الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

الحرير في سورية ولبنان للكاتبة ريم منصور الأطرش

بقلم: السيدة جميلة جمال

 

53453543543

أفضل عبارة نبدأ بها الكلام بأن الكتاب خير جليس والشكر للمركز الثقافي في بلدتنا على هذه المبادرة وتشجيع هواة القراءة والإلمام بالمطالعة والمشاركة الفعالية ونبدأ بالكتاب الذي هو بعنوان الحرير في سورية حيث يتحدث عن إحدى الحرف اليدوية التي تميزت بها سورية وهي صنعة الحرير وتربية دودة القز تميزت سورية منذ القدم بصناعة النسيج وازدهرت بها واختصت بصناعة الحرير وهناك الكثير من الحرف اليدوية التي بدأت بالانقراض ومنها صناعة الحرير وعبر العصور كل شيء لا يوثق يندثر والكاتبة أرادت أن توثق هذه الحرفة وتحافظ عليها من الاندثار عبر هذا الكتاب تتحدث عن انتشار هذه الصناعة في سورية وعدة مدن وبلدات وكلنا نعلم أهمية التوثيق وتعريف الأجيال القادمة على صناعاتنا اليدوية في فترات ازدهارها ونكستها والمحافظة عليها ولأهمية التوثيق الذي حافظ على ميراث الشعوب منذ بدء الخليقة وحتى الآن والتي تعاقبت على التاريخ الإنساني والتراث الثقافي والفني البلد ما هو الناتج المادي والفكري الذي تركه السلف للخلف وكم من شعب تعرض للإبادة وكان هدف المحتل تغيير ملامح البلد إلا أن التراث الثقافي لهذه الشعوب والذي تشكل الصناعات اليدوية جزء منه قد وقفت في وجه تلك المحاولات وأثبتت أن هذه الشعوب التي خلقت هذه الصناعات اليدوية هي شعوب ذات تاريخ عريق ومثل ذلك صناعة البروكار والدامسكو وهما نوعان ومن الأقمشة من الحرير الطبيعي الدمشقي والتي اشتهرت بها سورية ودمشق بالذات بهذا النوع منه النسيج اليدوي لذلك تجدهما موجودتين في الموسوعات العامة واشتهرا على مستوى العالم مما دعا ملكة بريطانيا الحالية اليزابيت الثانية على اتخاذ البروكار السوري المصنوع في دمشق في يوم زفافها عام 1947م
– هناك اتجاهات رئيسية لطريق الحرير الأول الذي يربط الصين بالهند وجنوب أسيا والثاني الذي يربط الدول الأسيوية بأوروبا والثالث طريق الجنوبي لعبور القوافل وبين الصين وجنوب أسيا حيث اشتهر باسم طريق الحرير
وهناك طرق فرعية أهمها : الفرع الذي يتجه نحو الجنوب الغربي نحو بلاد فارس وبلاد الشام والرافدين نحو مدينة تدمر وهذا الطريق الذي يهمنا وهو فرع رئيسي هو المحور الذي يتجه من البر من سورية إلى بلاد الحجاز وإنطاكية واسكندر ون التي تسلم بضائع أسيا إلى مراكب البحر المتوسط لنقلها إلى جنوة و البندقية .
ومن تدمر من أبوابها الشرقية إلى بلاد فارس ويعود نشوء طريق الحرير إل القرن الثاني قبل الميلاد واستمر حتى القرن الثامن بعد الميلاد .

المجتمعات الاستهلاكية…!

بقلم: متابع

6464646444

 

 

