الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

تسيّب الشّباب… مسؤولية من؟

بقلم: الأديبة سمر تغلبي

images

كثيرٌ من المقالات تُنشَر ، تصف حالاً مأساوياً أخذ ينتشر بين شبابنا ، وهي حال التسيب والتسرب من المدرسة، والذي يتجلى بالهرب إلى أرض الحدائق يفترشونها للعب الورق، أو بالتسكع أمام مدارس البنات متحدّين بذلك كل الإجراءات التي تتخذها إدارات المدارس لمنع هذه الظاهرة ، أو بالتسكع في الشوارع والتحدث والضحك بصوت مرتفع هادفين بذلك إلى لفت نظر المارة إلى وجودهم ،إلى ما هنالك من مظاهر التسيب الكثيرة التي نراها بين الشباب في مجتمعاتنا .
والمشكلة الأخطر هي أن هذه الظاهرة بدت كفيروس فاتك ينتقل بالعدوى بين الشباب حتى وصل إلى المتفوقين منهم ، والذين هم دعامة أساسية نعلق عليها آمالنا بمستقبل أفضل لوطننا الحبيب، فضلاً عن الأحلام الكبيرة التي يحلق بها آباؤهم ظانّين أن التفوق دعامة راسخة تصمد في وجه كل التحديات، ولكن هذا الفيروس الفاتك قد أخذ ينخر جسم هذه الدعامة حتى أمست الأحلام أوهاماً لا أساس لها، والآمال سراباً لا حقيقة فيه.
فمن يتحمّل مسؤولية هذه الظاهرة؟ أهو الشاب نفسه؟ أم هو المجتمع؟ أم تراها المدرسة؟ أم هو البيت والتربية الأسرية؟
في الواقع هناك قسم من المسؤولية يقع على كل ممن سبق؛ وسأبدأ من حيث انتهيت ، من البيت الذي هو المدرسة الأولى والمجتمع الأول الذي يعيشه الشاب، وبالطبع ليست كل البيوت سواء من حيث درجة ثقافة أفرادها ووعيهم ، ولكن ما أود أن أؤكد عليه هنا هو أمر مشترك بين أغلب المثقفين مع غيرهم، فالآباء يحلمون بمستقبل مشرق لأبنائهم يرسمونه لهم منذ ولادتهم ، ويبدؤون بتوجيههم إلى الطريق الذي سيوصلهم إلى هذا المستقبل الذي يحلمون به ، ويضعون لهم حواجز كثيرة على جوانب الطريق كي لا يحيدوا عنه قيد شعرة.. وهذا بالطبع يبرره الآباء بأنهم يعرفون مصلحة أبنائهم أكثر منهم. وقد غاب عن أذهانهم أن هذه الأحلام قد غدت قيداً ثقيلاً على الأبناء لذا فهم يحاولون من وراء الظهور تنشّق نسماتٍ من الحرِّية علَّها تنعش فكرهم وفؤادهم ، وقد غاب عن الآباء أيضاً أن الشاب يسير بخطىً ثابتة، واثقة، راسخة إلى مستقبله عندما يرسمه هو بتفكيره وطموحه وبما يتناسب مع رغباته وإمكاناته .
أما المدرسة فهي البنية الاجتماعية الأكثر تأثيراً على الطالب حيث يقضي فيها نصف وقت النهار بينما يقضي النصف الباقي يؤدي واجباته تجاهها . فالمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدرسة، لأننا إذا عذرنا الآباء بسبب تفاوت درجة ثقافاتهم ومعارفهم التربوية .. فإننا لن نعذر أنفسنا نحن المربين ، ألم يطلقوا علينا لقب بناة الأجيال؟ إذاً فمن الطبيعي أن نتحمل مسؤولية بنائنا كما يتحمل أي مهندس مسؤولية أي بناء معماري يقوم بتنفيذه.. وإذا تجاوزنا ممارسة الاتِّجار بالعلم التي يمتهنها البعض ، فإن الكثير من أصحاب الضمائر الحية الذين يعملون بجد ويجتهدون للقيام بواجبهم على أكمل وجه ، نجد جهودهم قد تحولت هباءً منثوراً، والسبب في ذلك هو إصرار الكثير من المربين _ورغم المؤهلات التربوية التي يحملونها_على الطريقة التقليدية في الخطاب التربوي وهذا ما يجعل جهودهم تذهب أدراج الرياح، فمن غير المجدي أن نتعامل مع جيل الفضائيات والانترنت والجوالات بذات الطريقة التي كانت _إلى حد ما _ مجدية مع جيل لا يعرف ماذا يجري خارج سور حيِّه أو خارج حدود قريته أو منطقته ، كما أن تطبيق طريقة ” شيخ الكتّاب ” على طلاب عصر المعلومات والاتصالات، هو ضرب من ضروب العبث. فالحل إذاً هو أن نمتلك ثقافة التطوير والتغيير ، وأن نطور وسائلنا باستمرار لنواكب تطور المجتمع ، وبذلك فقط نصبح بناةً حقيقيين ، لجيلٍ نفخر بأننا بانوه..
أما المجتمع فمسؤوليته تنبع من المتغيرات المتسارعة التي تتعرض لها المجتمعات، وهذا يفرض علينا نشاطاً اجتماعياً مكثفاً لتوعية الشباب وتأهيلهم للتكيف مع هذه المتغيرات بالشكل الذي لا يتعارض مع أصالتهم وانتمائهم، وذلك من خلال برامج ثقافية ترفيهية هادفة تسهم في ملء أوقات الفراغ لدى الشباب بالفائدة والمتعة بذات الوقت ، تقوم بها منظمات وهيئات شبابية ، هذه المنظمات التي تحاول أن تقوم ببعض النشاطات ولكنها ورغم قلتها فإنها محدودة الزمان والمكان وتفتقر إلى الإعلان الكافي عنها لكي يفسح المجال أمام مشاركات شبابية واسعة النطاق..
وأما أنت أيها الشاب ، فلتعلم أن كل ما ذكرتُه لا يبرر لك التسيب، فقد وصلت إلى سنٍّ يسمح لك بالتمييز بين الخطأ والصواب ،فإياك أن تظن أن الناجحين والمبدعين من السابقين كانت طريقهم مفروشة بالورود، وإياك أن تظن أنه نجاحٌ ذاك الذي تُقدَّم مقوماته على طبق من ذهب ، وإنما النجاح الحقيقي هو الذي ينتزعه صاحبه من بين أنياب الفشل، عندئذ فقط يشعر بنشوة النجاح التي لا تعادلها نشوة ،.. فحدد هدفك.. و قُد مركبة المستقبل إليه بطريق مستقيمة.. متمسكاً بمقود الإصرار والأمل.. متطلعاً إلى الأمام.. إلى الهدف.. دون أن تجذبك المثيرات المختلفة على جانبي الطريق.. فإنها إن لم تمنعك من الوصول إلى هدفك ، فإنها على الأقل ستؤخرك عن بلوغه…..

