الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

دمشق في عيون الشعراء العرب كانت وستبقى مدينة الياسمين وريحانة الدنيا

بقلم: حبيب الابراهيم

54654646456

شكلت دمشق عبر العصور المتتالية بوابة الحضارة والتاريخ والمدينة, حيث قادت قوافلها التجارية نحو الجهات الأربع وغدت العربية الآرامية لغة للعالم آنذاك, هي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ, على أسوارها تحطمت جيوش الغزاة ومن عرينها انطلقت الحضارة العربية, إنها دمشق عاصمة الدولة الأموية التي امتدت إلى الصين شرقاً وجنوبي فرنسا والأندلس غرباً.. إنها دمشق صاحبة الحضارة والرسالة والأبجدية الأولى…حكمت الدنيا بالعلم والمعرفة والتسامح والإخاء …
واليوم تكتب دمشق بصمودها وصمود شعبها ودماء شهدائها, وتضحيات رجالها الشرفاء من بواسل الجيش والقوات المسلحة ملحمة العزّة والكرامة مؤكدة أنها ستبقى( دمشق الحضارة التاريخ..)(1)‏
لم يزرها شاعر أو رحالة أو ديب أو زائر أو سائح إلا وفتن بجمال طبيعتها وطيبة شعبها ومواقفها الوطنية والقومية, فجادت قرائح الشعراء السوريين والعرب في وصف دمشق وغوطتها وبساتينها ونهر بردى وفروعه, وقد ورد وصف دمشق على ألسنة الكثير من الشعراء العرب, وسنتوقف في هذه الدراسة عند أبرز الشعراء السوريين والعرب الذين كتبوا عن ( تمجيد دمشق ودورها الحضاري قديماً وحديثاً) (2) وهاهو أبو نواس يقول في الغوطة:‏
يؤمّمن أرض الغوطتين كأنما لها عند أهل الغوطتين نذور‏
أما الشاعر البحتري فقد أجاد في وصف دمشق ومحاسنها عندما يقول:‏
أما دمشق فقد أبدت محاسنها وقد وفى لك مطريها بما وعدا‏
إذا أردت ملأت العين من بلد مستحسن وزمان يشبه البلدا‏
والشاعر أبو تمام يتغنى بدمشق وحدائقها وجمالها وبطولات أبنائها الذين واجهوا العدوان على الدوام:‏
لولا حدائقها – وأني لا أرى عرشاً هناك – ظننتها بلقيسا‏
وأرى الزمان غدا عليك بوجهه جذلان بسّاماً وكان عبوسا‏
قد بوركت تلك البطون وقد سمت تلك الظهور وقدست تقديسا‏
أما الشعراء من أبناء دمشق الذين ولدوا فيها أو عاشوا فيها أو في سورية,فقد تغنّوا بجمالها وفاخروا بانتمائهم إليها ووصفوا غوطتها وحواريها, فها هو الشاعر خير الدين الزركلي يقول مفتخراً في قصيدة( أنا من دمشق ) عام 1957م:‏
قالت أمن بطحاء مكة جارنا؟ قلت: الهناء لمن دعوت بجارك‏
أنا من دمشق وقد ولدت بغيرها وسكنت أخرى, والحنين لدارك‏
والشاعر محمد كرد علي تغنّى بدمشق مدينة الياسمين, مدينة التاريخ العريق حيث يقول:‏
الفل يبدأ من دمشق بياضه وبعطرها تتطيب الأطياب‏
والحبّ يبدأ من دمشق فأهلنا عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا‏
فالدهر يبدأ من دمشق وعندها تبقى اللغات وتحفظ الأنساب‏
ودمشق تعطي للعروبة شكلها وبأرضها تتشكل الأحقاب‏
وقد أجادت الفنانة لطيفة التونسية عندما أنشدت هذه القصيدة التي أصبحت لازمة في معظم المناسبات الوطنية والقومية.‏
أما الشاعر شفيق جبري فيقول في قصيدته مرحباً بأمير الشعراء أحمد شوقي عندما زار دمشق عام 1925 تعبيراً عن المصير المشترك لبلاد الشام وأرض الكنانة:‏
وإذا الشدائد بالكنانة أحدقت وثبت دمشق فقطّعت أوصالها‏
لو تشتكي مصر أذى بشمالها بترت ربوع الغوطتين شامها‏
إنّ العروبة في الشآم تآصلت كرّ الليالي ما يطيق نزالها‏
ويقول شفيق جبري أيضاً مرحباً بشاعر النيل حافظ ابراهيم عندما زار دمشق عام 1929تعبيراً عن مواقفها الوطنية والقومية:‏
إذا بكت جنبات النيل من ألم بكت دمشق بدمع منه هتانٍ‏
أواصر ببيان العرب محكمة النيل والشام في الآلام صنوان‏
أما الشاعر نزار قباني ابن دمشق فيبثها وشوقه لياسمينها ونسمات عليلها فالحب عند نزار خارطة عاصمتها دمشق فيقول في قصيدة بعنوان( من مفكرة عاشق دمشق):‏
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا؟‏
حبيبتي أنت, فاستلقي كأغنية على ذراعي ولا تستوضحي السببا‏
يا شام إنّ جراحي لا ضفاف لها فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا‏
ويصف الشاعر الدمشقي محمد البزم نهر بردى وفروعه السبعة وغوطة دمشق بأنها ريحانة الدنيا بقوله:‏
ريحانة الدنيا وظل نعيمها من قبل مولد يعرب وثمودا‏
أخت الخلود وماالخلود مفارق برداك ما عشق الأناس خلودا‏
لقد عبر الشعراء العرب عن حبهم لدمشق فباحوا بمشاعرهم وأحاسيسهم لهذه المدينة التاريخية العظيمة التي تشكل مع مصر عنواناً للتآخي القومي وهذا ما عبّر عنه شاعر النيل حافظ ابراهيم بقوله:‏
لمصر أم لربوع الشام تنتسب هنا العلا وهناك المجد والحسب‏
ركنان للشرق لا زالت ربوعهما قلب الهلال عليها خافق يجب‏
إذا ألمت بوادي النيل نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرب‏

