتمع و شكّلنا جزء من بنيانه الثقافي و الاقتصادي و حتى السياسي. طبعاً انتقلت  بالبرنامج بعدها في عام 2010 إلى التلفزيون حيث صار يُبث على إحدى القنوات في الولاية التي أعيش فيها…

kr 1نسخ [640x480]

•نود معرفة علاقتك مع مغتربي كفربو في الأرجنتين  وفي العالم ؟

– نتواصل دائماً عندما تتاح لنا الفرصة أو في بعض المناسبات التي تقام هنا. تربطني ببعضهم صداقة متينة ، ربما يجمعنا نفس الإحساس في الغربة… الإحساس بالعائلة…

• منذ أشهر كنت معنا في سهرة كفرباوية على الهواء مع فريقنا الثقافي في موقع مجلة كفربو الثقافية , حبذا لو تحدثينا عن انطباعاتك في هذا اللقاء على صوت الشباب في الإذاعة السورية ؟

– أولاً أريد أن أشكر إذاعة صوت الشباب و المايسترو فرح عيلان بالأخص لأنهم منحوني هذا الشرف بمشاركتهم هذه اللمّة العائلية  وسط الألم الكبير الذي نعيشه اليوم و التي كسرت صقيع غربتي بأصوات ما زالت تجول في شراييني و في ذاكرتي اليومية. شعرت بأني عدت  للحظات إلى وطني…

•نود معرفة بالكتب وأنواعها التي نهضت بثقافتك ؟

– اعترف أنني مقصرة جداً في القراءة و خصوصاً في فترة هذه الثلاث سنوات من الألم السوري الذي أبعدنا عن ذواتنا بشكل أو بآخر، لكن خلال حياتي حاولت أن  أطلّع على مجمل أنواع الأدب و الكتب.من الشعر و الرواية و الميثولوجيا و التاريخ و الفلسفة و علم النفس و بعض الكتب العلمية. سواء عربية أو ترجمات عالمية، أو بالاسبانية

• لك تجربة في إنجاز الكتب الفكرية والإبداعية كما سمعنا باللغة السبنيورية , ماذا تحدثينا عن هذه الكتب ولماذا لم تترجمي هذه الكتب إلى العربية ؟

– لي ديوان بالاسبانية صدر عام 2008 و قد لاقى تكريماً من عدة مؤسسات هنا , كما أن بعض قصائده استُخدمت كنصوص في مسرحية حازت على جائزتين وطنيتين، و كذلك إحدى المدارس اعتمدته في مقررات مادة الأدب لطلاب الثاني الثانوي منذ حوالي عامين, و كان لي لقاء مع الطلاب الذين درسوا القصائد و فوجئت و بسعادة عارمة عندما ترجموا بعض القصائد بلوحات تشكيلية علقوها على جدارن الصالة التي جمعتني بهم. طبعاً هناك ديوان آخر باللغة الاسبانية أيضاً قد يخرج للنور في أي وقت بالإضافة إلى مجموعة من النصوص باللغة العربية، قد تكون مشروع ديوان جديد

 

• عذرا” لماذا لم يصدر هذا الديوان إلى اللغة العربية لكي يتسنى للأهل و  الأصدقاء أن يقرؤه ؟

– لم يصدر ديواني باللغة العربية لأنني لم أفكر وقتها بأن كلماتي يمكن أن تصل إلى سوريا، فقد كنتُ منهمكة في شق طريق لي في هذا الأفق الأرجنتيني الذي وجدت في لغته عوالم من الدهشة و السحر، لكن سوريا كانت دائماً حاضرة في نصوصي و لها قصيدة نشرت في مواقع عدة و في الجريدة الرسمية و ألقيتها في عيد جلائها.

 

 

 

•علمنا من أحد الأصدقاء المقربين أن لك تجربة بأغاني وبرامج الأطفال , ليتك تحدثينا عن هذه التجربة ؟

– أثناء عملي في مدرسة للأطفال تدّرس اللغة العربية و بسبب افتقادنا للمواد التوضيحية و أغاني الأطفال في هذا النصف الآخر من العالم ، كان عليّ و بدفع من مديرة المدرسة و زملائي أن أسجّل بعض الأغاني للأطفال التي كانوا يرددونها في الاحتفالات المدرسية باللغة العربية، طبعا “بمساعدة احد الموسيقيين هنا  كنتُ أضع الكلمات و اللحن… و هناك أغاني سجلتها بالإنكليزية و الاسبانية إضافة إلى العربية… هي أغان بسيطة لا أكثر.