مشكلتي مع جائزة الرواية لمحمد بن أبي شنب واستخفاف مديرية الثقافة لولاية المدية بالمثقف الجزائري بالجنوب .

بقلم: الروائي والقاص الجزائري الزين نورالدين

قضية للنقاش

مشكلتي مع جائزة الرواية لمحمد بن أبي شنب واستخفاف مديرية الثقافة لولاية المدية بالمثقف الجزائري بالجنوب .
السادة :القراء ديوان العرب
السادة: الروائيون
السادة: الأدباء

chneb_623646888

والى كل مثقف يضفي العقلانية على تفكيره أود من خلال هدا الطرح سوى إثارة النقاش وقبول الرأي الآخر مهما كان وبصدر رحب وهدا ما دعاني مستقبلا إلى التفكير في إنشاء كتاب الجنوب الأحرار.
السادة الكرام فبعد أن عزمنا المشاركة في مسابقة الرواية لنيل جائزة محمد بن أبي شنب لولاية المدية إشراف مديرية الثقافة 2013 وقد أرسلنا طردنا الحاوي على رواية بعنوان{ صحوة الأشياء} مند 23/09/2013 طرد مسجل تحت رقم278893 ختم مصلحة بريد بشار ونهاية استلام العروض هو17اكتوبر2013.
– حيث أن رئيس اللجنة المنظمة رد علينا من خلال رسالتنا قصد الاستفسار عن مصير روايتنا التي لم تعاد إلينا التزاما بالمادة الخامسة، أي كل عمل غير فائز يرجع إلي صاحبه بعد الإعلان عن النتائج فكان الرد كالتالي بتاريخ 05/02/2014{{ سيدي المديرية لم تستلم أي عمل أو طردا يحمل الزين نورالدين}} مع أن الرواية ضخمة عدد صفحاتها 114 هي في ثلاث نسخ حسب قانون المسابقة أي 4 في 03 تساوي 342 صفحة وهدا لإبعاد فرضية إنها كانت متلفة بين مصالح المديرية وبمعنى أنها ليست إبرة في واد لولا التعمد في إقصاء جهة الجنوب والمديرية ليست مصالح البلدية التى عادة ما تتلف بها الدفاتر العائلية.
– ادن ها انتم ترون المديرية أعلاه بكل سخافة وشجاعة لا مثيل لها ترد علينا بأنها لم تستلم أي طرد أو رواية لنا
– المفاجأة الغريبة: هو أن بريد بشار أصر بمغادرة الطرد لمصالحه تجاه بريد المدية وانتظرنا حتى كاتبنا وحدة بريد المدية الدين أستبشرونا يوم 16/03/2014 بأن موزعنا سلم الطرد الى مديرية الثقافة للمدية مند تاريخ 03/10/2013
– وعليه فلما اكتشف الأمر وظلت الأشياء واضحة للعيان بأن ما بدر منهم هو سوى اقصاءا لشرائح الجنوب تعمدا. فلما أبلغتهم جواب وحدة بريد المدية عن طريق الفاكس طبقا ،اضطربت حينها الأمور لدى مديرية الثقافة المدية بحيث في اليوم الموالي رن هاتفي من إحدى مصالحها وهو شخص موظف بعدما قدم نفسه بحيث يدعي {ببعكوس }. قائلا لي سيدي وأخيرا عثرنا على روايتك متلفة عندنا… فقلت في نفسي بمعنى أن المديرية مند 05/02/2013 وهم يبحثون عنها حتى عثروا عليها 31/04/ 2014 أي لمدة سنة وكأنها ابرة ابحرت بها مياه البحار،فلولا ما كشفت مصلحة بريد المدية بهتانهم} لبقت دار لقمان على حالها وهده كارثة أخرى أيضا أيها السادة الكرام.ادن عودة الى السطر والى الطريق السيار لرورقات المديرية، سادتي القراء تأكدوا بأني غير ملزم بهده المسابقة المتأخرة لمدة السنتين و غير معني البتة بمسابقة مشكوك فيها،كما أجدد تنديدي للجنة التحكيم 2014 بأني لم أمل أية استمارة مشاركة لدورة 2014 السالفة الذكر،لأنه في حدود الساعة 10:59 من يوم 23/12/2014 رن هاتفي من رقم هو:025592470 بعد ما قدم نفسه على أنه مدير الثقافة لولاية المدية ليقول{ سيدي الزين انك لم تفز بالجائزة لدورة2014 والسيد بعكوس المكلف بمشكلتك مند 2013تغير الى الجامعة مما أدى بي للرد عليه سيدي إني أتعامل مع إدارة وليس مع شخص في الشارع …الملاحظة الأولي ياسادتي فهل يعقل أن يرفع السماعة مدير ثقافة ويخبر متسابق عن حالة نصه وإشكال عدم الظفر بالجائزة لولا لحاجة في نفس يعقوب وهدا بالطبع إن كان الذي تحدث مع المدير فعلا .
وعليه نلتمس مرة أخرى من معالي وزيرة الثقافة نادية ألعبيدي ايفادة لجنة تحقيق للتحكم أكثر في كيفية التصرف في المال العام من جهة ومن جهة أخرى التدخل لحل مشكلتي معهم أم لكوني من الجنوب وهدا لا يعني أحدا و الأكثر غرابة هو أنه كيف يسمح السيد والي المدية لأمر هو تحت وصاية وزارة الداخلية وتحت أكبر هرم ثقافي متمثلا في وزارة الثقافة بأن يشكك المثقف الجزائري في جائزة وطنية بقامة محمد بن أبي شنب رحمه الله، و أخيرا نحن تحت طلب حقنا المكفول حتى الممات ،أما أنا في هده اللحظة بالذات فقد امتطيت ناقتي التي أثقلها طلبي باتجاه الشمال و الى حيث…!!