كثيرا ما نسمع أن مجتمعاتنتا هي مجتمعات استهلاكية في اشارة الى نظام اجتماعي و اقتصادي يحفز عملية شراء السلع و البضائع و الاستفادة من الخدمات بكميات أكبر عن الحاجة من أي وقت سبق فكثيرا ما نجد أنفسنا و من دون أن نشعر نقوم بشراء سلع ضرورية أو كمالية على حد سواء لو شاهدنا الجيل السابق نشتريها لاتهمنا بالاسراف و “البطر”.فما سر نشوء هذه الظاهرة و ما هي مسبباتها و لمصلحة من تسير و ما هو تأثيرها على العادات و العلاقات الاجتماعية بكافة أنواعها و هل هي يا ترى ظاهرة طبيعية أم لا و هل هي محصورة في مجتمع معين أم أنها ظاهرة تسود الشعوب بأسرها…؟!
لا يخفى على أحد بالطبع أننا نعيش في ظل نظام عالمي تسوده نظريات السوق الحر التي هي أهم معالم الرأسمالية و سوادها على الفكر الاشتراكي “و لو بشكل نسبي يختلف من بلد لاخر” و التي يجاهر مسوقوها بأن الاستهلاك هو أمر لا مفر منه و يحرضون على زيادته لتنشيط الحياة الاقتصادية و دورة رأس المال في المجتمع و يتوجون المستهلك و رغباته المتزايدة موجها و ملهما لكل خطط الانتاج و التسويق و ذلك من خلال دراسات مستفيضة و دقيقة و شاملة أصبحت تتعدى حدود الدول و القارات لتشمل العالم بأسره – و ان كان يوجد عالم غير هذا العالم لكانت شملته أيضا– من خلال وسائل الثورة التقنية و المعلوماتية و الاتصالات , و هنا أسأل القارئ للتوضيح: كم مرة اضطررت فيها البوح بمعلوماتك و اهتماماتك و هواياتك و أنت جالس أما شاشة حاسوبك الشخصي حتى يسمح لك بفتح حساب على موقع ما أو لتصفح موقع ما, و هل تعلم بأن الصفحة الرئيسية لموقع الهوتميل على سبيل المثال تتيح لك أن تختار ما تريد من نوعية الاعلانات و السلع و الأخبار والأفلام…الخ التي ترغب في أن تظهرها لك لدى تصفحك لهذا الموقع لتكون مناسبة لميولك الشرائية و الاستهلاكية قبل كل شيء, كم مرة أجبت عن أسئلة تتعلق بميولك و اهتماماتك و آرائك على صفحات التواصل الاجتماعي (و خاصة الفيس بوك)…!. سَيْلٌ من البيانات و المعلومات يتم بيعها أو الاستفادة منها في مراكز بحوث الشركات الكبرى – هذا ان لم يتجاوز الأمر ذلك – يتم البناء عليها في انتاج سلع و تسويقها لكل شخص و في أي مكان و الذي بدوره يكون أرضا خصبة لاعتناق هذه السلع وشرائها لأنها بالأساس بنيت على رغباته و لاشباعها و الكل يعلم هنا أن رغبات النفس لا متناهية و ما يشبعها اليوم لن يشبعها غدا و هنا تنشأ دورة متجددة لا متناهية من الاستهلاك و خلق الحاجات و تخفيزها و تلبيتها لا بل اتاحة المنافسة المخططة و الشرسة على تلبيتها و أقول مخططة لأنها تنتهي بهيمنة شركات عملاقة و بشكل شبه كلي على الحصص السوقية لمنتج أو سلعة ما. أود هنا أن أركز على موضوع خلق الحاجة و تحفيزها الذي برأيي هو العامل الأكبر المشجع على النمط الاستهلاكي لانسان اليوم و التي ألخصها بأنها عملية الخوض في تفاصيل الاحتياجات المادية و المعنوية و حتى الروحية للانسان بغية ايجاد و القاء الضوء على متطلبات جديدة و ايجاد المبررات و تضخيمها قدر الامكان بغية تسويقها و اقناع الناس بضرورتها و بالتالي شراءها أو تبنيها على الأقل وصولا الى تكريسها كعادة لا يمكن الاستغناء عنها. فعلى سبيل المثال و للتوضيح كلنا يعرف كيف أن المشروبات الغازية انتقلت من مرحلة الاستهلاك الضعيف وصولا الى تكريسها كشيء أساسي يقدم بشكل بديهي مع كل وجبة تقريبا في كل المطاعم و خصوصا الشعبية حول العالم و أصبحنا نسمع أن البعض “لا يمكن لعملية الهضم لديه أن تتم من دونها” و بمعنى اخر تم تحويلها تقريبا الى روتين يومي لا غنى عنه لدى الكثيرين.
تلعب البنوك دورا كبيرا في الترويج للفكر الاستهلاكي في الدول الغنية قبل الفقيرة من خلال منحها المُيَسّرْ للبطاقات الائتمانية و القروض الاستهلاكية التي تشجع على استهلاك المزيد و المزيد و يبرز الانسان المسرف على أنه الأفضل فكلما أنفقت المزيد و خصوصا على السلع الرفاهية و الكمالية كلما ازداد بريقك و سطع نجمك و حصلت على المزيد من التسهيلات و الخصومات أيضا, و هنا قد يسأل سائل عن الصواب في التعامل مع هذه المعطيات و ما هو الطريق الذي يوصلنا الى بر الأمان ماديا و أخلاقيا في ظل اسقاطات هذه الحضارة المادية بامتياز و التي تبعد الانسان عن جوهر الأمور لتبهره بالشكليات و تجعل منه مساقاً مع التيار دون هداية الى أين المسير و هنا لا أعبر عن نقد سلبي او ايجابي لأن لكل نظرية مسوقوها و أسبابها المنطقية و المقنعة التي لا مجال للخوض في تفاصيلها الان… أقول و بكل بساطة “ركز على الجوهر و لا تنبهر بالأضواء الكاذبة” و التركيز على الجوهر هنا يعني أن تقوم بالتعامل مع كل شيء مادي على أساس منفعتك الشخصية دون اغفال الاعتبارات الانسانية و الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية التي كلها ترفض الاسراف و تحض أن يكبح الانسان قدر المستطاع لجام رغباته و متطلباته و أن يستهلك ما يحتاج فقط دون زيادة أو نقصان, اذ أنه بتغييب هذه الاعتبارات نكون قد كرسنا الجانب السلبي المتمثل بالسير نحو قانون الغاب و سلطة القوي صاحب المال على الضعيف الفقير, على حساب الجانب الايجابي المتمثل بتحقيق مصلحتك و اشباع حاجاتك دون أنكار الاخرين و حقهم في تحقيق مصلحتهم و اشباع حاجاتهم و احترام أسلوب حياتهم و الابتعاد كل البعد عن تصنيف البشر على أسس استهلاكية انما على أسس أخلاقية و أدبية و سلوكية قبل كل شيء فالمادة لم تكن و لن تكون أبدا معيارا لانسانية و تقييم الانسان و ان كان الواقع يكرس العكس فالمشكلة في الواقع و في أنفسنا قبل كل شيء….