•كنت مديرة أعمال لسيناتور لبناني  , هل من توضيح أكثر ؟

– هو من أصل لبناني سوري، جده لوالدته سوري من حمص و جده الثاني من لبنان… عملت معه في قسم الاستشارات الثقافية و كمنسقة للعلاقات مع العالم العربي، حاولنا أن نمد جسوراً معرفية بين الثقافتين قدر المستطاع  عبر برامج التبادل الثقافي و اتفاقيات التعاون الدولي و خصوصاً أن الجالية العربية و بالأخص السورية اللبنانية كما تسمى هنا تشكل نسبة كبيرة من السكان الأرجنتينيين، لكن ظروفاً سياسية داخلية حالت دون تحقيق الهدف المرجو فاقتصر عملي على المنحى الثقافي.

kr3نسخ [640x480]

•كيف تكون الثقافة هي الركن الأساسي في تقدم الشعوب ؟

– لا يمكن لشعب أن يتقدم لا اقتصادياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً ما لم يكن هناك قاعدة معرفية و ثقافية يرتكز عليها حيث أن الثقافة ليست انعكاس التاريخ و صورة الحاضر  لشعب ما فحسب و إنما بوابة للانفتاح على تجارب الأمم و خبرتها و التفاعل معها و الاستفادة منها لطالما  اُعتبرت الثقافة نبوغ القدرة الإنسانية و إظهارها لخبرات و تجارب شعب ما بطرق إبداعية و خلاقة . إذا عدنا إلى جذر الكلمة اللاتيني  لوجدنا أن كلمة ثقافة مشتقة من الفعل زرع الذي استخدمه شيشرون في الإشارة إلى أن الثقافة لا تختلف عن عملية  الاعتناء بالأرض و زراعتها و تهيئتها للعطاء المستمر، الإنسان أصل التطور لكن الإنسان الذي زرعت فيه المعرفة و الفكر و القيم الأخلاقية تسهم في دفع الحركة العملية في المجتمع.

 

• الكتاب أصبح ورقيا” والكترونيا” , أين أنت منهما  ولماذا ؟

– أنا بمكان بينهما كالمكان بين الزهور الطبيعية و الاصطناعية… للورق رائحته الخاصة، عطره، نكهته، خصوصيته التي لا يعوضها الكتاب الالكتروني، لكن أحياناً و بسبب عدم توافر الكتب و المكتبات العربية ألجأ إلى الإصدارات الالكترونية التي إتاحتها لنا تكنولوجيا الانترنيت…

                  

•من هم الأدباء الذين تأثرت بهم من العرب و الأجانب ؟

– كل نص يقارب عقلي و يقترب من روحي و من رؤيتي للكون من حولي يؤثر بي ,  لكن اعترف أن هناك شاعران اتمنى لو أني  كنتهما، محمود دوريش و بورخيس , وهناك بعض الأدباء الذين ما زلت أقرأ لهم بنفس المتعة و الشغف الذي قرأت لهم  لأول مرة مثل جبران خليل جبران، محمود درويش، أدونيس، غادة السما, وكذلك خوان غيلمان وشارل بودليير…

 

•الفن والموسيقا والأدب والشعر …الخ هي مواهب من الله , فمن كان له الدور في تنمية مواهبك ؟

– تجربتي القاسية، معاناتي، الخسارات المتكررة ، لا فضل إلا للألم على نزيفي…

•ماهي تجاربك الشعرية من حيث الأغراض ونوع الشعر وهل يوجد مشروع لطباعة بعض المجموعات الشعرية  ؟