الواسطة.

بقلم: متابع

wasta

تحت درج الكلية و في مكان غير ملحوظ وفي وقت لا تتواجد فيه حشود الطلبة كان مستخدم الكلية (الآذن) يلصق ورقة ساقني الفضول نحوها لأعرف محتواها الذي هو كالعادة اعلان عن بعثة أو منحة أو شيء يفيد الطلبة بشكل أو بآخر فات أوان التقدم اليه منذ أسبوع أوعشرة ايام…!؟ طبعا لم أتفاجأ بل قرأت الاعلان و اذا بي أحقق شروط التقدم لا بل أتفرد بأحد الشروط عن الدفعة كلها لدرجة خطر ببالي أن “أغامر” بصعودي في اليوم التالي الى مكتب عميد الكلية لأستفسر عن الموضوع و لأبرز له تفردي بأحد الشروط و أهمها, و الذي بدوره أبدى “تعاونا و ترحيبا” و طلب مني أن أراجعه في بدايه الأسبوع القادم لينظر في القضية…! خرجت و في نيتي أن أنسى و لكن فضولي ساقني في بدايه الأسبوع التالي الى مكتبه لتطلب مني السكرتيرة أن أراجع الوكيل العلمي الذي أطلعه العميد على موضوعي لأجد هناك المماطلة و الاجابات الانفعالية اللامنطقية و محاولة الاقناع الغير مباشر بأن أنسى الموضوع الذي كنت شخصيا و منذ البداية لا أرى أملا يرتجى فيه و هكذا كان….. “لا حياة لمن تنادي” و الأسماء موضوعة مسبقا و لا داعي لأن يرهق المرؤ نفسه فالواسطة فوق كل شيء…
ان هذا الموقف الذي ما هو الا واحد من الكثير من المواقف التي واجهتها و نواجهها جميعا, البعض منا يستطيع أن يواصل مشواره غير آبه بها و يخلق من معاناته أسبابا للنجاح و التقدم و البعض الآخر تشكل له مثل هذه الأمور عقداً ترافقه بقية حياته وتؤثر على تقدمه و طموحه و في بعض الأحيان تودي بحياته قهرا و غما و هنا “لا أبالغ”… و ما طرحي له الا مقدمة للتعريف بداء انتشر و ينتشر كالسرطان و يفعل فعله في المجتمع و النفوس, يخيب آمال و يسحق أخرى و هو ” الواسطة” … فلا يكاد شخص يصل الى حق من حقوقه أو لأمر يبتغيه الا بواسطة فالدخول الى الجامعات يحتاج الى واسطة, و الحصول على وظيفة يحتاج الى واسطة و دخول المشافي العامة يحتاج الى واسطة بل ان هناك يقينا لدى أكثر الناس اليوم أنه لا فائدة من مراجعة أي دائرة كانت حكومية أو أهلية الا بوجود الواسطة…. فما هي هذه الظاهرة و كيف نشأت و هل تقتصر على نوع واحد و هل هناك جانب ايجابي و جانب سلبي لها؟!
الواسطة باختصار هي طلب العون أو المساعدة في انجاز شيء (الحصول على وظيفة, شهادة قيادة, أسئلة بكالوريا, منحة دراسية…..) من انسان ذو نفوذ في مكان و زمان محددين بغية تحقيق المطلوب لانسان لا يستطيع أن يحقق مطلبه بجهوده الذاتية أو نتيجة ظروف معينة خارجة عن سيطرته و لا يد له فيها و لا يستطيع التأثير عليها. بنظرة تعمقية بسيطة في هذا التعريف نعرف أن هذه الظاهرة تحتمل الكثير من التأويلات و المعاني و تطبيقها ينطوي على الكثير الكثير من الحيثيات التي تسوقني الى طرح أمثلة تنطوي على نظرة ايجابية للظاهرة موضوع النقاش أولها يتلخص بكوني أعرف شخصا عنده من الذكاء و التحصيل العلمي و الأخلاق ما يؤهله لأن يشغل أعلى المناصب لم يستطع بعد تخرجه أن يحصل على وظيفه الا بعد سنين طويلة و دخول “واسطة خير” أدت الى وضعه في المكان الذي يستطيع فيه أن يخدم وطنه و يفيده بما لديه من علم و معرفة و ذكاء…
نجد في أرقى الجامعات العالمية أن هناك توصيات تصدر من كبار الأساتذة الجامعيين تمنح لبعض الطلاب المتميزين لتسهيل أمور تحصيلهم العلمي وتقدمهم و قبولهم للحصول على الدرجات العلمية العالية و الوظاثف التي يستحقونها…