خمس صفات للمرأة تجعل البيت جحيماً على زوجها

بقلم: أسعد مصيوط

 

2013-10-07 20.14 [640x480]

 

كان ذلك الرجل العجوز الذي تجاوز العقد التاسع يحتضر على فراش الموت فقال لولده الشاب ذو العقد الثالث تعال يا ولدي اجلس بجانبي لأني أرى حشرجة الموت تحلق فوقي والموت سيسرع بأخذي من بينكم وهاأنا أقترب من القبر وصرت قاب قوسين منه واسمع مني هذه النصيحة وهي : هناك خمسة أنواع من النساء إذا تزوجت ابتعد عنها فأن أي منها تحول حياتك إلى جحيم وتنخر عظامك وأنت حي
الابن : ما هي يا والدي؟
الأب: إياك الزواج من: العنانة والطنانة والمنانة والرنانة والحنانة
الابن : ما معنى هذه الكلمات لم أدركها
قال الأب: شأشرح لك مع الأمثله حول هذه الكلمات
العنانة: هي التي تأن دائماً بحضور زوجها وتشكو له أعمال البيت وهموم الأولاد وأنها تذوق الأمرين في تعب البيت من كثرة أعماله ..يا بني هذه المرأة من هذا الصنف تريد التهرب من العمل والترتيب والواجبات في بيتها حتى تبرر تقصيرها نحوه أبعدك الله عنها .
الطنانة: تلك المرأة التي دائماً حديثها في البيت بصوت عال يهز أركان البيت ويكسر زجاج النوافذ وصوتها يلعلع إلى خارج البيت في الشارع ويصل إلى الجيران ودون سبب لذلك طبيعتها متوحشة وغضوبة وخشنة,الله يكون في عون زوجها و أولادها.
المنانة : هي المرأة التي مهما كان زوجها غنياً وميسوراً ,وبيته ملآن بالخيرات وأحضرت من بيت أهلها ولو مكنسة قش أو معلقة فكل مافطنت تقول لزوجها وللحاضرين هذه من عند أهلي وهذه من بيت أهلي وتحدث الجيران بشكل قصة تؤلفها وتلمعها وتبرقها كيف أعطتها أمها المكنسة دون مقابل وهكذا دواليك وقد تركت لأهلها ميراثاً بالملايين ولم تظهر على شاشة العطاء إلا المكنسة أو ليفة الحمام أو لوح الصابون وتتناسى كل ما قدمه أهل زوجها لها .
الرنانة: هذه أينما طلبها زوجها أو غيره فهي في الشارع أو مع شلة من مثيلاتها تحدثهن عن أسرار البيت عن زوجها وأولادها وبناتها وتنشر غسيلها أمام الناس وإذ الحارة كلها تعرف ما يدور في بيتها وتعرف كل الخفايا وإذا علمتْ بخبر لا يمكنها النوم قبل نشره,لأن لسانها أطول من قامتها .
الحنانة: وهذه أخطرهن وحتى ولو مضى على زواجها نصف قرن تبقى تحدثك عن مزايا أهلها ومركزهم الاجتماعي وتتحين الفرص في أي مناسبة حتى تحدثك عنهم وكأنهم مميزون عن العالم وتقول: أهلي كذا وأهلي كذا اشتروا كذا وربحوا كذا وتقضي معظم أوقاتها عند أهلي مهملة بيتها وتربية أولادها ثم بالتفاف بسيط تنحى لتحدثك عن أولادها الميامين الأبطال الذين اشتروا كل لحموم وفواكه و مأكولات المحلات وحلوياتها لوضعها في بيوتهم ولو دخلت بيوتهم لما وجدت إلا الماء في براداتهم وبنفس الصورة عن الأصهار وما عندهم من خيرات تفوق خيرات أولادها وأعمال تدق في وجه السماء وإذا بحثت في حقيقة الأمر لوجدت أنهم على الحديدة مثل أولادها وأعمالهم لا تسر لا صديق ولا عدو .
وهنا رحل الابن في خياله بعد أن سمع شروح والده وأخذ يفكر بفتاة بعيدة عن هذه الصفات ورحل الوالد أيضاً من هذه الدنيا

من وحي إعجاز الألبان في كلام القران

بقلم: د. وليد السعيد ابو العمايم

4_877272359

 

من وحي إعجاز الألبان في كلام القران
د.وليد السعيد أبو العمايم
عضو هيئة كبار العلماء باكاديمية البحث العلمي