– في بادئ الأمر لم أكن أدري أصلاً أن ما أكتبه كان من الممكن أن يُدرج تحت اسم شعر أو قصائد، كانت مجرد نثريات وجدانية أو  خواطر محمّلة بأسئلة وجودية قد ابتلعتني كما يبتلع البحر أسماكه… إلى أن أزهرت هذه النصوص في إحدى المجلات التي كانت تصدر في الإمارات عن دار البيان,  لكنها كانت تجربة قصيرة جداً بسبب سفري و إقامتي في الأرجنتين حيث انقطعت تماماً عن اللغة العربية و انشغلت بتعلّم الإسبانية  , وبعد ثلاث سنوات من إقامتي هنا و عندما بدأت عملي في البرنامج الإذاعي كنت أبدأ البرنامج بقصيدة كل أسبوع و كانت قصائد حنين إلى الوطن في أغلبها، وهذه النصوص نالت إعجابا” من مستمعين و متابعين لبرنامجي  , و نشرت بعضها في الجريدة الرسمية للمدينة، وهذه كانت الخطوة التي منحتني الشجاعة لأقول نعم أستطيع أن أكتب الشعر بهذه اللغة المخيفة بجمالها و غناها الذي لا يقل ثراء” عن اللغة العربية و خصوصاً أن بعض الأصدقاء من المهتمين بالأدب و الشعر  كان قد قرأ ما كنت أُخفي من نصوص أظنها غير صالحة …و أثنوا بإعجاب على تجربة شعرية جديدة مختلفة تلوّح في أفق( الأدب اللاتيني ( حسب تعبير إحدى المُجازات بالأدب و التي ساعدتني في عمليات التدقيق النحوية) من هنا كان علي أن أسمع للأصوات التي طلبت مني أن أُخرج نصوصي للضوء في كتاب، فكان ديوان ضحية الريح عام 2008 و هو مجموعة من قصائد وجدانية، حب وشوق للوطن سوريا.. ألَمٌ لما يجري للدم العربي.. و بعض النصوص باللغة العربية. شاركت بعدها في أمسيات  و ملتقيات  شعرية كان آخرها الملتقى العالمي لنساء شاعرات.

kr7نسخ [640x480]

•هل يوجد قصيدة غالية على قلبك وتودين أن نقرأها , و ماهي ؟

          

أعرف أن السكر المنثور فوق وجه الموت لا يغير طعم الفقد

           و لا الصباحات التي تفيض بالدمع

           تحجب لون الشمس

           و لا انزياحي عن قارات الصمت لبعض الوقت

           … يغير ما في نفس الوقت


           وأنت تعرف أن دمعي لك

           و صلواتي المشدوهة الملامح لك

           إلهي الصلصالي الرهبة

           الذي من بين أصابعي يتساءل فيَّ عليك لك

           عباءتي التي تركتها في حوزة الليل ذات جنوح لك

           الخيط الذي أطرز به قصائدي لك

           قلبي الذي تحت وصاية الوردة لك

           قطرة الدم التي التصقت في شفاهي

           يوم شقها الكلام لك

           و بوصلة صمتي

           وذلك الحبل السري

           الذي يشنقني على أشجار إخوتي لك

           والبئر التي تحتضنني

           مع يوسف والذئب البريء


           حجم لغتي على تخوم كل انتظار

           الأساطير التي تعبر من ثقوب اسمي لك


           النور الذي سرقته خلسة من نار بروميثيوس

           ابتسامة سيزيف التي تطوق محاولاتي

           تمتمة الشيطان على مأدبتي

           تلاوات خصر عشتار

           قراءاتي النقدية في أنوثة القصيدة لك

كمشة القمح في كف تموز…

شقائق أدونيس

و امتدادي منذ الكلمة البدء إلى حدود القبيلة

 و منذ ولادة البرق إلى رومانسية الطلقة

ولك ما تعرف و أعرف


– بداية هذه القصيدة و آخر عناقيد عتبي: أيها الوطن كن لي

• ماهو رأيك بالتراث السوري , نود أن نقرأ لمحة عن بلدة في الأرجنتين إسمها )سنجو كرار ( كفربو الأرجنتين ؟

– هذا التراث هو هويتنا الثقافية و ذاكرتنا الحية كمجتمع و كأفراد، قلب تاريخنا و جبين حاضرنا، هو البصمة التي تميز سوريا عن غيرها، هو جزء من حاضرها و دليل إليه و جواز سفرها بين العالم. أشعر بالألم اليوم و أنا أرى هذه الهوية  مهددة بالخطر و الاندثار أمام ما يحدث في وطننا الغالي.