الحوار أم الضرب؟ أيهما أجدى كوسيلة تربوية

بقلم: سلاف زهرة

121

العصا من الجنة, والعصا لمن عصا, والعصا دواء شاف وغيرها من الأمثال الشعبية التي عرفت في مجتمعنا تؤكد ماللضرب من فوائد في تربية الأبناء, وبنفس الوقت يقول المثل لا أستعمل سوطي طالما ينفع صوتي, مؤكدين ضرورة الحوار والنقاش مع الأبناء, وفي هذا التحقيق حاولنا رصد مجموعة من الآراء لمجموعة من الآباء والأمهات حول هذا الموضوع
الحوار يثمر أكثر‏
ربا موظفة تقول:‏
لم أضطر لأن أوجه أية ضربة أو أن أقوم بأي سلوك عنيف تجاه ابني لأني أعرفه جيداً وأعرف أنه يفهم بالحوار, وإذا تكلمت معه بهدوء أحصد نتائج أفضل فالطفل عندما يخطئ ونصرخ عليه ونضربه ستغلق أبواب الفهم والإدراك لديه, بينما إذا شرحنا له خطأه بهدوء وأقنعناه بسوء فعلته وتبعاتها ونجحنا في النقاش معه حول الطريقة الصحيحة فلا شك أنه سيفهم أكثر ولن نضطر في المرة القادمة أن نضربه.‏
الضرب يؤلم ولا يربي‏
سناء جعفر, ربة منزل تقول:‏
إذا ضربنا الولد فإننا نوجعه فقط ولا نربيه أو نقدم له أية فائدة , وكذلك عندما نعنفه بالضرب فلن يعرف غلطته وإنما سيتعلم كيف يخفي غلطه في المرة القادمة وسيتعلم كيف يكذب أو يواري فعلته, لأنه عندما عوقب شعر بالألم ليس إلا.‏
أضربه من أجل مصلحته‏
هنادي , ربة منزل تقول:‏
لا أستطيع أن أرى ابني يتصرف تصرفات خاطئة أو يهمل واجباته أو يكتسب عادات سيئة وأنا أتفرج عليه, إذ إنني أشعر بالمسؤولية تجاهه, بينما هو لا يعرف مصلحته , ولا يستمع سوى لكلام رفاقه, وسيستسلم للكسل والنوم, فلا أتمالك نفسي فأضربه كي أعيده إلى جادة الصواب وإلى حدود الأخلاق.‏
أضربهم عندما لا ينفع التنبيه‏
غياث أب لثلاثة أولاد يقول:‏
لا يوجد أب أو أم في العالم إلا واستعملا الضرب أو هددا به ولو لمرة واحدة, وأنا شخصياً أشعر بأن أولادي لا يفهمون عليّ وعندما أنبههم لأكثر من مرة أفقد أعصابي واضربهم وحتى عندما يعذبني ضميري وأقرر بألا اضربهم أجدهم يسعون إلى العقاب بأنفسهم وكأن جلودهم تحكّهم.‏
أحياناً العصا تكون البلسم الشافي‏
رائد الحسين أب لولدين يقول:‏
اضرب ابني عندما أجده مقصراً في دروسه أو يرفض الذهاب إلى المدرسة أو عندما يتحدث معي بوقاحة وقلة احترام, ويتفوه بألفاظ نابية مع أخيه الاكبر عندها ألجأ إلى العصا فهي البلسم الشافي فأنا إن تركته على هواه قد يخرج عن سيطرتي ويتمادي في تصرفاته وعليه أن يشعر أن ثمة من هو ذا سلطة عليه وقادر على مراقبته ومحاسبته كلما أخطأ وبهذا يحسب حساباً لأي تصرف‏
العقاب من جنس العمل‏
مروة جبر أم لابنتين تقول:‏