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وارنا الحق حقاً, وارزقنا إتباعه, وارنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
جاء ذكر كلمة لبن في القران في آيتان هما:
1- ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾
[سورة النحل الآية: 66]
2– ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾
[سورة محمد الآية: 15]
وفي السنة النبوية:
قول النبي (ص): فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن). رواه أبو داوود(
وأوجه الإعجاز في تركيب اللبن كثيرة وكثيرة اذكر لك اليوم عزيزي القارئ بعضا منها:
أولا: بروتينات اللبن: حيث يحتوي اللبن علي ما يقرب من 20 حمض أميني والأحماض الامينية هي المكون الأساسي للبروتين والتي يحتاجها الإنسان لبناء جسمة. وتقول الدراسات العلمية ان ربع جالون من اللبن يحتوي علي كمية من البروتين تعادل البروتين الموجود في 5 بيضات. ويعد بروتين اللبن احد المواد اللاصقة القوية جدا والتي تستخدم لتجميع ولصق أجزاء الطائرات.
ثانيا: اللاكتوز: وهو سكر اللبن ويعد اللبن السائل الوحيد علي وجة البسيطة الذي يحتوي علي هذا السكر. ويحتوي اللاكتوز علي الجالاكتوز والذي يعد مكونا أساسيا للجهاز العصبي المركزي ولذلك يعد اللاكتوز غذاء المخ. ان وجود اللاكتوز في اللبن يساعد علي امتصاص الكالسيوم والفسفور والماغنسيوم والباريوم من الأمعاء ويساعد الميكروبات النافعة الموجودة في الأمعاء علي تخليق النياسين. ومن خواص اللاكتوز ايضا أنة قليل الذوبان في الماء وبالتالي لا يؤثر سلبا علي حموضة المعدة ويستخدم لذلك في علاج قرحة المعدة
ثالثا: دهن اللبن: ويحتوي اللبن علي 7% دهون تساعد الجسم علي اكتساب الطاقة وتنقسم الأحماض الدهنية الموجودة باللبن إلي نوعين احدهما مشبعة وغير مشبعة. يساعد وجود هذا الدهن علي امتصاص الكالسيوم.
رابعا:الفيتامينات: ويحتوي اللبن علي العديد من الفيتامينات منها ما يذوب في الماء مثل فيتامين B, C ومنها ما يذوب في الدهون مثل فيتامين A,D,E,F ويعد فيتامين F مسئولا عن نضارة الجلد ولذلك يستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية
خامسا: الأملاح والمعادن: ويحتوي اللبن علي العديد من الأملاح والمعادن مثل الكالسيوم والفسفور والتي يحتاجها الجسم لبناء الهيكل العظمي ويحتوي ايضا علي اليود والنحاس والحديد ويعد الماغنسيوم احد أهم المكونات.
سادسا: المضادات الحيوية: ويحتوي اللبن علي خمسة مضادات حيوية طبيعية اقوي من التتراسيكلين تحافظ عل صحة الإنسان.
فسبحان الخالق العظيم

محمد عبدالله كربجها..المركز الثالث على حماة

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

 

10504928_256751544529881_1364490911522495495_o

10404891_256751691196533_920497393246796785_n

 

 

محمد عبدالله كربجها..المركز الثالث على حماة

ضمن بطولة كمال الأجسام للرجال

درجة ثانية

لأجلك يا أبي لا نرضى إلا بالأفضل.

عودة الحياة الثقافية إلى ربوع حماة

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

 

HAMA

 

عندما أتابع عودة الحياة الثقافية إلى ربوع حماة ومنها إلى كل أنحاء سورية من خلال نشاطات مديرية الثقافة بإدارة الأستاذ عيسى حمود واتحاد الكتاب العرب برئاسة الأستاذ مصطفى صمودي ومختلف الجهات المعنية والفعاليات الثقافية في المحافظة أشعر بفرحة تملأ قلبي بالأمل والتفاؤل بما هو قادم، فوطننا يحتاج إلى العطاء، عطاء ترسمه المحبة ويلونه الإخلاص.
من متابعتي لنشاطات مديرية الثقافة لاحظت تنوعا وتكاملا هدفه الأساسي الوطن والإنسان، وهنا أذكر عددا من نشاطات المديرية:

لمحة جديدة من حياة الفنان الكبير عزيز غنام

بقلم: اللجنة الثقافية

images

لمحة جديدة من حياة الفنان الكبير عزيز غنام …أدهش بعزفه على آلة العود وعمره ثلاث سنوات وهجر دراسة الصيدلة للفن …. كان يصوم عن الطعام طوال فترة وضعه لحناً ما وطابق الألحان مع العروض الشعرية
يؤرخ صميم الشريف حياة الفنان الحلبي الكبير عزيز غنام بأنه من مواليد 1920 وفي مصادر أخرى يرد أنه من مواليد 1922 والصحيح كما يقول ابنه المحامي معتز غنام بأنه من مواليد عام 1919 لأن العادة جرت آنذاك
وربما ما زالت موجودة حتى اليوم أن يتأخر الأهل في تسجيل المواليد بعد فترة ، إذن هي معلومة جديدة نثبتها حول تاريخ ولادة عزيز غنام ، كما نلقي الضوء على جوانب من حياته غير معروفة للباحثين ننقلها عن ابنه المحامي معتز غنام الطفل المعجزة كان منير غنام هو الشقيق الأكبر لعزيز وهو من يتولى رعايته، وقد سافر منير لاسطنبول لدراسة الحقوق وأحضر معه هدية لأخيه الصغير ابن الثلاث سنوات هي عبارة عن آلة عود صغيرة مما يصلح للأطفال ، وكان ظن منير أنه احضر لعبة لطفل فإذا بذلك الطفل ما إن استلم اللعبة التي هي آلة عود صغير حتى بدأ يعزف عليها أنغاماً تقترب من قدرة الكبار ، وهو ما أدهش منير والأسرة وخاصة أن الطفل صار يوماً بعد يوم يظهر مهارات جديدة في العزف ، وقد اسمعه منير بعض الألحان التركية فإذا هو يعيد عزفها على آلته الصغيرة ، وكانت تلك رسالة مبكرة بأن هذا الطفل ولد ليكون فناناً، وقد رعاه أخوه منير في تنمية هذا الجانب الفطري فيه ، ولكن ضمن قرار صارم من قبل أسرة غنام بأن يكون ذلك من باب الهواية لا من باب الاحتراف ، إذ لم يكن من السهل آنذاك تقبل فكرة دخول عالم الفن ، وخاصة في أسرة عريقة رسمت أن يكون عزيز موظفاً أو عالماً ولم تبخل على إعداده لهذا الأمر، وبدوره لم يخيب ظن الأسرة فكان طالباً متفوقاً في المدارس التي درس فيها بحلب ،ومع دراسته كانت موهبته الفنية تفرض نفسها على الجميع فبدأ التلحين وهو في سن العاشرة من عمره وكان أكثر ما يلحن قصائد ينظمها شقيقه منير غنام ولكن ذاع صيته في حلب كطفل موهبة في عام 1935 عندما كان عمره /13/ سنة ففي ذلك العام وفي خضم النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي قام بتلحين قصيدة عنوانها (يا بني الأوطان) من شعر شقيقه منير وخلال احتفال أقيم في المدرسة الابتدائية التي كان يتعلم فيها صعد إلى المنبر وفاجأ الحضور بصوته الجميل وبلحن متميز للنشيد ونص النشيد هو الآتي : يا بني الأوطان سيروا لعلى هذا الوطن ولنعد مجداً قديماً كان فخراً للزمن وقبلها عندما كان عمره عشر سنوات في عام 1931 غنى (أغنية البلبل) والتي انتشرت انتشاراً واسعاً في حلب وغيرها من المدن السورية آنذاك وهي من شعر شقيقه منير ولحنها أحمد الأوبري على لحن العجم وغناها عزيز غنام ونصها ما يلي : بلبل غنى صباحاً وشكى يرسل الألحان من قلب حزين قلت مما تشكي يا بلبلي ولم تبك وما هذا النواح قفص من ذهب أنت به فيه ورد وزهور وأقاح كل ما تبغيه موجود به فاقض فيه العمر تيهاً وانشراح قال عيشي في نجاد وقفار مطلقاً حراً كما أشاء أطير هو أحلى من حياة في ديار ينقضي عمر الفتى فيها أسير فلأعش حراً عزيزاً أو أمت فنعم العيش بالذل أسير وكان من متفوقي مدرسة اللاييك التي حصل منها على الشهادة الثانوية ، وخلال هذه المراحل الدراسية حفظ علم العروض وأتقنه وعلوم التصريف والبلاغة . تفوقه في المدارس لم يمنعه عن متابعة شغفه بالفن ، فصار يلازم في أوقات فراغه كبار ملحني حلب آنذاك ولفتت موهبته نظر الفنان الكبير أحمد الأوبري فأولاه اهتماماً خاصاً وعلمه العزف المتقن على العود والطنبور واصول الموشحات ، وبالرغم من أنه كان طالباً فقد شهد له الاوبري بأنه أستاذ بارع في الفن ، وقد ذاعت شهرة ذلك الطالب ومهارته في العزف في أرجاء حلب ، وبدا أن الفن في حلب سيستدرجه إليه بعد تلك الشهرة المبكرة ، وهو مالم يرض آل غنام فضغطوا على أخيه منير ليمنعه من طريق الفن ، ووصل ببعضهم الأمر إلى تهديد عزيز بالقتل إن هو احترف الفن فلم يجد الأخ المتنور إلا اصطحاب أخيه الناجح في البكالوريا والتوجه به إلى بيروت وتسجيله في الجامعة اليسوعية ( أو الأمريكية ) باختصاص الصيدلة وتركه فيها بعد أن أمّن له كل مايلزم طالب العلم من إمكانات ، وعاد إلى حلب ليطمئن العائلة بأن عزيزاً يدرس الآن الصيدلة وهجر الفن وهو ما أراح الأسرة وأثلج صدور أفرادها . لافائدة .. لافائدة مضت ستة أشهر على وجود عزيز في كلية الصيدلة ببيروت عندما جاء هاتف من عميد الكلية إلى منير في حلب ليخبره بأن أخيه مبرّز في دراسته ولكن لافائدة ، فالفن مسيطر عليه ، فسافر منير من فوره لبيروت ليجد عزيزاً يرجوه أن يسمح له بالسفر إلى إيطاليا لدراسة الفن أو إلى مصر وهو ما حسمه الأخ بالرفض وبشدة مذكرا بقرار أسرة غنام ، فأذعن عزيز مرغماً ، وبعد فترة اعتقلت سلطات الاحتلال الفرنسي منير غنام باعتباره من رجال الثورة السورية ضد الفرنسيين وساقته لسجن في لبنان ، وأعتقد ( وهذا تخمين من عندي ) أن سجن منير قطع المورد المالي عن عزيز لإكمال دراسته في بيروت ، فسافر إلى مصر واجتمع مع كبار الملحنين والفنانين آنذاك أمثال السنباطي والقصبجي وزكريا أحمد ، وبسرعة حقق شهرة واسعة بينهم خاصة من ناحية عزفه الماهر على آلتي العود والنشأة كار ، وقد عرضوا عليه البقاء في مصر والتلحين للمطربة أم