– سنجو كرار..كفربو الأرجنتين , كانت تسمى كذلك لأن أغلب سكانها كانوا ممن أتوا من كفربهم تحديداً اليوم و بعد أن هاجرها أهلها إلى المدينة لم يبق فيها سوى ذكريات مشحونة بالحنين يتداولها السوريون الذين عاشوا فيها كعائلة…

• كيف نقلت صورة كفربو سوريا إلى الأرجنتين , وما هي المنابر التي بثّت وعرضت هذه الصورة ؟

– سوريا حاضرة دائماً في وجداننا، في أحاديثنا في احتفالاتنا، في المؤتمرات التي تخصص للاحتفاء بها، في البرامج التلفزيونية و الإذاعية التي تحمل اسمها، في الموسيقى، في الأطعمة . سوريا حاضرة بقوة هنا حتى بآلامها. و كفربو جزء من هذه الـ سوريا و بالتالي هي جزء من هذا النبض في صدورنا. و عاداتها أيضاً متداولة خصوصاً في المكان الذي أعيش فيه… حيث أن عدد الذين أتوا من كفربو كبير بما فيه الكفاية. العام الماضي قدمت برنامجاً عن عادات الأعراس في كفربو .الجدير بالذكر أخيرا أن المدينة التي أعيش فيها كان يطلق عليها سانتاغو دل استيرو أخت حماة و كان ذلك مكتوباً على لافتة كبيرة عند مدخل المدينة

• هل من كلمة إلى كفربو وسورية ؟

يا سوريا الجميلة كرسائل العشاق

يا سوريا البهية كطرحة عروس

        يا سوريا التعيسة كرحم عاقر

يا سوريا الشهية كينبوع

يا سوريا المرة كخبز الجائع

يا سوريا الدافئة كحضن أم

 يا سوريا الباردة كمنفى شاعر


يا سوريا الطيبة كتفاح الجنة

يا سوريا القاسية كثأر بدوي

يا سوريا الحلم كأغنية ثائر

يا سوريا الذاهبة في الجرح

العائدة مع الأمل

وإن تأخر في سفره المسافر

 يا سوريا الواجعة الموجعة

الصابرة المفجوعة

إنّا نحبك كما أنت

 و إنّا بانتظارك كيفما عدت

فالفجر آت لا محال

 مهما كان ظلام الليل جائر

-أما بلدتي الحبيبة فهي ما زالت معي هنا، أخبئها في حقائبي المحملة بالحنين و الذكريات و صور الناس الذين بينهم و معهم تعرفت على الحياة .سأعود يوماً إلى حضنها

ماهو انطباعك ورأيك بتجربة موقع مجلة كفربو الثقافية ؟

قد لا يكفي الشكر لجهود طاقم العمل في هذه المجلة التي  فتحت لنا كوة ثقافية من خلالها على الطاقات الفكرية و الإبداعية في البلدة و نستمد منها قليلاً من الروح التي تركناها قبل أن نغادر. خالص أمنياتي لكم بالتوفيق فيما تقدمون

لماذا طالت فترة الاغتراب عن كفربو , وهل ستزورين كفربو قريبا” ؟

لم تسمح الظروف بالعودة و أتمنى أن تزول هذه الظروف لأن الحنين يكاد يقتلني

 

 

ما هو سر نجاحك ؟

ليس هناك سر، لأنني لا أعتبر نفسي نجحت بعد، أحاول أن أكون ناجحة فقط …

هل هناك من سؤال تحبين أن أسألك إياه و لم أسأله… و إن كان فتفضلي بالإجابة عنه؟

ليس هناك من سؤال. فقط إجابة بالشكر لكم من أعماق قلبي…

 

•           تعجز الكلمات عن وصف كل ما قلته ووصفته  و لكن أكتفي بالقول : أتمنى لك التوفيق و النجاح…

 

