الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

القديسة بربارة

بقلم: المهندس جورج فارس رباحية

القديســة بربــارة

BARBERA
المهندس جورج فارس رباحية

1395129_656723037682660_549232840_n-508x400

ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة نيقوميديا ( المعروفة اليوم بمدينة إزميت ) على بحر مرمرة بتركيا من أب وثني اسمه ديوسقورس من أشراف المدينة ومتعصّباً لوثنيته ويكره المسيحيين .

شخصية من بلدي /السيد لطفي بشاره حرش/

بقلم: أكرم ميخائيل إسحاق

 

1507777_1577285889167258_2531218004627748721_n

 

 

 

 

السيد لطفي بشاره حرش مواليد حماه 1924 من حرفي مهنة النحاسين وهو شخصية معروفه في سوق النحاسين بشكل خاص وفي المدينة بشكل عام ليما له من موقع بين أفراد مهنته على مدى سنوات وسنوات لحسن معاملته . يعرف بلقبه أبو جاهد . منذ بداية حياته العملية عمل في محل لتصنيع الأدوات النحاسية والتحف النحاسية عند والده جايد حرش . عام 1941 صنع حذاء وجهه من النحاس ولهذا الحدث سببه : ذهب إلى ماسح الأحذية المعروف عبدو / البويجي / كانت أجرت مسح الحذاء / 25 قرشاً / عندما جاء لطفي أبو جهاد وطلب مسح حذائه , طلب منه / عبدو البويجي / زيادة / 35 قرشاً / فأجابه لطفي سأصنع حذاء نحاس ولم أدفع قرشاً واحداً زيادة وكان له ما أراد أبو جهاد . أن صنع حذاءً من النحاس الأصفر الفقي والنعل صبه كوشوك عند الحذاء نزار حمدون حيث قام بتثبيت النعل على الوجه النحاسي . بسبب عدم تقبل المجتمع مثل هكذا حذاء في ذلك الزمان وضع في القبو . فقالت له أمه خذه وضعه في المحل لأجل بيعه . أثناء مرور بعض السياح في سوق النحاسين لشراء بعض التحف شاهد أحدهم الحذاء فدفع ثمن الحذاء / 50 ليرة سورية / في ذلك الوقت .
أبو جهاد معروفاً عنه خفت الروح وطيب مزاحه بين كل من عرفه فله بعض النظم الشعرية المرحة حيث يهاجم صديقه متري نوفل مداعباً بقوله :
إذا متري الجبار طنب صــــــــدره مشـــــــــــــــــــــــينا إليه في الطناجر نحاربُ
كان دخان الكوري فوق رؤوسنا ومطـــــــــــــــــــــارقنا ليلُ ُ تهاوى كوكبُ
بعثنا لهم روح النشـــــــادري إننا نحن نجاهـــد في الكفاكيبري نحاربُ
وله أخرى قالها للدكتور وجيه البارودي في عيادته مداعباً صديقه الدكتور وجيه . بقوله :
أمة النحاسين بالله جودي على دكتورنا أبو أسامة البارودي
بياسمين الأرض كله مع عموم الوردي اني على النحاسين
ملكاً والمبيضين جنودي
الشيء بالشيء يذكر لقد فقدنا في أيامنا هذه روح المرح كما كان عليها شاعرنا الطبيب وجيه البارودي وأمثال السيد لطفي بشار حرش ليما تحمله روحهم من مداعباةٍ تخفف عن مجتمعهم ثقل الهموم والتعب وهذه نعمة توهب للأشخاص نرجو أن تدوم وتدوم المحبة للجميع .
أكرم ميخائيل إسحاق

شخصية من بلدي الحكم كامل جيزي

بقلم: أكرم ميخائيل إسحاق

* شخصية من بلدي *
المدرس والمدرب والحكم كامل جيزي

10807058_1569777216584792_1354628897_n [640x480]