تأثير التلفاز على سلوك الأطفال

بقلم: جينا يحيى

42065

إن مشاهدة العنف على التلفاز يشجع الأولاد على التصرف العدواني , وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن برامج الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال تحتوي على أكبر نسبة من مشاهدة العنف مقارنة بأية برامج أخرى.


أكثر من عشر ساعات‏‏
تقول سعاد :‏‏
ابني يشاهد التلفاز لأكثر من عشر ساعات يومياً, وينوّع ما بين المصارعة الحرة والرسوم المتحركة, ما أعانيه مع ولدي هو محاولته تطبيق ما يراه مع إخوته. وأنا أخاف أن يسبب لهم أذى.‏‏
إن الأطفال دون الثامنة من العمر يتأثرون كثيراً بالتلفاز سيما وأنهم لا يفهمون كثيراً ما يشاهدون,ولا يملكون القدرة على ربط المشاهد العديدة ضمن وحدة قصصية ذات معنى وبالتالي لا يربطون تصرفات البطل بالدوافع التي حثته على مثل هذه التصرفات وعواقبها كذلك فإن الطفل في هذا العمر لا يميز بسهولة بين الواقع والخيال.‏‏
إن مئات الدراسات تؤكد أن مشاهدة العنف على التلفاز تزيد السلوك العدواني عند الأولاد ضمن العائلة وفي المدرسة, ويبدو أن هذا التأثير السلبي طويل المدى إذ إن هناك أكثر من دراسة تابعت تطور الأولاد على مدى سنوات عديدة وبينت أن المراهقين والراشدين الذين شاهدوا البرامج العنيفة بكثرة خلال طفولتهم يميلون إلى اللجوء إلى أساليب عدائية لحل مشكلاتهم, ويكونون أكثر عرضة للانحراف في نمط حياتي غير مرغوب اجتماعياً مقارنة بالمراهقين والراشدين الذين لم يمضوا أوقاتاً كثيرة بمشاهدة العنف على التلفزيون.‏‏
نصائح لحماية الأولاد من تأثير التلفاز السلبي‏‏