———————-

* وقد بادر الفريق الثقافي برفقة الأستاذ مفيد ناصر لزيارة منزل الكاتبة والأديبة كراسيا العوض  في بلدة كفربو التابعة لمحافظة حماه السورية ,  حيث كان اللقاء حارا” وصادقا” يحمل نبلا” ورقيا” لا نظير له , ولدى سؤالنا للسيد نوري العوض أبو بشار  المحترم عن طفولة ابنته كراسيا قال لنا :

28022014218نسخ [640x480]

كانت منذ الصغر هادئة ومرتبة وذكية ..الخ  , وكانت من الأوائل بين زملائها في المدرسة ..فقد كانت متعلقة كثيرا” بالقراءة لدرجة أنها تقرأ وهي تأكل …

إضافة إلى أنها كانت تعشق الرسم والغناء فهي تستطيع وهي في الثامنة من العمر أن ترسم أي منظر أمامها

28022014223نسخ [640x480]

28022014227نسخ [640x480]28022014225نسخ [640x480]

*  وبعد هذا الحديث وجهنا نفس السؤال للسيدة فوزة العوض  أم بشار  المحترمة والدة الأديبة كراسيا حيث قالت لنا :

كنت أعتمد عليها في أعمال البيت منذ كان عمرها( 12 عام )  فقد كانت تطهو وترتب صفرة الطعام بطريقة أنيقة جدا” … وعندما أعود من عمل الحقل أجد كل شيء مرتب وجاهز برغم ظروفها الدراسية .. كانت خجولة ومهذبة… وفي الصف السادس أخذت المرتبة الأولى في الفصاحة والشعر وكان من المقرر أن تكون من الرواد على مستوى القطر ولكن شاءت الظروف  أن تكون غير ذلك…

28022014219نسخ [640x480]

28022014230نسخ [640x480]28022014232نسخ [640x480]

 

*ولدى سؤالنا لوالديها عن بعض الكلمات لابنتهم في غربتها  قالوا  :

28022014238نسخ [640x480]

28022014239نسخ [640x480]

سامحينا يا ابنتا … لم نؤدٍ واجبنا تجاهك

الله يوفقك بعملك وحياتك ويعوض عليك بأيام سعيدة مليئة بالأمل و التفاؤل …

يسوع والسيدة العذراء ينورون حياتك وطريقك ويكون هذا الطريق وردا” وياسمينا” ..

نحن ندعو لك من كل قلوبنا ولو كنا نستطيع أن نخرج من ذواتنا لذهبنا إليك ..

إن كتبك محفوظة لدينا حيث نتّصبح بهم كل يوم على أنغام شوقنا ومحبتنا لرؤيتك ..

أخيرا” أنت القريبة البعيدة يا فلذة القلب والعين وكل عام وأنت بخير في جميع الأعياد …

 

 

 

————————————–

 

لنا كلمة :

نتمنى التوفيق والنجاح والصحة لابنة كفربو الغالية المغتربة  كراسيا العوض ونشكرها على هذا الأفق الجميل من الحديث الرائع في مواضيع شتى ,  ونأمل أن تزور كفربو مسقط رأسها في أقرب فرصة ولها منا نحن إدارة موقع مجلة كفربو باقة ورد وحب وشكرا ” …

 

 

حوار و رحلة صحفية أدبية في عالم الشاعر محمد عدنان قيطاز

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

التلنلنلانا

القمم العالية دائماً تجعلنا ننظر للأعلى مندهشين، متسائلين عن

لقاء مع الشاعر والأديب والفنان مصطفى صمودي

بقلم: الكاتب سلام مراد

45645

ثقافة

الأربعاء: 21-9-2011

مصطفى صمودي متعدد المواهب والاهتمامات.فهو شاعرٌ وباحثٌ وموسيقيٌ وكاتبٌ ومخرج مسرحيٌ. بدأ بالنهل الثقافيّ والفنيّ منذ صغره.شغل مواقع ثقافية

لقاء مع الشاعر خالد محيي الدين البرادعي

بقلم: الصحفية نجاح حلاس

109593_2011_04_25_22_37_05

 

الشعر يتدفق على لسانك كما يتدفق ماء النهر في مجراه رقراقاً, والقصيدة تعلن حضورها الفاعل

منذ أن تلقيها على مسامع جمهورك وسؤالي الذي