كلثوم، لكنه اعتذر مصمماً على العودة إلى حلب لمتابعة وضع سجن أخيه من جهة ولثقته بأن منبع الفن الأصيل هو في حلب ، وهكذا ترك الأبواب الواسعة التي فتحت له في مصر وعاد إلى مدينته حلب . حقيقة جديدة في حلب ذاعت شهرة عزيز غنام وصار من أعلام فنها آنذاك فقصده المطربون والمطربات ليلحن لهم ، وممن لحن لهم سحر ومها الجابري وصباح فخري الذي من ضمن الألحان التي غناها له حامل الهوى تعب ، وعن عملية التلحين يقول ابنه معتز غنام : – كان من الصعب أن يجلس للتلحين ، بل يسبق ذلك استماعه لصوت المطرب ، فإن وجد فيه نشازاً أمهله لمزيد من التدريب وتحسين صوته ، ثم يمضي وقتا في قراءة كلمات الأغنية التي سيلحنها ،ثم يجلس للتلحين بعد أن يكون قد استوعب صوت المطرب أو المطربة جيدا ومعاني ومضامين كلمات الأغنية ، وجلوسه للتلحين كان يشكل همّا غذائياً لنا نحن أفراد أسرته ، إذ طالما هو غارق في التلحين يصوم عن الطعام تماماً مكتفياً بشرب الماء ، وعندما كنا نسأله لماذا كان يجيب بعبارة « لأن البطنة تذهب الفطنة» وكان من المحرج لنا أن نأكل مالذ من الطعام وهو صائم فكنا نتحاشى الأكل أمامه مع أنه يكون غير منتبه كونه غارقا في عالم الألحان ، وربما طال وضع اللحن معه عشرة أيام ومع ذلك يبقى صائماً مصمماً على عدم الأكل إلا بعد الانتهاء من اللحن ، وهو ما كنا نعرفه عندما كان يدخل علينا مبتهجا منشرح الصدر ويقول : الآن آتوني بالطعام . عاشق العروض ومحيي التراث في مقال قديم عن عزيز غنام كتب الأستاذ «ممدوح الجابري» : لقد تعمق عزيز غنام في علم العروض حتى أصبح في بحوره بحراً، وفي علم الإيقاع حتى أصبح فيه حجة، وخاصة الإيقاعات العرجاء، التي تتسم بها الموشحات العربية، ولطالما كان يهابه الضاربون على الإيقاع لما يبتكره من أوزان جديدة في الموسيقا العربية، لم تطرق أسماعهم من قبل…». وفي دراسة للأستاذ صميم الشريف يقول : إن الفنان عزيز غنام كان واحداً من أبرز العازفين على العود في الوطن العربي، فهو كالفنان محمد عبد الكريم، نأى بفنه عن البهلوانيات في العزف، وتفرد بأسلوب خاص به، حوَّل معه آلة العود الضعيفة الشأن، إلى آلة ذات إمكانات وخصائص يصح معها القول إنها خصائص غنامية نسبة لعزيز غنام بالذات، وإذا نحن حاولنا تحري أسلوبه المتفرد في العزف لوجدناه، لا يلجأ إلى الطريقة المعروفة بالتقاسيم في الارتجال. وإنما يترك خياله المجنح، يجنح به إلى نوع من العزف الارتجالي تصح تسميته بالاصطلاح الغربي صولو ـ solo»، فيبتعد به كثيراً عن التقاسيم المتعارف عليها رغم استخدامه للمقامات الشرقية، ومقترباً غاية القرب من الأسلوب الغربي صولو دون أن يجمع الأسلوبين، في أسلوب واحد، بل يظل وسطاً ويقول عنه أيضا: وكأنه يكرس العلم الذي يعرف، لابتكار أسلوب جديد في العزف يدعو من خلاله عازفي العود الكبير، والعود الصغير (نشأة كار) على حد سواء للاقتداء به، وذلك لأن اللغة التي تحدث بها من وراء عزفه كانت لغة عربية أصيلة. التقاسيم عند عزيز غنام ليست مجرد تجول في المقامات الموسيقية للتدليل على فهمه واستيعابه لها، وإنما في إبداع أجواء ساحرة، يعتمد فيها على الأفكار الموسيقية التي يرتجلها وكأنها مؤلفات كتبت مسبقاً. والمستمع لعزفه يظن للوهلة الأولى أنه يعزف على آلة الغيتار، وأن الريشة التي يستخدمها، هي الأنامل التي تجري على أوتار الغيتار. حقق عزيز غنام كمّا كبيرا من الأعمال التراثية وقام بتدوينها خاصة الموشحات والقدود وإلى جانب اهتمامه بأعمال التراث الغنائية، اهتم بأعمال التراث الموسيقية، وقد سجل عدداً كبيراً من البشارف والسماعيات واللونغا، وعمر بعضها الزمني كلونغا سبوخ أفندي» يزيد على المئة عام. كذلك اهتم بالغناء الحديث فأولى عنايته للمونولوغ والديالوغ، والأغنية الراقصة. وفي كل هذه الأنواع لم يلحن سوى الشعر بنوعيه التقليدي الذي لم ينظم أصلاً بهدف الغناء، والشعر الغنائي، وقلة لا تذكر من الزجليات، وكان أحد اشتغالاته ينصب على تطوير الأغنيات الشعبية التي لايعرف لها مؤلف أو ملحن ، كما قام بتطوير آلة النشأة كار ووضع الموسيقا التصويرية لعد مسلسلات سورية أيام الأبيض والأسود . وبعد ضمن مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء عمل عزيز غنام في إذاعة حلب الأولى خلال الاحتلال الفرنسي ثم عمل في إذاعة حلب الوطنية بعد الاستقلال ورعى العديد من المواهب في الموسيقا والغناء مثل إبراهيم جودت وسمير حلمي ، وفي عام /1960/ ومع بدء الإرسال التلفزيوني انتقل غنام إلى دمشق وأصبح أحد المشرفين في دائرة الموسيقا للإذاعة والتلفزيون تولى خلالها الإشراف على العديد من البرامج الموسيقية والمسلسلات التلفزيونية ومنها مسلسل الوادي الكبير الذي جمع صباح فخري ووردة الجزائرية واستمر بعمله في دائرة الموسيقا حتى وفاته عام /1978/. وقد أصدرت دار الأسد للموسيقا والفنون أسطوانة لمعزوفات عزيز غنام ضمن تكريمها له ، ولكن هذا لايكفي، إذ يجب العودة إلى أرشيف إذاعتي دمشق وحلب والبحث عن إرثه الفني الموزع فيهما وإعادة تسجيله بشكل يحميه من الاندثار مما سيعني اندثار كنز فني كبير لفنان حلبي كبير. المصادر: – صميم الشريف- أعلام الموسيقا وزارة الثقافة في دمشق – عبدالرحمن حمادي جريدة الجماهير26 -5-2009 – الكراس الصادر عن مهرجان الأغنية الثامن
– حوار مع المحامي معتز غنام نجل الفنان عزيز غنام .‏
عن جريدةالجماهير الحلبية
الخميس 12-7-2012