منذ الصغر أحب الرياضة ومن المرحلة الابتدائية حيث درس في مدرسة الجلاء وفي الصف الرابع ابتدائي انتسب إلى نادي اليقظة الرياضي ومارس في هذا النادي جميع الألعاب الرياضية { كرة سلة – طائرة – يد – طاولة – ألعاب قوى – جمباز } بإشراف المدرس الأستاذ إبراهيم دعبول ( أبو الخير ) .
*- السيد كامل ماهر جيزي تولد عام 1951 حي جورة حوا – متزوج وله ستة إناث وولد . متعلم معهد متوسط ودبلوم تربية رياضية عام 1975 .
*- شارك بكافة الألعاب المذكورة سابقاً بجميع بطولات المدارس الابتدائية وكانت مدرسة الجلاء الذي كان يدرس فيها دائماً تحرز المركز الأول بجميع هذه الألعاب .
*- حين أصبح في المرحلة الإعدادية شارك في بطولات حماة لألعاب القوى حيث أنه كان سريعاً جداً وكان يحب أن يتسابق مع زملائه دائماً كان يحرز الأول ولأول مرة شارك في بطولة حماة مدارس بألعاب القوى وفي إعدادية ابن خلدون حيث شارك بسباق /100 م/ وأحرز المركز الأول بزمن قدره /12,5ثا/ في الوثب الطويل المركز الأول بمسافة قدرها ( 6.10 م) حيث كان هذا الرقم وهذه المسافة الأفضل على مستوى الثانوي في محافظة حماة – حيث أنه حافظ على هذه البطولة لثلاثة أعوام على التوالي عام 1967 – 1968 – 1969.
*- في عام 1970 أحرز المركز الأول على ثانويات حماة في سباق / 100 م / والوثب الطويل بزمن وقدرة ( 11.2 ثا – 6.30 م ) وقد شارك في بطولة سورية مدارس ثانوي فاز بالمركز الثاني في سباق /100م / بزمن قدره ( 11.2ثا ) والمركز الأول بالوثب الطويل بمسافة / 6.40م / وفي نفس العام 1970 شارك في بطولة الجمهورية رجال في ألعاب القوى ضمن منتخب حماة حقق المركز الثالث بسباق /100م/ بزمن قدره /11.1ثا/ والمركز الثاني بالوثب الطويل بمسافة / 6.51م / وفي عام 1971 أحرز المركز الثاني في بطولة مدارس سوريا /100م/ وثاني بزمن /11.1ثا / ووثب طويل أول في مسافة /6.53م / .
*- عام 1975 شاركم في بطولة مدارس سورية /100م/ ثانية /10.9 ثا / وثب طويل /6.95م/ أول بطولة سوريا مدارس عام 1973 المنطقة الجنوبية حمص 100م ثاني بـ 11.00ثانية وثب طويل أول 7.05م .
*- في بطولة الجمهورية رجال ألعاب قوى 100م ثالث في زمن 11.3ثا ووثب طويل 6.63م . وفي بطولة الجمهورية رجال ألعاب قوى عام 1972 100م ثالث زمن 11.1ثا ووثب طويل ثاني 6.60م .
*- عام 1973 كان بالنسبة له أجمل وأروع الأعوام الرياضية لأنه في هذا العام سجل أحسن أرقامه في 100م وفي الوثب الطويل وفي عام 1974 درس في معهد التربية الرياضية بدمشق وتخرج منه عام 1976 مدرساً للتربية الرياضية في ثانويات حماه .
*- كما أنه حكم في دورة البحر الأبيض المتوسط عام 1987 حيث نال حكم درجة / خبرة دولية / بألعاب القوى .
*- عمل بالتدريب بمادة التربية الرياضية 36عاماً بعده أحيل على المعاش في 12/9/2011 .
1- السيد كامل جيزي شارك بدورة تدريب المدربين المقامة من قبل اتحادي ألعاب القوى الألماني والسوري من 2/8 ولغاية 9/8 في دمشق .
2- وثيقة حضور دورة تدريبية من قبل اللجنة الفنية العليا للاتحاد العربي السوري لكرة اليد دمشق 12/5/1977 .
3- اتبع دورة تدريبية في التدريب والتحكيم دمشق في 30/2/1986 .
4- دبلوم لمشاركته في الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في اللاذقية من 11/25 أيلول عام 1987 مديرية التربية في محافظة حماة .
5- دورة تدريبية للرياضة في الثانوي في 9/4/1987 مديرية التربية في محافظة حماة .
6- حكم ألعاب قوى الدورة الرياضية العربية السابعة دمشق 1992 .
7- كتاب شكر إلى العامل المدرس المساعد كامل جيزي من مديرية التربية في محافظة حماة 3/11/1999 .
8- كتاب شكر إلى العامل المدرس المساعد كامل جيزي من مديرية التربية في محافظة حماة 29/11/2000 .
يقول السيد كامل جيزي أمنيته لشبابنا الرياضي أن يحققوا أفضل مما حققه لرفع علم سوريا عالياً في المحافل الدولية . أكرم ميخائيل إسحاق

هذا حال الدنيا

بقلم: الأخ رامي وهيب بربورة

10799464_627007224075966_471252512_n [640x480]

لقد أضحت قيمة الإنسان صفرا , أو حتى دون الصفر , يجب أن يخترعوا قيمة جديدة تعبر عن القيمة المنحلة التي يعطوها للإنسان حاليا , فهو سلعة رخيصة باسمها ينهب الإنسان و يقتل الإنسان و يضحى بالإنسان , فأصبح هو العلة والداء و التضحية به هي الحل و الدواء
حال الدنيا الآن أقبح مما كان في الجاهلية , بالرغم من أنهم في الجاهلية لم يمتلكوا تلك القيم العظيمة التي منحنا إياها المسيح ولم يمتلكوا التشريعات التي تنظم حياتهم , إلا أن حياتهم كانت تحتوي من المراعاة و الإنسانية أكثر مما تحتويه حياتنا الآن , فحياتنا الآن ترتكز على الظلم و الأنانية و الاستبداد , و شعار اليوم ” الغاية تبرر الوسيلة ” , فبات النظام فوضى , و أضحى القاتل باطلا , و صار المسالم عبدا , أما الضعيف فهو الضحية التي ينهشها الذئاب , و الظالم هو من يضرب له السلام و تقام له الموائد و ترفع له الرايات , هكذا أصبحت أحوالنا , هذه حال الدنيا