غزال القصيدة، كما يجلوه صقر عليشي

بقلم: وفيق سليطين

chirrr_257184162

إذا كان الفن هو غائية بلا غاية ـ كما يقول كانط ـ فإن في ذلك قدراً ليس بالقليل مما ينطبق على قصيدة الغزال، أو غزال القصيدة، كما يجلوه صقر عليشي، وينأى به، في صوغه القريب ومباشرته الآسرة. ولأنّ غزال الشعر لا يرتدُّ إلى غير نفسه بات من الممكن القول، جرياً على هذا الوفاق، إن قصيدة صقر تأخذ من ضروب الفنّ واتجاهاته المختلفة دون أن ترتدّ إلى واحد منها. فهي غزال آخر ينظر في مرآة نفسه فلا يحيل على غير «غزاليّته» الجوهرية، وفرادته التي يكون تعريفها مجرد مقاربة لها بالسلب والإشارة:
(( وكانَ غزالاً‏
كالغزالِ‏
ولم يكنْ‏
ليشبهَ إلاّ نفسَهُ‏
في حكايتِهْ )) .‏
حدود الشكل ومتغيرات التحديد :‏
يبني صقر عليشي قصيدته على نظام البيت ويقيمها،عروضياً على البحر الطويل الذي يعيد توزيعه على نحو يتجاوز نظامه المستقر في تقابل المصراعين، ويبدي في صنيعه هذا مقدرة عالية على تطويع المبنى بكثير من المرونة، التي تتيح له إمكانية التصرّف بالكتلة اللفظية في هندسة القول بحيث يفي بمتطلبات النظام العروضي الموروث وبخاصيات التحديث الموصولة بمفهوم السطر الشعري والعلاقة البصرية ونظام الفضاء الأدبي، بما ينطوي عليه في مغايرته القصدية من مؤثرات شكلية وموجهّات قرائية وحمولات معنوية ومكامن دلالية.‏
هذا ويبدو لي أن تشريد الشكل العروضي عن مداره المألوف ومستقرّه الشائع هو، بنائياً وجه آخر لغزال الشعر في شروده وتأبيّه وفي انطلاقته المتخطية للتحديدات المعنوية العالقة به والمتفلّتة من قيود البلاغة التراثية المؤطرة له في دوائر التوظيف والاستخدام.‏
صحيحٌ أنّ المكوّن البلاغي حاضر يلفت إلى نفسه بقوة الإدهاش والخّلْب لكنّ حضوره هو ذلك الحضور المنفي الذي يجري استثماره بدلالة التبعيد لا التقريب، ومن هنا يغدو إشارة تُسلم إلى التجاوز، وتفتح السياق على أفق يبارح التعيين، ويندُّ عن شَرَك الحصر والاستهلاك. فالمكوّن البلاغي في قصيدة «الغزال» يشتغل، إذاً، بخاصيّته الإشارية، فيواجه جانب الإثبات منه بقوة النفي التي تعطّل الامتلاك، وتصون سياق التشكّل والتنامي والتوالد من الامتلاء والنفاد، فتمنعه من الانغلاق على المشار إليه بدعوى الإحاطة والتقرير بل إنها فوق هذا تغذي فيه نشاط النأي والامتناع فلا يكون -والحالة هذه- تطويقاً للشكل ولا قيداً على المعنى، وإنما يتقدّم من حيث هو شكل لمقاربة تجد نفسها في مواجهة نقصانها الخاصّ الذي لا يردم ولا ينطوي.‏
على هذا النحو يجري القول في الحدود البَيْنية محتفظاً بامتناع مقوله، وعاصماً له بمنطق فنّي يستنفر الجهد ويضاعف التوتّر من خلال الاحتفاظ بفجوات السياق المتأتيّة من مواجهة ثوابت الشكل بمتغيرات القول التي تبدأ بتأثيث فضاء الكتابة ولا تنتهي بضخّ فاعلية الاختلاف ونسب العدول في جوانب النسج والتصوير:‏
(( يسرّحُ لطفاً في الهواءِ‏
إذا مشى،‏
ويتركُ ومضاً خلفَهُ‏
حينَ وثبتِهْ .‏
وعيناهُ في إرناءةٍ منهُ،‏
راحتا‏
تلمّانِ أفقاً ذاهباً‏
في وَسَاعتِهْ .‏
صفاؤهما وشّى به النبعُ‏
ذاتَهُ‏
وقال قليلاً منه‏
أثناءَ رقتِهْ )) .‏
اللغة وشعرية التحويل :‏

الأغنية الوطنية نموذج حماسي لاينطفئ

بقلم: بيانكا ماضية

نتامنتا

للأغنية الوطنية حيز كبير في ذاكرة الإنسان، وتشكل نموذجاً ثقافياً يرتبط بالذاكرة الجمعية للفرد، إذ تحفظ في اللاوعي بسبب تكرارها، ذلك أن التراث ينتقل


شفاهاً من جيل إلى جيل، ويكون له تأثيره الكامن في النفوس والضمائر والوجدان. وقد كان لهذه الأغنية في عصور سابقة دور مهم في إزكاء روح الحماس والدفاع عن الوطن، بحيث كان الناس يجتمعون من خلالها على حب الوطن والتصدي للعدو الذي يود النيل منه بكل روح وطنية حماسية، ففي تلك الأغنية نجد أسماء الأماكن والأبطال والذكريات الواحدة التي تجمع أبناء الوطن، وكأنها نموذج صغير للوطن الذي يسكن داخل الإنسان، ويعبر عن الوطن الأكبر الذي يجمع أبناءه جميعاً. فالإنسان اكتشف منذ القدم دور الموسيقا في أي حدث أو مرحلة وحتى أثناء الحروب، وكانت هناك دائماً موسيقا تقود الإحساس الوطني نحو الشعور بالانتصار، واستمر هذا الأمر حتى اليوم فأصبح هناك أغنية وطنية تواكب كل لحظة من تاريخ الوطن.‏
وفي دراسة بسيطة للأغنية الوطنية العربية عبر التاريخ نجد أن هناك صفات معينة غلبت على الأغنية الوطنية حسب المرحلة التاريخية، فقد كانت هذه الأغنية تحمل الصفة القومية ولم الشمل والاتجاه الوحدوي في مرحلة انتشار الفكر القومي والتيارات العروبية، وخاصة في فترة الوحدة بين سورية ومصر وما بعدها، فهناك العديد من الأغنيات التي غناها مطربون كبار من أمثال عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، ومن الأغنيات التي غناها حليم (البندقية اتكلمت) و(فدائي) فحينما وقع العدوان الثلاثي على مصر في تشرين الأول 1956 م كان عبد الحليم في لندن في رحلته الأولى للعلاج من مرضه، وعندما أراد الرجوع إلى بلده.. كانت كل الطرق المؤدية إلى مصر مغلقة، فبقي في العاصمة اللبنانية بيروت، يتحين أول فرصة للعودة إلى الوطن، وحين عاد كان يتلهف إلى الإشادة بانتصار مصر ودحر العدوان، فغنى في يومين متتاليين: الله يا بلادنا، إني ملكت في يدي زمامي .‏
كما نتذكر أغنية (الوطن الأكبر) لعدد من الفنانين العرب والتي لحنها محمد عبد الوهاب، وهناك الكثير من الأغاني الوطنية التي غناها عبد الوهاب تمجيداً للوطن ولحبه، ومنها (أخي جاوز الظالمون المدى)، و(يابلدي) وجميع تلك الأغاني يتذكرها أبناء الوطن الواحد، ويتذكرون معها لحظات ثورة المشاعر الوطنية في لحظات وقوع الغدر العدواني على جسد الأمة.‏
ومع تطور التاريخ بدأت الأغنية تأخذ منحى ثورياً أكثر خاصة بعد حرب تشرين 1973 ومن ثم تجربة المقاومة الفلسطينية، والانتفاضات المتلاحقة، وتجربة المقاومة الوطنية في لبنان، إذ بدأت تولد أغان مخصصة للحروب والأزمات، وربما كانت المرحلة التي يمر بها وطننا سورية حالياً دليلاً على حضور الأغنية الوطنية كجزء من الدفاع عن السيادة الوطنية وعن الإنسان وتفعيل الحس الوطني.‏