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجليّات امرأة … الإبداع والكلمة الطيبة

بقلم: سليمى محجوب

targamazxcvcxzzvc

فضاءات الجماهير الثقافي
الخميس 12-7-2012
سليمى محجوب
مازال النقد حتى أيامنا الحالية يسير في الأرض السهلة على حد تعبير «أندريه جيد» وينأى عن الأرض الوعرة، وقد ظل كثير من النقاد يلمعون ويصقلون ويضعون فروقاً بين نوعين من الكتابة الأدبية، الكتابة النسائية
،والكتابة الذكورية، مركزين على مصطلح سموه : «الأدب النسوي» اعترافاً بأن الخصوصية الأنثوية بيولوجياً وعاطفياً واجتماعياً لابد أن تترك أثرها في خلق فوارق تبدو واضحة في أساليب التعبير بين المرأة والرجل . لاشك أن وجود هذا المصطلح «الأدب النسوي» قد نحت لوصف وضع قائم، فمنذ العقود الأخيرة من القرن المنصرم، وفي نهايات الألق الوجودي في الغرب الأوروبي نشطت الطروحات القائلة بفصل الأدب وتجنيسه، وبخاصة على أيدي كاتبات ومفكرات من أمثال سيمون دي بوفوار ، وفرنسوا ساغان وغيرهما ، وقد غالى بعض النقاد في استعماله حيث وصلوا في النهاية إلى وضع يكاد يجعل الأدباء في ضفة والأديبات في ضفة أخرى من نهر الثقافة المتدفق . وأصبح الحديث عن الأدب النسوي أو النسائي وخصوصيته في الشكل أو المضمون موضع اهتمام كبير ومفاجئ على الساحة الثقافية العربية، وبالتالي موضع نقاش جاد على اختلاف مواضيعه وقضاياه ، ولاشك أن هذا الاهتمام مع مايحمل من حساسية هو اعتراف بحضور المرأة في المشهد الإبداعي ، ومحاولاتها الطموح في التعبير عن هواجسها وهمومها وتأصيل لغتها الخاصة ، ورؤيتها للحياة عبر الشعر والقصة والرواية والحقول الإبداعية كافة. فأثبت الأدب النسوي حضوره بعد قرون من التغييب والإلغاء ، وحجب المرأة وراء الجدران ولاسيما في العالم العربي . هذه الظاهرة شكلت نقطة جذب لبعض النقاد كي يقولوا أن الأدب هو صنف من صنوف الإبداع ، وهو فعل إنساني سواء كتبته المرأة أو الرجل . والإبداع نفسه هو الحكم والقيمة ، والمرأة الأديبة حين تكتب تجربتها الإنسانية في التعبير عن الوجود تشترك مع الرجل في قاسم مشترك واحد يربط بينهما ، هو الشرط الإنساني المتلازم مع القدرة التعبيرية عن هموم ومشكلات وطموحات المجتمع والإنسان حيث لافرق بين الجنسين. إن كلاً من المرأة والرجل يتخذ مساراً واحداً هو الهم الإنساني ، والعذابات الحياتية والتاريخية التي يعاني منها المواطن الذي يعيش الأزمات العربية ، ويكون الإبداع في نهاية المطاف هو ذاك الذي أغنى الساحة الأدبية بعمقه وشموله ، وحقق الصياغة الجميلة في إنتاج أدبي جميل . اللغة العربية واحدة ، وليس هناك لغة نسوية وأخرى ذكورية، إنها أداة للتعبير ، والأدب استنطاق للغة ، والأدب الذي تكتبه المرأة هو صنف من صنوف الصياغة الفنية شبيه بصناعة الجواهر والأحجار الكريمة . تستنطق الكاتبة عبر اللغة ومن خلال الإبداع قاموسها اللغوي ، والحيثيات الواقعية ، ومشاعرها وهواجسها لتثبت كينونتها ككائن فاعل ومنفعل ، فتسمو بالذائقة العامة ، وتزيل ماعلق بها من شوائب اللفظ والمعنى من خلال ماتقدمه من أدب ناجح ، وإنجاز لغوي دقيق ، وفكر إنساني محلق ، تتوافر فيه عناصر الإبداع والجمال . فالأدب الجميل لاعلاقة له بجنس الكاتب سواء كان صانعه رجلاً أم امرأة ، المبدع هو المبدع ، والجمال أنواع ، والحس أصناف ، ولهما خصوصيات متفاوتة في العمق والتجربة والذائقة الأدبية . أخيراً نحن بحاجة إلى اكتشاف الجوهر المخبوء في الأدب، والنور المشرق في عطاء الإنسان ، والكلمة الطيبة التي تقرع القلوب والآذان ، وتدعو إلى تحرر الإنسان ، وإلى الاعتناء بالمعرفة والحب والحقيقة دون تقسيم تراتبي قد يجعل الأدب الذكوري في المركز الأول والنسوي في المرتبة الثانية كما يدعي بعض المنظرين .‏‏