رامي وهيب بربورة
12/11/2014 البلمند

تقنيات السرد في رواية القيرع

بقلم: ارزقي عثمان

تقنيات السرد الجديدة في رواية القيرع

images

يُعدّ التّوظيف المكثّف للغة الشّعرية في الخطاب الرّوائي مظهرا من مظاهر الحداثة في الرّواية الجزائريّة، حيث لاحظ النقاد أنّ لغة الخطاب الرّوائي الجزائري المابعد حداثي تنزاح عن تقريرية لغة الرّواية التّقليديّة وبساطتها إلى لغة إيحائية مليئة بالمجازات والاستعارات، فالرّواية التّقليديّة وإن “كانت لغتها قائمة على التّشبيهات والاستعارات، فإنّها من قبيل الاستعارات الميتة التي يحيا بها النّاس العاديون ويتداولونها وتشكّل جزءا من حديثهم اليومي”1، بينما تشكّل الاستعارة في الرّواية الجزائريّة المابعد حداثيّة إحدى الدعائم اللّغويّة للخطاب1 والنص الروائي القيرع الدي افتتحنا له هده اللفتة النقدية يدخل ضمن هدا المدخل أعلاه مليء بالدلالات الايحائية، حيث يكتب الزين بتقنيات عالية ذات مستوى جيد حيث أن الرواية تشعرك أنه يكتب بغيرية تجاوزية المعنى فهو يتقفى خلال انتاجه الابداعي كل مستويات التحديث وعليه هده الرواية هي من ضمن الروايات الجزائرية دات النضج الفني الكبير ويهدا السرد فالجزائر بدأت تملك الطاقات الابداعية الهامة وقد أراد القيرع كشخصية رئيسية أحيانا وأخرى غير مركزية أن يبدأ مسيرته بطرح العديد من التناقضات بين المدينة والقرية واطراء فعل الزمن عليه بحيث تحول من الأقرع الى القيرع فلما يشتغل المتلقي على الرواية يجد فيها قمة الدهشة التى ترحل به الى فضاءات محورية يحركها الأمرد بوحنين مع وجود تعدد الأمكنة المريضة مثل حانة مسيودسكوفاردي وولاية بلعباس الجزا ئرية وما كان يحويه فيلاج اللفت من جنس والمتاجرة بالجسد قد تستعرض عليك الرواية مند بداية القراءة عنوانها الفاتن{ القيرع} عنوان يحمل العديد من الدلالات الشعبية والسمات الفنية الكبيرة التي تندر بقوة الكاتب في ابتداع نصه القريب من الخطاب السردي الروائي العربي الضخم.
وهكذا فالمكان لم يعد حسب الرواية مجرد فضاء تتحرك فيه أحداث الروي بل هو مسرح الحدث لكافة الشخوص، يحركها القصر ثم مراكز السلطنة وفضاء حفظ الجثث وما عاشته الجزائر من أحداث دامية خلال فترة التسعينات وما سقط جراء دلك من أقلام صحفية ومثقفة مثل رشيدة حمادي وبختي بن عودة ضحايا المأساة والواجب الوطني وفضاءات الجامعة حيث الزاوي امين وعلولة وابن خلدون وعزالدين ميهوبي…الخ
ابتدأت الرواية سرديتها ب{…لئن صلبوني ادخلوا عزوبتي نفقهم السري عاريا، على نصف طاولة خشبية وأنا متبث، بقطع من أسلاك الكهرباء، وأخرى معدنية، وصلبة تحت أضواء كاشفة، وأنابيب البحث عن ما تفوه به السلطان خفية، عن جدران قصره، لرجاله مستمرة بجسدي إلى حد الساعة!!بواسطة محرك.كان ينفث من حين لآخر…! بقعا صغيرة جدا، وساخنة من الزيت المحروق تجاه النافذة…} مقاطع من الروايةوما نود التركيز عليه هو تداخل الأنساق الصوتية مثل المقطع التالي {… وقفوا، عليه ببدلات… رسمية داكنة، وهم يلهثون أمامه، ككلاب ضالة ما كاد يهش عليهم، بأسلافي عباءته الرهبة، حتى نطح أحدهم الآخر…، وبسرعة فائقة أحضروا نعشا من حطب ملطخا، بالدماء…} مقاطع من الرواية وهي تساهم في تنمية بؤر السرد التي تؤدي الى تعدد فضاء الحركات الزمانية والمكانية وقد هيمن على هده الإحالة السردية صوت الراوي تداخلا مع هدا لا يعني أني أقود القراءة لفرض فكرتنا على الشمول ادن هكذا رسمت رواية القيرع معالم معرفية جيدة وأصلت أوجه نظر مختلفة وهي من النصوص الجزائرية الرائعة ضخمة الرمزية والدلالة غنية الحركات في مشاكلة المعنى جديرة بها المخابر النقدية.
بقلم أرزقي عثمان جامعة تزي وزو
1الهوامش
– رواية القيرع صدرت عن مؤسسة الفنون المطبعية وحدة الرغاية الجزائر السنة الجارية
– 1ينظر مقال الأستاذة نادية ودير / بعنوان اللغة والقارئ النموذجي في رواية احلام مستغانمي ذاكرة الجسد جامعة تزي وزو الجزائر