يفيدنا علم الكيمياء أن بعض التفاعلات تتم ببطء شديد عند مزج المواد المتفاعلة ببعضها ببعض, و لهذا يتم اللجوء الى ما يسمى المواد ” الوسيطة” أو المحفزة التي تزيد من سرعة التفاعل و دون أن تؤثر أو تتأثر بنتائجة…
نجد في مفاهيمنا و معتقداتنا الدينية وجودا و حضورا فاعلا لمفهوم ” الشفاعة” لمغفرة الخطايا أو للشفاء من الأمراض … الخ
فهل يا ترى هذه الظاهرة هي من طبيعة التكوين و لا مناص منها و نحن الذين نسيء فهمها أو نجد مشكلة في تقبلها نتيجة فهم خاطيء و قراءة خاطئة للطبيعة و المجتمع و قوانينهما أم أن فهمنا لها صحيح و الفكرة السلبية التي نحملها هي صحيحة بالمطلق أم أن لكل حالة معطياتها و حيثياتها التي تحكم و بشكل جازم بايجابيتها أو سلبيتها….؟!
أقول أن التوسط هو أمر معقد و يجب اعطاءه حقه و التعامل معه بحكمة وموضوعية مطلقة –ان صح التعبير- فعندما يشاء الرب و يجعل أي شخص في مكان و سلطة تتيح له التوسط لتغيير حياة انسان ما في مكان ما و زمان ما و مجال ما و نتيجة ظروف معينة, فعلى المتوسط هنا أن يدرك أهمية و حساسية ما سيقدم عليه و أن يحكم ضميره و أن يعي تماما عظمة و أبعاد ما سيقدم عليه و أن يميز ما بين التوسط بغرض احقاق الحق و ما بين التوسط لتفعيل الشر و تكريس مفاهيمه و تفشيه ليصبح فيما بعد و كأنه أمر محمود و شيء طبيعي فتضيع قيم الخير و يفسد المجتمع و تتراجع عجلة تقدمه الى الخلف.
يركزالسيد المسيح في كثيرمن المعجزات التي صنعها على مفهوم الايمان فما أعظم قوله لأعمى أريحا بارتيماوس “ايمانك قد شفاك” (لو18:42،مر10:52) و للأبرص الذي طهر “ايمانك خلصك” (لو17: 19) و لنازفة الدم :”ثقي يا ابنة: ايمانك قد شفاك” (متى: 9: 22) كذلك فإنه لما سمع الأعميين اللذين صرخا “ارحمنا يا ابن داود”، قال لهما: “بحسب إيمانكما ليكن لكما فانفتحت أعينهما” (متى 9: 29). ومن الناحية الأخرى، نرى أن السيد الرب لما جاء إلى وطنه “لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم” (متى 13: 58). و لكن ما علاقة هذه الايات بموضوعنا يسأل سائل؟!؟!… العلاقة قوية جدا و لنا فيها عبرة كبيرة يؤخذ بها عند التطبيق كوننا نجد الرب يتوسط للمؤمنين و الصالحين فقط و نجده لا يقوم بهذا الفعل مع غير المؤمنين و هكذا يجب أن تكون الواسطة أو الشفاعة أو المحسوبية “ان حدثت” أن تكون مكتملة الأطراف : طرف مستحق و لديه المؤهلات و قد تعب على نفسه و سهر و طور ذاته ليصبح مستحقا للشيء الذي ينشده بالاضافة الى تكليل هذا الاستحقاقا بالأخلاق الرفيعة و السيرة الحسنة المشهود لها و التي كما أؤكد دائما لا قيمة لعلم أو تحصيل أو معرفة بدونها, ليأتي بعد ذلك و ان لزم الأمر الطرف الاخر ليسهل وصوله لمبتغاه لمعرفته الحقة بأنه الأكفأ و الأنسب….
و اخيرا أقول حتى لا أتهم بالخلط بين مفاهيم الواسطة و المحسوبية و الشفاعة و ما الى هنالك من مصطلحات أنني لست بصدد التعريف بحيثيات و مفاهيم كل هذه المصطلحات و لكن التركيز هنا على الجوهر الذي هو متشابه الى حد بعيد برأيي على الأقل…

الشتوية في حماه زمن الأيام الخوالي :

بقلم: الكاتب محمد مخلص حمشو

58454644

الشتوية في حماه زمن الأيام الخوالي :