الثقافة والتحديات التي تعيشها

بقلم: جهاد اصطيف

images

تظهر الإحصاءات الأخيرة أن نسبة القراء في الوطن العربي الذي يفوق عدد سكانه الـ 350 مليون نسمة لاتوازي نسبة القراء في دولة أوروبية صغيرة لايبلغ عدد سكانها سوى 10 ملايين نسمة ..


وإذا ما تابعنا الإحصائية نجد أنه ينشر في أرجاء الوطن العربي نحو (1700) كتاب سنوياً في حين تنشر بريطانيا على سبيل المثال وحدها نحو /48/ ألف كتاب، وروسيا مايقارب /82/ ألف وأمريكا أكثر من /84/ ألف كتاب . من خلال ما تقدم يمكننا طرح التساؤل التالي: هل فعلاً تعيش الثقافة العربية في الوقت الراهن مأزقاً حاداً يكمن في عجزها عن مواكبة التحولات العالمية؟ بالطبع الإجابة على التساؤل قد يأخذ منحى مختلفاً لأن المعروف أن ما مر على الوطن العربي تحديداً من كوارث وصراعات واحتلالات متعاقبة وعدم مواكبته للتكنولوجيا الحديثة رغم انتشارها بكثافة وهي مستوردة في معظمها بطبيعة الحال، كل ذلك فرض نفسه بقوة على أرض الواقع وجعل الثقافة في منطقتنا تعيش حالة أو بالأحرى حالات مخاض عدة أفرزتها التطورات المتلاحقة منذ القدم وحتى الآن . لانريد الابتعاد كثيراً ولعل ما حدده المفكر محمود أمين حول معالم الثقافة السائدة بعدة سمات أبرزها أنها ثقافة تجزيئية تفتقد للأسس الموضوعية والرؤية الكلية الشاملة وهي لحظية ويغلب عليها الطابع التقني الشكلاني واستهلاكية وغيرها من السمات، إلا أنه في الوقت نفسه يمكننا أن نقول إن هناك مقومات لصمودها ومواجهة محاولات زعزعة هويتها وطمسها واستبدالها، ولعل الغزو الثقافي أحد أبرز وأخطر الخروقات التي تتعرض لها هذه الثقافة فضلاً عن العولمة . كلنا يعلم أن الثقافة هي من العوامل الأساسية لوجود الأمة وما يميز ثقافتنا العربية أنها ذات جذور عميقة وممتدة عبر التاريخ وهذا ليس بجديد عليها فقد قطعت شوطاً مهماً لإثبات وجودها وصمودها في وجه جميع التحديات التي تحدثنا عن جزء منها .. وهنا علينا التأكيد مجدداً أن الدول معنية بالاهتمام بهذا المجال وعلى مختلف المستويات والأشكال، والنهوض بها للوصول إلى الغايات المرجوة، فأي مجتمع هو دون شك بحاجة إلى مثقفيه لإشراكهم في كل شاردة وواردة يحتاجها خاصة في ظل الظروف الحالية التي نمر بها .‏
عن جريدة الجماهير
الخميس 12-7-2012