جبران خليل جبران

بقلم: المهندس جورج فارس رباحية

images

 

 

 

ولد جبران هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري يوم الجمعة في 6 كانون الأول 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كاملة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .
كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها مــــاديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.
لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطـــــرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.
عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك يوم الثلاثاء في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن وفي حي من أحيائها كانت تسكن اكبر جاليـــة لبنانية في الولايات المتحدة مع مهاجرين من الإيطاليين والمجر والسلاف والسوريين وغيرهم . وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.
اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم “خليل جبران”. وقد حاول جبران عدة مرات تصحيـــــح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.
بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرســــام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.
كان لدي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبــــران يجب أن يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشـــر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد أن يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقاـــن اللغة العربية.
وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا. والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الـــــذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة أن تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ أعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.
تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة “المنارة” وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة أشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران أن يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (يــــوم الخميس12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها يوم الحد في 28 حزيران من السنة نفسها.
إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا أرحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا (المهاجر) ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن إنكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قــادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني. وأخيرا قدمته جوزفين إلى امــــرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904) (1)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.
عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون على نفقة ماري هاسكل وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب الثلاث سنوات زار خلالها روماا وبروكسل ولندن برفقة الكاتب أمين الريحاني قبل أن يعود إلى أميركا .فوصل إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتــــــقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة. أسّس الرابطة القلميّة في نيويورك عام 1920مع إخوانه أساطين الأدب العربي في المهجر: نسيب عريضة – ميخائيل نعيمة – ندرة حداد – عبد المسيح حداد – رشيد أيوب – إيليا أبي ماضي – أمين الريحاني – وليم كاتسفيلد .
وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم. سنة 1923 نشر جبران كتاب النبي باللـــــــغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، . على الرغم من كل ما كُتب عن علاقات جبران الغرامية بعدد من النساء أمثال سلمى كرامة (2) وماري هاسكل المرأة التي اكتشفت نبوغه قبل الجميع وشملته برعايتها وميشلين (3) فإن حبه لمي زيادة (4) كان الحب الوحيد الذي ملك عليه قلبه وخياله ، ورافقه حتى نهاية حياته . كانت مي معجبة بمقالات جبران فبدأت بمراسلته بعد اطلاعها على كتاب الأجنحة المتكســــرة الذي أصدره عام 1912 ، ومن المؤسف ضياع جواب جبران على رسالتها الأولى . لكن رسالته الأولى كانت مؤرخة في 2/1/1914 تشير إلى رسائل تلك الفترة كانت قليلة ، متقطعة استنادا لقول جبران في الرسالة ( …. فلنعد إلى متابعة الحديث الذي ابتدأنا به منذ عامين ) . بقيت مراسلتهما حتى وفاته عام 1931 رغم إنهما لم يلتقيا أبدا . وبالاطلاع على كتاب ( الشـــــعلة الزرقاء ) الذي أصدراه (سلمى الحفار الكزبري والدكتور سهيل بديع بشروئي ) المتضمن 37 رسالة من جبران إلى مي مع صور عن الرسائل المخطوطة من عام 1914 إلى عام 1931 وكان آخرها إحدى رسومه أرسلها إلى مي بتاريخ 26/آذار/ 1931 قبل وفاته بـ 15 يوماً . تبين تلك الرسائل حبه العميق لمي زيادة .