لا أكون مجانبا أومجافيا للحقيقة اذا قلت أن حماه في فصل الربيع هي ايقونة مدن سوريه لسحر مناظرها , وخضرة بساتينها . وفوحان عبق أزاهيرها ,وشوق الانفلات في احضان طبيعتها , وروعة جمال نواعيرها في دورانها ينساب منها الماء كاللؤلؤ المنثور كما وصفها الشعراء … و..و.. لكن السؤال هنا وماذا عن فصل الشتاء فيها في سالف الزمان ؟ حكاية شتاء حماه حكاية لها نغمات خاصة ذات ايقاع حزين على النفس لا تنسى فهي قاتمة تعيسة بائسه صورها باقية حية مازالت تعيش بين جوانح من عاشها وترسم على شاشة الخيال رغم قساوتها أحيانا وخاصة في أربعينية الشتاء حيث تكون الأمطار على أشدها والبرد والرياح , وتكفهر فيها الدنيا وتتعرى الأشجار, وتهاجر الطيور سماءها , ويطول الليل ويقصر النهار وأكثر الناس تقبع في بيوتها ترجو فيها خير ربهم وعطاءه في موسم الخيرات والبركات . الا انها صورا عذبة محببة فماذا عن مجتمع حماه في فصل الشتاء . بداية كان لموقع حماه الجغرافي من سورية في وسط البلاد ميزة في مناخها حيث يختلط فيه المناخ الجبلي لتأثرها من قربها لمصياف غرب المدينة وشدة الرياح القادمة منها والمحملة بالمطر , ثم من المناخ الصحراوي حيث سلمية شرقها وتأثير جفاف البادية وشدة البرودة ليلا ..ثم كان لطبيعة طبوغرافيا ارض حماه تأثير في تعاسة شتاءها فحماه تلال ومرتفعات كما في منطقة” المحطه والعليليات والدباغة والحاضر..و..و.. ثم وديان ومنخفضات كساحة العاصي وجورة حوا والمرابط وباب طرابلس….ففي فصل الشتاء تتجمع مياه الأمطار في اماكن منخفضة من المدينة لسوء تمديد الصرف الصحي فيها قديما فتشكل أحيانا مستنقعات مثل منطقة “المغيلة ” و”حارة الجسر قديما ” وكذلك في بعض الحارات والدروب الضيقه…وكم كانت تحصل طوافانات تسميها حماه “الزوده” حيث تتدفق مياه الأمطار قادمة بسيول هادرة من البر المجاور للمدينة فتنساق لتصب في نهر العاصي .وعلى العكس عندما تشح الأمطار كانت الناس تصعد على سفح القلعة لتؤدي صلاة الاستسقاء وتسمعهم يدعون ربهم عند نزولهم منها تتقدمهم الصبية الصغار والمبروكين من الناس ينادون بصوت واحد في تضرع وتوسل يثير الدمع ” يا ربنا ..ياربنا..انزل علينا…” كنت عندما تمر في الحارات تحاذر السيرقرب جدران البيوت لتتجنب سقوط الماء المنساب من المزاريب المسلطة من أعالى الأسطحه على الحارة فقد كانت تنصب منها أحيانا مياه الأمطار كأفواه القرب . وكان لتساقط المطر في فسحات الدور العربية وقعا كارثيا اذ تنساق المياه الى الأقبية وبيت المونه فيتعاون جميع أهل البيت في نضح الماء خارجها خوفا على سلامة المتاع والمواد …وكم كانت الناس تعمل على اصلاح ودحل اسقف بيوتها الطينية استعدادا لدخول الشتاء وتفاديا لدفق المطر الى دواخل البيوت وكم كنت تسمع تساقط قطرات المطر ليلا في بيت يدلف سطحه فتعمل المرأة الأم على وضع الطناجر والتنك تحت الدلف لتجمع الماء ثم تسفحه في أرض عتبة الغرفة بعد امتلاءها ,,, أن ايقاع صوت دلف قطرات الماء مازال يرن في اذناي هي موسيقى خالدة تصور أياما عشناها بالفقر والضنك والاستحمام في عتبة البيت كأكثر الفقراء..

10850900_741076272643272_1492224440_n (1)