Gehadst@hotmail.com‏
ــــــــــــــــــ

جهاز العروس

بقلم: جريدة الجماهير

ameeera.com444ab42f27

هو من رموز التراث العربي حيث كان ركناً أساسياً في جهاز أمهاتنا وجداتنا عندما تنقل إلى بيت عريسها والصندوق مصنوع من الخشب
ليس من أجل حفظ الأشياء أو نقلها فحسب بل كان عبر العصور للجلوس أو كطاولة لمختلف الاستعمالات أو حتى إذا كان كبيراً بما فيه الكفاية يستعمل كسرير نوم ، وتوضع فيه الأشياء الثمينة للعروس من أدوات الزينة والمجوهرات والثياب وكانوا يسمونه صندوق الست ولذا على العروس أن تحافظ عليه لأنه ذكرى غالية ومهمة بالنسبة إليها ولزوجها وكانت السيدات يتوارثنه عن بعضهن البعض بحيث تورثه الأم لابنتها البكر وهكذا دواليك وكان يصنع حسب الحالة المادية للعريس فكلما زاد حجمه وزخرفته دل على عظم شأن العروس وعلو مكانتها الاجتماعية فهي تتباهى به أمام أهلها وصديقاتها وجيرانها والعروس كانت تفرح عندما تأتي صديقاتها لرؤية جهازها وخاصة صندوق العروس وما يحتوي من أشياء ويقوم أهل العروس بتوزيع الحلوى بهذه المناسبة كما يحدث اليوم عند مد جهاز العروس حيث يولم أهل العريس لأهل العروس ابتهاجاً بهذه المناسبة .‏
وصندوق العروس غالباً ما يزين بالأشكال الهندسية والنباتات ذات الدلالات الأسطورية للوقاية من الحسد والشر إلى جانب تزيينه بالخط العربي الجميل والمسامير النحاسية الجميلة لأنهم كانوا يعتقدون أن النحاس يقي من الشر والحسد وله مقابض وقفل نحاسي وزخارف ومنمنمات على هيئة النجوم .‏
ويحتوي هذا الصندوق على ثلاثة أدراج أو بيوت صغيرة تفتح إلى الأمام مزودة بمقابض حديدية ليسهل فتحها وإغلاقها فيما يثبت على سطحها صفيحة من الحديد ذات زخارف جميلة .‏

عن الشيب ووقاره و .. وصبغه !!

بقلم: جريدة الجماهير

 

images

يقول الأطباء إن التوتر النفسي قد يحدث الشيب في رؤوس بعض الناس ، ولكن أغلب الشيب يحدث بسبب ما يرثه الأولاد عن آبائهم ،
فكثير من الأسر يشيب فيها الأبناء حتى في سن العشرين والثلاثين من جيل إلى جيل .‏
إذن العامل الوراثي له مكانته في الشيب ، فترى رجلاً تجاوز السبعين وشعر رأسه لم يخالطه الشيب ، وقد ترى أربعينياً محا الشيب كل سواد في رأسه ، ولتلافي هذا البياض يلجأ البعض إلى ( صبغات الشعر ) التي تفننت الشركات الصناعية في تصنيعها للنساء والرجال على حد سواء ، ولكن في مجتمعاتنا يعتبر صبغ الرجل لشعره بهدف إخفاء الشيب ممجوجاً ويدخل في باب التصابي فيقال : ( فلان بيصبغ ) وهو ما استغلته بعض الشركات فطرحت مراهم ادّعت أنها تعيد للشعر الأبيض لونه الطبيعي بعد استعمالها زمناً ، لكن تبين أنها مراهم غير صحية ولا مفعول لها كما تدعي الشركات المصنعة لها .‏
بجميع الأحوال ، فإن الشيب عند العرب هو علامة وقار وحكمة وإن من شاب شعره قد عارك الحياة وخبرها وصار أهلاً للمشورة .‏
وقد سئل أعرابي عن سبب اشتعال الشيب في رأسه فقال : هذه رغوة الشباب ، وسئل آخر فقال : هذا غبار وقائع الدهر ، وقيل لشيخ هرم : كم عمرك ؟ قال : بقدر بياض شعر رأسي ، وقيل لتاجر كم رأسمالك ؟ فقال : بقدر شيب شعر رأسي ويقول شاعر مشهور :‏
عيرتني بالشيب وهو وقار‏