توفي جبران يوم الجمعة في 10 نيسان 1931 في مستشفى القديس فنسنت في نيويورك بعد أصابته بمرض سرطان في الكبد (5) وقد لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي صديقه ميخائيل نعيمة (6) . نقل الجثمان إلى بوسطن وبقي مسجّى حتى يوم الثلاثاء في قاعة جمعيـــــة المساعدات للسيدات السوريات نقل بعد ذلك إلى كنيسة سيدة الأرز المارونية بعدها إلى المقبرة حيث أودع مدفنا مؤقّتا ريثما تفتح وصيّته . وقد قرّ رأي شقيقته مريانا نقل جثمانه إلى بلدته بشري فوصل الجثمان يوم الجمعة 21 آب 1931 حيث استقبله الأهالي. ثم عملت شقيقته على مفاوضـــــــة الراهبات الدير واشترتا منهما دير مار سركيس(7) الذي نقل إليه جثمان جبران ، وكُتِبَ فوق ضريحه : ( هنا يرقد بيننا جبران ) التي قرأها ميخائيل نعيمة عندما زار الضريح في صيف عام 1932 وما يزال إلى الآن متحفا مع بعض رسومه وأصبح مقصدا للزائرين .
وصية جبران : كانت مؤرخة يوم الخميس في 13/ آذار 1930 أي قبل وفاته بما يقارب السنة وجاء فيها :
ــ إلى شقيقتي مريانا : كل ما أملك من حصص شركة المحترف والأموال الموجودة في صندوق الودائع في بنك منهاتن ودفاتر التوفير . وأريد من شقيقتي أن تأخذ هذا المال إلى بلدتي بشـــرّي وتنفقه هناك على الإحسان .
ــ أوصي لبشرّي بريع كتبي ، حسبما أعرف يمكن لورثتي أن يطلبوا تجديد الاحتفاظ بحقــــوق طبعها لثمان وعشرين سنة بعد مماتي .
ــ كل رسومي وكتبي وسلع فنية أوصي بها بعد مماتي إلى ماري هاسكل .
ــ بلغ مجموع تركة جبران 53196 دولاراً
ما قيل عن جبران خليل جبران :
ــ قال عنه ميخائيل نعيمة في كتابه جبران خليل جبران : عندما عدت إلى الشرق بعد عام لوفاة جبران وجدت صديقي يكاد يكون أسطورة من الأساطير حتى في بلاده .
ــ قال جورج صيدح عن جبران : انه مصوّر رمزي الطابع ، فرســـومه تمثل الذروة من فن جبران وتضع شعره في أجمل إطار اتيح صنعه لشاعر فنان ، تضفي على افكاره قوة وســـموّاً وروعة غامضة الأشكال عميقة الإيحاء لا يدرك مراميها ويح رموزها إلاّ الراسخون في الفن .
ــ زارت لبنان ابنة ملك سكيم في أقصى جبال التيبت لتتعرّف على وطن جبران وفي حديث لها مع مجلة الصيّاد قالت : إن شعب التيبت لا يقرأ إلاّ الكتب الدينية ودواوين الشعر وقصص جبران خليل جبران .
ــ إن المهاجرين وغيرهم عرفوا قدر جبران وأصبح في نظـــرهم نابغتهم وفيلسوفهم وراحــــوا يترجمون كتبه إلى العربية ولكن كعادتهم انتظروا يوم وفاته لتكريمه وتقديسه .
ــ بينما الأميركيون عظموه في حياته ومنحوه ما يستحق من قلوبهم وجيوبهم فكتبت عنــــه فـي حياته جريدة نيويورك هرلد : ( إنه نابغة ستين مليونا من الشرقيين المتكلمين العربية )
ــ قال عنه أحد المفكرين الغربيين : إن جميع كتابات جبران تدعو إلى التفكير العميق ، بل تُرغِم قارئها على تشغيل ذهنه وعقله ، فإن كنتَ تخاف أن تُفَكّر فالأجدر بك ألاّ تقرأ لجبران .
ــ وقال آخر : إن جبران قد اقترب من الغرب وعلى شفتيه ابتسامة الشرق الجميلة ، يحمل عطية ثمينة في صدره لكي يقدّمها إلى الغرب ، فقد جاء كالمسيح يطفح قلبه محبة .
ــ وقال آخر : جبران مفكّر عميق وشاعر غير مُخَيَّر في شاعريته ، فكل عبارة تخرج من شفتيه ملؤها الفكر والشعر ، فإذا لم تًشاطر جبران شعوره وتصبغ فكرك بصبغة فكره ، فعبثاً تُحاول أن تُرافقه في سياحاته .
ــ وقال عنه أوغست رودين أعظم نحّاتي العصر الحاضر عندما زار معرض صوره في باريس (( إن العالم يجب أن ينتظر كثيراً من شاعر لبنان ونابغته جبــــــران ، فهو( وِلْيَم بلايك ) القرن العشرين )) .
مؤلفات حبران خليل جبران
بالعربية:
الموسيقى 1905 ـ الأرواح المتمردة 1908 ـ الأجنحة المتكسرة 1912 ـ المواكب 1913كتابه الشعري الوحيد ـ دمعة وابتسامة 1914 ـ العواصف 1920 وهو آخر كتاب ألّفه بالعربيـــــة ـ كلمات جبران ـ كوكب الشعوب والأمم ـ بلاغة العرب ـ رســـائل جبران ـ مناجــــــاة أرواح ـ البدائع والطرائف ـ عرائس المروج ــ كتاب رسائل جبران إلى مي زيادة ( الشعلة الزرقاء ) لمؤلّفيه : الكزبري و البشروئي
بالإنكليزية:
المجنون 1918 ـ السابق 1920 ـ النبي 1923 ـ رمل وزبد 1926 ـ يسوع ابن الإنســـــان 1928ـ آلهة الأرض 1931 ـ التائه 1932 ـ حديقة النبي 1933
مقتطفات من أعمالـــه :
1 ـ إن ذروة أعماله هو كتاب ( النبي ) الذي أصدره عام 1918 باللغة الإنكليزية والذي تُرجِمَ إلى جميع اللغات الحية في العالم ، وطُبــــع منه في حينـــه باللغــــة الإنكليزية وحدها ما يزيد عن مليوني نسخة . لقد وضع في هذا الكتاب عصــــارة فكره الصافي وأشعة خياله الوهّاج ، وفسّرَ للناس كيف يولدون ويأكلون ويشربون ويحبون ويتزوّجون ويفرحون ويحــــــــزنون ويموتون ، في أمثال ومجـازات ومواعـظ جَوَّدَ عبـاراتها وصقلها صقلاً بارعاً.إن هذا الكتاب دائرة علم وأدب وفن وحكمة وفلسفة ، فهذا بعض ما كتب فيه :
ــ في الأبناء : دنت منه امرأة تحمل طفلها على ذراعيها وقالت له : هات حدّثنا عن الأولاد فقال : إن أولادكم ليسوا أولادا لكم . إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها ، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم ، ومع إنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكا لكم . أنتم تستطيعون أن تمنـــــحوهم محبّتكم ، ولكنّكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم ، لأن لهم أفكاراً خاصة بهم . وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادهم . ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم ، فهي تقطــــن في مسكن الغد ، الذي لا تستطيعون أن تزوروه ولا في أحلامكم .
ــ في الفرح والترح : قالت له امرأة هات لنا شيئاً عن الفرح والترح . فقال : إن فرحـــــكم هو ترحكم ساخراً . والبئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد طالما مُلئت بسخين دموعكم …. فالحق أقول لكم : إنّهما توأمان لا ينفصلان ، يأتيان معاً ويذهبان معاً ، فإذا جلس أحدهما منفرداً إلى مائدتكم فلا يغرب عن أذهانكم أن رفيقه يكون حينئذ مضجعاً على أسرّتكم .
ــ قالت له المطرة : نوّد أن تحدّثنا الآن عن الموت : فقال لها : إنكم تريدون أن تعرفوا أسرار الموت . ولكن كيف تجدونها إن لم تسعوا إليها في قلب الحياة ؟ . لأن البومة التي لا تفتح عينيها إلاّ في الظلمة ، البومة العمياء عن نور النهار ، لا تستطيع أن تنزع الحجاب عن أسرار النور . فإذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت ، فافتحوا أبواب قلوبكم على مصاريعها لنهار الحياة . لأن الحياة والموت واحد ، كما أن النهر والبحر واحد أيضاً .
2 ـ هكذا وصف جبران الموسيقى في باكورة كتبه ( الموسيقى ) عام 1905 وهو في الثانية والعشرين ربيعاً فكان كتابه فيض من خلجات قلبه المولع بالأنغام فقال في وصف الموسيقى :
ــ جاء في بدء مأساة ابن البشر ، إن التلامذة سبّحوا قبيل ذهابهم إلى بستان الزيتون حيث قُبض على معلمهم ، وكأني الآن أسمع نغم تلك التسبيحة صادراً من أعماق نفوس حزينة رأت ما سيحلّ برسول السلام فتنفست عن نغمة مؤثرة نابت عن كلمة الوداع .
ــ إنها لغة النفوس والألحان نسيمات لطيفة تهز أوتار العواطف وهي أنامل رقيقة تطرق بــــاب المشاعر وتنبه الذاكرة ، فتنشر هذه ما طوته الليالي من حوادث أثّرت فيها بماض عبر .
ــ عبدها الكلدانيون والمصريون كإله عظيم يُسجد له ويُمَجّد .
ــ اعتقد الفرس والهنود بكونها روح الله بين البشر .
ــ كانت عند اليونان والرومان الهاً مقتدراً بنوا لها هياكل عظيمة ومذابح فخيمة ، قدموا عليها اجمل قرابينهم وأعطر بخورهم ، إلهاً دعوه ( أبولون) فمثلوه وجميع الكمالات تجهله منتصبا ، كالغصن على مجاري المياه يحمل القيثارة في يسراه ويمينه على الأوتار ، رأسه مرفوع يمثل العظمة ، وعيناه ناظرتان إلى البعيد كأنه يرى أعماق الأشياء .
ــ عندما يأتي الموت ، ويمثل آخر مشهد من رواية الحياة ، نسمع الموسيقى المحزنة ونراها تملأ الجو بأشباح الأسى ، في تلك الساعة الموجعة اذ تودع النفس ساحل هذا العالم الجميل وتسبح في بحر الأبدية ، تاركة هيكلها الهيولي بين أيدي الملحنين والندابين ، نغمات يحيونها ما بقي التراب فوق التراب وان بليت يبفق صداها في خلايا الجوارح ما دام القلب يذكر ما مضى .