10859765_741076262643273_191890512_n 10872324_741076269309939_1209866341_n

في شتاء الفقراء كانوا يقولون يكثر لبس الشراطيط وطبخ المخاليط ..فترى الفقير يكثر من لبس الثياب السميكه طبقات تعلوها طبقات اتقاء للبرد فكانت الكوفيات وطواقي الصوف تعتلي رؤوس الصبية والرجال و”شواشي ” الصوف تلف رؤوس البنات الصغار ومعظم النساء وبخاصة العجئز منهن , ولم تكن مظلات اتقاءالمطر “الشماسي”منتشرة كما نراها اليوم واذكر انه كان لها مصلح في سوق الطويل اسمه “راضي عدي” , وكم كنت تلمح “جزمات ” المطاط تدكها أقدام و الصغار لمخاضة الأوحال والمطر وترى منها كرنفالا من الألوان الأحمر والأبيض والأسود , وكان أكثر طعام الفقراء من الشوربات حيث فت الخبز وتصارع الملاعق على القصعه والبصل المشوى على المدفأة أو المنقل وتسخين الخبز وشي الجبن وأحيانا حرق قشر البرتقال على المدفأة ليبعث رائحه معطرة تنتشر بالغرفة وسائر البيت وكذلك ايضا كان عبق ورق شجر الكينا في طنجرة يغلي ماؤها فتبعث بخارا يطرد الزكام والبرد كم كانت تتصاعد الأبخرة من تنشيف الغسيل الرطب على منقل الفحم ينشر فوق قفص من الحديد أعد لذلك ا…كم كان يحلو شواء حبات الكستناء وسماع طقطقتها على منقل الفحم أيضا او الحطب وكان منظر الجد او الجدة تصب القطايف والسيالات او الشله او الكنافه على مدفأة الحطب وكان يباع الشوندر المسلوق والفول النابت والسحلب الساخن يتجول في الشوارع وحول اواب المدارس وكم تضحك لمنظر تصاعد الأبخرة من افواه الآكلين ..صور محفورة في شقوق الذاكرة لاتمحي ابدا …أيام أذكرها تماما وكم كان يطيب اكل الحلو اللذيذ من القطايف والسيالات والكنافة والشلق نأكلها بالسمن البلدي والجوز والقشدة العربية كما كنا نتسلى في سهراتنا بالموالح والزبيب والتين المجفف والهبول نشتريه من مصياف ونخلطه بالجوز حيث يحلو السهر وجدتي تصنع قهوتها على موقد كحولي في ركوة نحاسية صفراء بعد ان كنا نساعدها في طحنها بمطحنة كنا نبرم ساعدها حتى نتعب فيتناولها الأخ او الأخت ويتابع الطحن وكنا نسمع لحكايات الجد والجدة عن الشاطر حسن وعلي بابا و السندباد والزير سالم لساعات متأخرة من الليل وترى الصغار يلتفون حول مدفأة الحطب التي كانوا يجلبون لها الحطب من البلعاس ويخزنوه على سقيفة المطبخ او تحت درج السطح , كنت ترى الأطفال كيف تفرد أكفها حول المدفأة أو فوق منقل الفحم لتتدفأ وترى انعكاس لهيب النار يتراقص في بؤبؤ عيونهم وكلهم آذان صاغية للحكاية حتى ينعس الصغير و يفتح شدقيه في تثاؤب متكرر لشدة نعاسه ويجاهد لسماع الحكاية لنهايتها لكنه أخيرا يترنح في مكانه كالمخمور فينام فتحمله امه الى مكانه من فراش الأرض . كانت النساء تجتمعن في سهراتهن حيث نقر الدربكة والدف والرقص والغناء ولعب البرجيس والحزازير …والرجال أيضا في غرفة أخرى وأكل الحلويات والفواكه والمزاح والضحك والتنكيت وافتعال المقالب المضحكة وخاصة بين الجيران , كما كانت اكثر جلساتهم في المقاهي ويغشون دور السينما . كان زمن جميل رغم قساوة الشتاء وضعف امكانية مواجهته ماديا امعاناة الناس وفقرهم لكن حال حبهم لبعضهم والحميمية والألفة التي تخيم عليهم ودفء العلاقات بينهم يفوق برد الشتاء وبلل زخات المطر وثلوجه … كان اسلوب الحياة في ذاك الزمان سهل سليم نقي بسيط يسيطر على النفوس بكل طيب وصفاء نية فلا خلافات ولا ازمات مفتعلة او مستعصية بل تسير حياتهم بإيقاع نغمات جميلة موزونة حبيبة على كل النفوس والقلوب وبما تثيره من عذوبة لاستمرار الحياة بحنان غريب .. الحديث عن حماه يطول ويطول وما كتبته انما هي وشوشوات روح هائمة في حب بلدي وساكنيها الكرام .. ايه سقى الله تلك الأيام ورحم ناسها… واللهم بارك لنا في بلدنا وأمطاره وخيره وأنزل علينا من بركات رحمتك .

“للزوابع أصابع تنحتني ” للشاعرة المحترمة “رحيمة بلقاس”

بقلم: العائلة الكبيرة

10888106_808431232555850_17514253_n

من خلال قرائتي الاولى للمولود الجديد للأستاذة رحيمة بلقاس وتفحصي لجواهر بحره وجدت ان الحروف التي نثرتها بشكل جيد و منسق ورائع المعنوان”للزوابع أصابع تنحتني “و التي يحتويها بين دفتيه الديوان أ نها بمثابة خيط ضوء يخرج للوجود ويحث الانسان العاشق للحرف الى الوقوف بشكل جلي بالنظرة للحياة كمحطات تأمل في السلوك والأخلاق, ونحن في هذا العصر الحالي الدي يعرف شرخ كبير في العلاقات الانسانية العامة بفعل الحروب الدامية المؤلمة التي تشهدها الدول العربية برمتها وبفعل موجة الافكار التكفيرية الهائجة التي يسعى المضليلين الاعلامين وبعض الحاقدين للأمن والسلام الى زرعها لكسر اللحمة بين الانسان وأخيه وبين الرئيس والمرؤوس ونحن بحاجة ماسة لفكرة التأمل العميق في الكون, والتفكير الهادئ, نحن بحاجة إلى قليل من الوعظ الواعي, البعيد عن التزمت, والداعي إلى الانفتاح, ومد الجسور بين الإنسان وأخيه, وبين الإنسان وذاته.

كما لا يخفى على القاريء الحصيف أنه قرأ في طفولته وفي فصول الدراسة و أثناء مرحلة شبابه المبكر عن أدباء المهجر و إنسانيات جبران خليل جبران, وعبر لنا عن المسافة ما بين الدمعة والابتسامة, وكذا عن العلامة الكبير المنفلوطي, ومعه مشينا في رحلة النظرات والعبرات, وكما قرأنا للمجدد الرافعي ولمست قلوبنا العاشقة للجمال وأرواحنا معه أوراق الورد, وكما لايشك الجميع هنا أننا توقفنا مع ميخائيل نعيمة في تأملاته من ذرى جبال صنين, ومر وقت طويل على ذلك النسق من الكتابة التي تشدنا إلى حنين مراحل الصبا, عندما كان وعينا يتشكل كالبناء.