الطباعة في حلب وتطورها مع الزمن

بقلم: اللجنة الثقافية

220px-Drukarnia-zlamywak

جاء في كتاب الطباعة والصحافة في حلب للدكتور سهيل الملاذي أن السوريين أسبق المشارق إلى الطبع بالأحرف العربية
وأسبق المدن إلى هذا الفضل (حلب) وللحلبيين اليد الطولى في صناعة الطباعة وقصة حلب مع الطباعة قصة قديمة تعود إلى أواخر القرن السابع عشر حين ارتحل البطريرك أثناسيوس الرابع الأنطاكي الحلبي ابن الدباس الدمشقي إلى القسطنطينية ليفض الخلاف الذي استفحل في الكرسي الانطاكي ومن هنا سافر عام 1698 إلى بلاد الفلاح واتصل بحاكمها الأمير يوحنا برنكوفان وكان على علاقة وثيقة معه منذ توليه البطريركية عام 1685 ونال عنده حظوة وسعى لديه بإنشاء مطبعة عربية لطبع الكتب الدينية وقد حقق له الأمير ما أراد وساعده في إنشاء مطبعة في بخارست بالتعاون مع الأب انتيموس الكرجي الذي حرف أبهات وأمهات الحروف العربية للمطبعة وطبع بعض الكتب باللغة العربية .‏
فجميع من أرخوا الطباعة الحلبية يتفقون على أن دباس صاحب الفكرة وصاحب الفضل في تأسيس أول مطبعة عربية في المشرق ولكنهم يختلفون على تاريخ تأسيسها وعلى مصدرها ومصيرها .‏
فأما تاريخ تأسيسها فيحدده بطرس البستاني بعام 1698 ويذكر آخرون أنه تم في عام 1702 وهذا التاريخ لا يتناقض مع ما ذكره الأب لويس شيخو عن إنشاء المطبعة في العشر الأول من القرن الثامن عشر ويتفق مع ما أورده جرجي زيدان عن أن أحد المحامين بحلب كانت بحوزته نسخة من كتاب باليونانية والعربية مطبوع فيها عام 1702 في حين يذكر خليل صابات أن إنشاءها كان في عام 1706م .‏
وأما أصلها فمختلف فيه أيضاً فالمؤرخ شنورر يؤكد أن حروف مطبعة حلب هي نفسها حروف مطبعة سياغوفو وأن الدباس جلبها من بخارست وهذا ما يؤكده عدة مؤرخين الذين يجزمون بأن المطبعة إنما جاءت من مقاطعة /الأخلاق/ غير أن المؤرخ سليفستر دي ساسي يرى خرقاً بيناً بين حروف مطبعتي حلب وبخارست بالمقارنة بين كتبهما وإذا ما قاله دي ساسي صحيحاً فكيف سبك الدباس حروف مطبعته ؟‏
هنا لابد من القول إما أن أحدهم حفر له حروفاً جديدة للدباس أو أنه تعلم سبك الحروف بنفسه في رومانيا فلما عاد لقن هذا الفن لبعض الحلبيين أو أن يكون أمير الأخلاق قد أرسل إلى الدباس الطابعة دون حروف فقام عبد الله زاخر بحفر الحروف العربية لها .‏
ولعل اقتران اسم زاخر بها هو ما دعا يواكيم مطران أن يتصور أنه مؤسسها ودفع الأب يوسف الصايغ الحلبي (مدير مجلة المسرة) أن يقول:‏
يظهر بجلاء أن مؤسس هذه المطبعة وصانع أبهاتها وأمهاتها إنما هو عبد الله الزاخر وعمل بمساعدة أخيه على صنع آلاتها وطبعا عدة كتب في مطبعتهما وذلك من دون أن يشاهد المطابع ومن غير أن يرشدهما أحد إلى هذا العمل .‏
ثم اختفت هذه المطبعة وتراجعت الطباعة بعدها إلى أن قيض للطباعة أن تظهر فيها من جديد على شكل مطبعة حجرية استقدمها رجل أجنبي من جزيرة سردينيا هو بلفنطي في عام 1841 فعرفت باسمه وهي أول من استخدم الطباعة الحجرية وذكر البستاني والمعلوف أنه كان يوجد مطبعة حجرية قبلها وأما مطبعة بلفنطي أغلقت لأن صاحبها رآها لاتكاد تفي بمصروفاتها وهذا ما كان عليه معظم أصحاب المطابع الذين يعيشون على الفتات ومثلهم أصحاب الصحف لأن معظم الناس كانوا أميين لا يقرؤون الصحف أو الكتب وأذكر مطبعة اشتهرت في حلب المطبعة المارونية التي لا تزال تعمل حتى أيامنا هذه وطبعت عشرات المجلات والكتب والنشرات والمكتبة الحلبية مدينة بالكثير لهذه المطبعة التي مقرها بشارع المطران بليط في الصليبة ثم أسست مطبعة الحكومة ويعتقد أنها تأسست عام 1867 وهو العام الذي صدرت فيه جريدة الفرات الرسمية لأن هذه الجريدة كانت تطبع فيها وتولى جبرائيل برغود شؤونها وشؤون جريدة الفرات التي تطبع فيها وقامت المطبعة أيضاً بطبع المطبوعات الحكومية الرسمية والصحف وغير ذلك ثم طبعت جريدة حلب .‏
ومن المطابع الحلبية الشهيرة في القرن التاسع عشر المطبعة العزيزية وطبعوا بها جريدة الشهباء وكذلك أسست في حلب مطبعة الفوائد لتطبع مجلة الشذرة عام 1897 لصاحبها عبد المسيح الانطاكي .‏
وبعد هذه المطابع الثلاث ظهر ما بين عامي 1906ـ1913 ست مطابع جديدة هي مطبعة التقدم وطبعت فيها جرائد التقدم والكشكول ومسخرة والمرسح والإعداد الأولى من لسان الأهالي وتنوير أفكار إضافة إلى الكتب العربية والفرنسية والإنكليزية المدرسية وغير المدرسية ومطبعة الإتقان أنشئت في عام 1906 وكانت مطبوعاتها تجارية وصحفية وبعد الدستور صارت جريدتا الإعلان والشعب تطبعان فيها وما مضت سبع أو ثماني سنوات حتى انتهى أمرها .‏
ومطبعة المعارف أسست في عام 1906 م أيضاً لصاحبها نجيب كنيدر وطبعت مجلات وصحفاً كثيرة منها على كيفك والعفريت والشعلة والبريد السوري والجريدة الحقوقية والكلمة والشهباء والعاديات والحوادث والجهاد والنيال والوطن وغيرها وبعض المجلات المدرسية وكذلك قامت بطبع ما يلزم المدارس من أوراق وشهادات ودفاتر ونوط وكتب مدرسية مطبوعة بالشكل الكامل وجميع الأوراق اللازمة للتجار والأطباء ودوائر الحكومة .‏
وبعدها أحدثت العديد من المطابع وازدهرت ونشطت بآلاتها وتقنياتها وألوانها ونتمنى لها العودة لمتابعة لمسيرتها بعد أن تعود الأمور إلى سابق عهدها من متابعة تطورها وتقدمها .‏
عن جريدة الجماهير