شخصية من بلدي * المطرب سعيد عازار

بقلم: أكرم ميخائيل اسحاق

 

 

 

فنان حموي كانت انطلاقته من خلال نشاطه الواسع في أندية حماة . ذاع سيطه في الوسط الفني الغنائي في سوريا .
المطرب سعيد عازار من مواليد حماة / حي المدينة عام 1933 / من أسرة حموية اجتماعية تحب الفن , تعلم العزف على آلة العود من صغره . في عام 1948 تناقلت الأوساط الفنية اسم المطرب سعيد عازار في سوريا فالتحق بالإذاعة السورية عام 1948 . وأول أغنياته كانت على الهواء مباشرة . عام 1956 .
التحق بفرقة الرحباني في لبنان وعمل معهم في إذاعة محطة الشرق الأدنى مدة قصيرة .
عاد إلى دمشق وعمل في الوسط الفني وكان له عدة أغاني عاطفية ووطنية وكان له المشاركة الفعلية في تدشين أول بث تلفزيوني على الهواء مباشرة في جبل قاسيون مع الأستاذ صباح فخري عام 1960 وقدم أغنية / سمرة ياسمرة / للمطرب كارم محمود .
وسجل للتلفزيون السوري دور / أنا هويت وانتهيت / للسيد درويش عام 1963 مع فرقة الإذاعة والتلفزيون بقيادة الفنان ( يحيى السعودي ) بعدها سافر إلى لبنان ليلتحق بفرقة الأخوين رحباني وأول مهرجان اشترك به هو ( الأمير فخر الدين ) في بعلبك وغنى أغنية / برطيل برطيل / وعبدو حابب غندورة من ألحان الأخوين رحباني وبقي مع فرقة الأخوين رحباني ثلاث سنوات وشارك في جميع أعمالها . وغنى في عدة حلقات من مسلسل مقالب غوار . ومن إحدى حلقات الأغنيات كانت أغنية للأستاذ محمد عبد الوهاب حيث كان موجوداً ( دور لم أنت ناوي تغيب على طول ) فكان الأستاذ عبد الوهاب في شتورة وسمعه وطلب مقابلته وكان له ذلك حيث قابله الأستاذ محمد عبد الوهاب عام 1966 وأعطاه بعض النصائح الفنية وطلب من مدير مجلة الشبكة جورج إبراهيم الخوري أن يلفت أنظار الملحنين إلى صوت المطرب سعيد عازار لأنه أعجب به .
وبعد فترة قصيرة قام برحلة فنية إلى بلاد المهجر – تشيلي – الأرجنتين – فنزويلا – البرازيل – حيث بقي فيها وتزوج من فتاة سورية وله ثلاث بنات وهو الآن موجود في لبنان يعيش مع بناته المتزوجات بعد وفاة زوجته ويتردد على بلده بين الحين والآخر ليبقى مرتبطاً بوطنه الأم .
أكرم ميخائيل اسحاق

أطلس السعادة (3من6)

بقلم: الضابط المتقاعد فيليب مقدسي

 

1395172997874

– مقومات النجاح
أولاً: العلم : هو اكتساب المعرفة بالتعلم والتدريب والممارسة :
– اتقان العمل

شاعر وقصيدة

بقلم: أسعد مصيوط

 

20140429_202703نسخ [640x480]صورة الشاعر جميل عنقة

الشاعر مجموعة من الأحاسيس تتفجر لتعبر عما يدور في خله ومايدور بداخله عبر مخيلته وكتابته , تراه يعبر وهذا ماصنعه الشاعر جميل عنقة عندما أثر فيه غياب السيد عبدالله مقدسي فقال :
أكبرت يومك أن يكون رحيلا
مازالت في أعماقنا قنديلا
القلب نبع والخصال كبيرة
وأراك تنهض للجياع معيلا

حظ أم نصيب أم توفيق….!؟

بقلم: متابع

 

Assessment11

 

 