وفي الديوان”للزوابع اصابع تنحتني ” للشاعرة المحترمة “رحيمة بلقاس”, تشدنا جمالية اللغة لديها والقصائد في الديوان المنثورة بشكل جميل ورائع وتعيد بنا للزمان الهاديء الجميل حيث حب القراءة وعشق تصفح الكتب المتنوعة ومعانقة الدواوين الشعرية قرب الروابي والبساتين وقرب البحر وفي الحدائق الخلابة وكذا الأماكن الهادئة التي تشعرك ببهاء القراءة وحبك للكتاب وكاتب النص معا إلى أقصى ما تشكل في الذاكرة من حب للقيم الإنسانية والتربوية, ومن دعوة إلى حب الحياة بكل ما فيها من مخلوقات في الكون الفسيح التي تشعرك بوجود الخالق هو الله تعالى, وكذا وجود الخير والجمال,و إلى محبة غابت بفعل قسوة الواقع ومرارة الأيام.

شخصية من بلدي المختار / سعيد بن سمعان بن سمعان بن فائق

بقلم: أكرم ميخائيل إسحاق

{ شخصية من بلدي }
( / المختار / سعيد بن سمعان بن سمعان بن فائق )
1924 – 12 / 12 / 2000
أكرم ميخائيل اسحاق

10922232_1594179514144562_1340415470_n

*-شخصية هادئة ابتسامته تسبق حديثه الطيب رجل محب لأنه من أسرة طيبة الذكر وقد تربى على الأخلاق الفاضل من ترأسه الفرقة الرابعة الكشفية لفترة طويلة مما اكسبه هذه الروح الكشفية .

*-المختار سعيد بن سمعان تولد حماة – حي المدينة لعام 1924 م متزوج من السيدة سعاد بنت عارف صائغ – حلب – الأبناء : سلمى – سمر – لينا – هلا – سمعان – زينة . التأهيل العلمي الكفاءة عام 1933 .

شخصية من بلدي/السيد عبد المسيح جحجاح

بقلم: أكرم ميخائيل إسحاق

شخصية من بلدي *
السيد عبد المسيح جحجاح
أكرم ميخائيل إسحاق

10407576_1596168570612323_2695925700567132278_n

كباقي شباب الوطن دفعه حماسه وحب الوطن للانتساب إلى سلك الشرطة المدنية السيد عبد المسيح عيسى جحجاح تولد عام 1924 حماه المدينة . متزوج وله ولد وبنت .
متعلم صف سادس سرتفيكا عام 1935 ولم يحصل عليها .
بدء حياته العملية بعد تركه الدراسة في مهنة نجارة الموبيليا عند المعلم ألفريد جورج يادس لغاية عام 1947 .
1/1/1948 تقدم لسلك الشرطة المدنية وقُبل في دمشق ونقل إلى حماه في نفس العام بعدها خدم في عدة وظائف إدارية ومتنوعة لجميع أعمال السلك حتى عام 1953 .
ثم انتقل إلى قسم الأمن الجنائي وفروع الأدلة القضائية . وقام بجميع أعمالها لوحده لعدم وجود عناصر تتقن الأعمال التي قام بها السيد عبد المسيح جحجاح منها التصوير للحوادث والتحقيق في حوادث المرور ومنها البصمات الأرشيف نقل الأسماء والمعلومات العائدة لمنطقة حماه وريفها حتى عام 1966 .