ترجمة الفكر

بقلم: اللجنة الثقافية

45455455445

لا يقدم الباحث محمد أرغون كشفاً جديداً عندما يؤكد بأن ترجمة الفكر تشكل حاجة ماسة بالنسبة للثقافة العربية ،
• هذه الثقافة التي صارت بحاجة لإنقاذ إذ أصبح الواحد منا يشيح ببصره عنها إذا ما أراد أن ينهل العلم الحديث أو يتعمق في دراسة موضوع ما لأن معظم العلوم الإنسانية الحديثة بكل مصطلحاتها وفتوحاتها المعرفية لم تحتل مكانتها كما يجب في اللغة العربية ، بل هي مودعة في بطون الكتب الأجنبية من انكليزية وفرنسية وألمانية ، وبالتالي أصبح المثقف العربي الذي لا يعرف أي واحدة من هذه اللغات الأوروبية الحديثة يبدو متخلفاً أو عاجزاً عن متابعة التقدم الفكري أو العلمي بحيث أنه بالإمكان أن نجد مئات المراجع في الفرنسية أو الانكليزية عن أي علم بينما تندر الكتب العربية الموثوقة التي تتناول هذا العلم .‏
• هذا الوضع أدى إلى أن يصبح الطالب العربي مضطراً للتخلي عن لغته بمجرد أن يصل إلى مرحلة الدراسات العليا أو حتى قبل ذلك ، ولكي يتعمق في اختصاص ما لا بد من اللجوء إلى لغة أجنبية كالفرنسية أو الانكليزية ، مما أدى إلى أن تتحول اللغة العربية إلى لغة أدب وشعر ورواية وأهملت كلمة علم وفكر وفلسفة .‏
• إزاء ذلك يجب ألا نستغرب في هيمنة الثقافة الأوروبية على الشارع العربي وعلى السلوك العربي العام ، ونحن هنا لا نرفض هذه الثقافة الأوروبية وإنما ندعو إلى إحياء الثقافة العربية بأصالتها وقدرتها على التفاعل مع الثقافات الأخرى كما كان شأنها عبر التاريخ ومع أهمية ترجمة أمهات الكتب العالمية والفلسفية والفكرية عن اللغات الأوروبية إلى اللغة العربية .‏
• في هذا المجال يجب الحذر من الترجمات المشوهة أو غير الدقيقة لأنها الغالبة على الترجمات العربية حتى الآن وهو مــا يستدعي جهوداً لترجمات موثوقة غير عشوائية .‏
عن جريدة الجماهير
الأحد 27 – 7 – 2014