لا يتوانى بعض الناس لحظة في ندب حظه و نصيبه و قسمته و تبنيها كسبب في كل شيء سلبي حدث أو يحدث في حياته , هذا الاعتقاد يأتي عند البعض عن قناعة و تسليم و اذعان و عند البعض الاخر كحجة يبرر فيها كسله و تهربه من مسؤولية أو استحقاق ما أو من واجبه في العمل على ذاته و استخدام المواهب العديدة التي لا تحصى الممنوحة له من العلي القدير, يدعم هذا الاعتقاد أمثالٌ شعبية تكرس هذا المفهوم: “المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين”, “مش حيصيبك الا نصيبك”, اجري جري الوحوش غير نصيبك ما بتحوش”, الزواج قسمة ونصيب”….
نجد البعض الاخر يرفض الاعتماد على الحظ بحيث يسعى و بكل ما أوتي من مواهب و نعم أن يذلل كل ما يقف في طريق تقدمه و تطوره واعيا كل الوعي أن لا نجاح بدون فشل و لا أمل من دون خيبة و أن لكل حصان كبوته التي لا بد أن يعود بعدها أقوى و أكثر عزيمة و اصرارا على تحقيق طموحه الى نهاية السبق و وقوفه مع الغانمين في شتى مجالات الحياة. تأتي هذه الوجهة مدعومة بأقوال و حكم من عظماء أبدعو في تطبيقها أمثال توماس أديسون “أنا لم أفشل, أنا ببساطة وجدت 10000 حلا لا يعمل”, روبرت شولر”توقع العقبات, لكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم”, ديل كارينجي”الفارق بين المستحيل و الممكن يتوقف على عزيمة المرء و اصراره”, المتنبي”على قدر أهل العزم تأتي العزائم و تأتي على قدر الكرام المكارم”….
كالعادة يجد الانسان في كل شيء و لكل موضوع وجهات نظر عديدة و تأتي حرية المرء في تبني الوجهة التي تناسب ميوله و نواياه و اتجاهاته في هذه الحياة ليجني في ما بعد ثمار ما تبنى أو ليحترق بنار ما اختار و هنا اذ أقول ثمار فانني لا أعني الثمار المادية فقط و ان كانت مهمة كوسيلة لا غاية بل أعني الثمارالأكثر أهمية من سمعة حسنة و تصالح مع الذات و ثقة بالسير في الطريق الصحيح, و هنا و في مرحلة القطاف تحديدا نجد الغانمين يتغنون بالهمة و العزيمة و يرفعونها شعارا فوق رؤوسهم و نجد من خاب يرجؤ خيبته الى الحظ العاثر الذي أسعف هؤلاء و لم يسعفه متناسيا او متظاهرا بنسيان أنه هو الذي اختار وهو الذي لم يصغ الى صوت الحق المعلن للجميع فيزيد بذلك “الطينة بللة” لتتشعب شجرة الخطأ أكثر فأكثر وصولا الى حياة مليئة بالشكوى و الاثم و ايجاد المبررات الباطلة لكل عمل ضال. و هنا أدعو لمراجعة مقالة لي في عدد سابق في عدد سابق عنوانها “حتى لا نضل الطريق”.
هناك مثل يقول “الله يعطي لكل عصفور الدودة التي يأكلها, و لكنه لا يلقيها له في العش” أي يجب أن يسعى الانسان و يهتم و يسأل و يكافح لينال, و لا يجلس فقط منتظرا الحظ أو القسمة التي ستأتي اليه…! و في كفاحه هذا سيواجه الضغوطات و التجارب و المواقف و الوساوس التي تضعه على مفترق طرق يحتم عليه الاختيار و عندها يجب أن يختار الطريق الصحيح و يدأب على السير فيه مؤمنا وواثقا أن الرب سيمنحه التوفيق و اذ أقول توفيق فاني أعبر هنا عن قناعتي الايمانية بأنه الله يقف مع المجتهدين ذوي الأهداف النبيلة الذين يسهرون الليالي و يذللون المصاعب و يتقبلون المتاعب بصبر و عزيمة واثقين بعمل الله بحياتهم فاتحين أبوابهم لكلمته التي تنير دروبهم و تدعم سيرهم و تهديهم عند كل مفترق طرق الى الطريق الحق الذي به يتطورون و يغنمون الغنيمة الروحية و السلام الداخلي قبل الغنيمة المادية من مال أو مناصب أو جسديات كما يعلمنا الكتاب “اطلبوا أولا ملكوت الله وبرَّه وهذا كله يزاد لكم” (متى 6: 33), و هنا لا بد من الاشارة الى أن الشيطان “قد” يمنحك المال و الملك حيث نجده يجرب السيد المسيح !” ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، وَقَالَ لَهُ: “أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي، تَصِيرُ كُلُّهَا لَكَ!” فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: “قَدْ كُتِبَ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ، وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ!”. و لكن لسيتعبدك و يجرك الى الجحيم الأبدي الذي هو احتراق بنار الخطايا و ابتعاد عن الله و ثمار القرب منه التي لا يمكن شراؤها بالمال و التي من دونها يخسر الانسان نفسه “و ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه”(مر 8:36).