من سيرة القديس اليان الحمصي وديره في حمص

بقلم: المهندس جورج فارس رباحية

من سيرة القديس إليـــان الحمصي
وديــره في حمص
المهندس جورج فارس رباحية

واجهة دير مار اليان

وُلِدَ القديس إليان في مدينة حمص في القرن الثالث الميلادي من أب يُدعى( كنداكيوس) (1) من عباد للأصنام ومن الأعيان وذو مركز كبير في المدينة ومن أم تُدعى ( أخثسترا ) يُقال أنها من أصل يوناني حيث يعني اسمها ( سمكة النجوم ) وكانت على درجة عالية من الوداعة وحُسْن التربية .وكان ابنهم يُدعى ( يوليان ) واعتنت بتربيته مربيّة تُدعى ( مطرونة ) وكانت مسيحية وبدأت تعطيه مبادىء المسيحية سِرّاً دون علم أهله . وعن طريقها كان يزور الناسك القس الطبيب ( إيباتيوس ) عند نبع الهرمل ـ شمال غرب حمص ـ وكان يُسَمّى ناسك (الأورانتس ) الذي يعني نهر العاصي ويحفظ منه أسرار الدين المسيحي وأيضاً يجتمع مع أسقف حمص ( سلوانس ) (2) وتلميذه لوقا والقارىء موكيوس .كان إليان مسروراً جداً بالحياة العسكرية التي أكسبته بنية قوية ومتانة عضل وشجاعة قلب ، وقد رأى في زياراته المتكررة للناسك أن يكتب لوالده كي يسمح له باعتزال الأعمال العسكرية ليتفرّغ لتحصيل العلوم الطبية ، فسمح له بذلك فتفهّم معلومات طبية جديرة بالتقدير بفترة قصيرة فمارس الطب بمهارة فائقة وكان يحرص على شفاء المرضى ومعالجتهم بمحبة المسيح وإيمان الرسل وهذا ماتدل عليه أيقونته الرسمية وهو بلباس الفرسان الرومانيين يمتطي الخيل ويحمل في يده اليسرى رمحاً وبجانبه الهاون والمطرقة الذي يدل على انه طبيب . فاشتكى أطباء حمص إلى والده وقالوا له : ( إن إبنك يُبَشِّرْ باسم إله النصارى ويهزأ بآلهتنا فكيف ترضى بذلك ولو علم الإمبراطور لغضب عليك ) .
كان إليان رجلاً مؤمناً يضع كل رجائه بالسيد المسيح غير مكترث بمغريات هذا العالم الفاني وكان يصلّي ليلاً ونهاراً ويتمسّك بالصوم ويقوم بأعمال الخير فيعالج المساكين ويوزع عليهم كل ما يقع بيده من مال أبيه .
وفي عام 284 عندما أمر الإمبراطور ( نوميريان ) باضطهاد المسيحيين في جميع أرجاء الإمبراطورية . اضطر معظم أهالي حمص إلى ترك عبادة الإله الحقيقي واتبعوا الديانة الوثنية غير أن إليان كان من القلائل الذين لم يخفهم الاضطهاد فبقي محافظاً على إيمانه المستقيم وكان من بين الذين لم يحيدوا عن عقيدتهم الأسقف سلوانس وتلميذاه لوقا وموكيوس .وعرف والد إليان بأنهم يبشرون بدين المسيح فألقى بهم فريسة للوحوش فاستشـهدوا بتاريخ
10/آذار / 284 .
بدأ إليان بعد استشهاد رفاقه يُظهِر علانية احترامه لهم ويجهر بإيمانه ويهاجم الأصنام ، فأمر والده الجنود بالقبض عليه . بقي إليان في السجن أحد عشر شهرا ًكان خلالها يحث كل الذين يأتون اليه على ترك عبادة الأصنام واللحاق بالسيد المسيح . فأغاظ هذا التصرف والده فنفذ صبره وقرّر تعذيبه وقتله ، فسلّمه إلى الجلاّدين فقادوه إلى شرقي المدينة وقيدوه بالحبال وحلقوا شعره ثم غرزوا اثني عشر مسماراً طويلاً في رأسه ويديه وقدميه . وعندها صـرخ: ( اسبّحك يا إلهي الساكن في السماء والأرض ….. اعطني القوة لأتحمّل مرارة هذا العذاب) وأغمي عليه ، فتركه الجلادون وانصرفوا ظنّاً منهم انه مات . أما اليان فكان حياً وما لبث أن جمع قواه وتمكّن من جرّ نفسه إلى مغارة قريبة كانت مصنعاً لفخّاري مسيحي وعندما دخلها مجّد الله قائلاً ” أشكرك يا إلهي الذي أهّلتني لهذا العذاب من أجل اسمك القدّوس ” ثم أسلم الروح وكان ذلك في 6/ شباط /285 . وبعد يومين أخذ الفخّاري جسد القديس ووضعه في كنيسة ( الرسل والقديسة بربارة ) .
تعيّــد له الكنيسة الأرثوذكسية في اليوم السادس من شباط .

احتفاءً بالصداقة والقيم..أقرب من الأصدقاء أبعد من الخصوم للشاعر راتب سكر

بقلم: الكاتبة رزان القرواني

 

 

142521_2012_10_16_11_04_53.image2_

في هذه الحياة الدنيا نجد الجميل والقبيح, الإيجابي والسلبي, الحلو والمر, وانطلاقاً من هذه الحياة وما فيها من قيم.. سعى الشاعر راتب سكر للبحث عن الصداقة الحقيقية. فأبحر مع قلمه ليكتشف عالم الأصدقاء عالم الألفة والمحبة والإخلاص, عالم العطاء والصدق والود, وعندما وجد الصداقة رحبَ بها, وسُعد بذلك لأنه أيقن بأن الحياة ما زالت تنبض خيراً ووفاء ونبلاً.

أطلس السعادة (3من6) الجزء الثاني

بقلم: الضابط المتقاعد فيليب مقدسي

1395172997874

3- مقومات النجاح

ثانياً: القوة : تعني الوحدة والتماسك والتعاون والقيادة وتعني الامكانيات العقلية والجسدية والمادية ,وفي الصراعات والحروب تعني التسلح والتدريب والنظام والعقيدة واختيار الكفاءات(الرجل المناسب في المكان المناسب) التدقيق في صحة المعلومات والدراسة والتخطيط ,والقدرة على مواجهة الصعوبات وحساب الزمن وتأمين البدائل مع تبدل المواقف والظروف وتأمين وسائل إصلاح الأخطاء والأعطال في حينها والتعويض والإمدادات وتتمثل القوة في دور القائد فالقائد هو محور النجاح أو الفشل ,النصر أو الهزيمة ,التقدم أو التخلف ,السيادة أو العبودية ,البناء أو الدمار ,وقد قيل قديماً: القائد بعدد قواته وموقعه من التنظيم كموقع الرأس من الجسد.
ثالثاً : النظام: نظرة إلى الكون : دوران الأرض حركة الكواكب والنجوم ,أجهزة الجسم ……كلها تعمل بنظام لا إرادي وإذا ما حصل أي خلل في هذا النظام تتخبط الأكوان مع بعضها بعضاً ويقع الجسم فريسة الأمراض والهدف من كل نظام أو قانون حسن سير الأمور في الحياة ولهذا يقتضى :إصدار القوانين والتشريعات بما فيها من حقوق وواجبات وعقوبات ومكافآت وفرض التقيد بها وتحديد المسؤولية والمهام والرقابة على التنفيذ مع احترام كرامة الإنسان وحقوقه وحريته وفق القوانين والأصول وتقيد الإنسان بمراعاة القوانين لأنها الأساس بأمنه وسلامته وحياته
وعدم التساهل في قمع الفساد والإسراع في معالجة ما فسد ومواجهة الإرهاب لأنه إن تهمل النار يصعب عليك إطفاؤها