عن جريدةالجماهير الحلبية

شعر أسعد حبيب يوسف … المَطالع نموذجاً

بقلم: محمود فاخوري

chirrr_257184162

بين يديّ ثلاث مجموعات شعرية للشاعر اللاذقي أسعد حبيب يوسف (-2007م) صدرت الأولى والثانية منها سنة 2003 م وهما : (مرايا وظلال ) و (عزف منفرد ) وصدرت المجموعة الثالثة (شؤون وشجون ) سنة 2005 م .
رحت أبحث وأتساءل : هل كتب الشاعر مقدمةً لدواوينه أو لأحدها ؟ إذ قلما يفعل الشعراء ذلك، بل قد يتركون لغيرهم أن يقدّموا شعرهم إلى الناس ، مع أن الشاعر نفسه جدير بهذا التقديم ، لأنه يعرف عن شعره ما لايعرفه غيره . ولكن الشاعر أسعد آثر أن يكتب المقدمة بنفسه ، وحسناً فعل . وإن مقدمته لمجموعة «مرايا وظلال» تشتمل على محورين اثنين : المحور الأول : تحدث فيه عن الشعر الأصيل ورأيه فيه ، ودافع عن الخليل الفراهيدي واضع علم العروض . وفضل الخليل هو أنه ضبط قواعد هذا العلم فحسب ، ولا غرابة في ذلك، لأن الفن يعيش في الضوابط ، ويموت في حرية الفوضى . صحيح أن الشعر العربي ولد حراً وترعرع حراً ، لاضابط له إلا السليقة والملكة الشعرية حتى صيغت له القواعد . ولولا ما قام به الخليل لشاعت الفوضى في أوزان الشعر . وهنا يدافع شاعرنا عن الخليل أمام هجمات جيلٍ من شعراء العصر الأخير ـ ويعني بهم جيلَ الشباب ـ نظروا إلى عروض الخليل من خلال نظاراتهم الملوَّنة، وزجّوه في قفص الاتهام بدعوى أن تلك الأوزان تكبّل حركة الشعر وتخنُق حريته . ويرى الشاعر أسعد في هذا المحور أن أولئك المتأخرين استهدفوا الأصالة والفكرَ لقطع الصلة بين ماضي الأمة وحاضرها ، وطمسِ معالم قوميتها . ودافع من جهة أخرى، عن الفصحى التي لم تضق بالتنزيل العزيز وعن الشعر الأصيل الذي كان وما يزال يعبّر عن طموح الإنسان العربي وصبواته وأحاسيسه وحاجات مجتمعه . ويجعل المواهب الأصيلة من جيل الصاعد تَعُدُّ التراث حافزاً لها في انطلاقها نحو المستقبل حيث المثل الأعلى , ومع ذلك فإن شاعرنا يؤمن بالتطور إيماناً قوياً إذ ليس الخلْقُ والإبداع وقفاً على الماضي ولا على الحاضر ، ولامُلكاً للرومانسية أو الرمزية أو الكلاسيكية ، وإنما هو مُلكُ النبوغ والعبقرية في كل زمان ومكان . وهو يؤمن بأن تطوير القصيدة ما يزال آخذاً في الاتساع تبعاً للعوامل والظروف ، حتى شمل معانيها وألفاظَها وصورَها . وقانونُ الاصطفاء كفيل «بتصويل» العلائق وإزالة العوائق، ودفعِ عجلة الحياة نحو الأفضل . ويختتم آراءه الجميلة تلك بتعريف الشاعر الحقيقي : ـ فهو الذي يستطيع أن يهزّ العروش ويحطّم الأوثان . ـ وهو صنّاجة شعبه ، يغنّي آماله ويمسح آلامه ويبدّل يأسه أملاً . ـ وهو أول ترجمانٍ محلّف أتقن أبجدية الوجدان وترجم لغة الأرواح والقلوب . ـ وهو أول طبيب عالج أمراض مجتمعه . ـ وهو أخيراً رائد الفضاء الأول، والسفير الدائم بين الأرض والسماء . أما المحور الثاني من مقدمة الشاعر لديوانه (مرايا وظلال) فقد تحدث فيه الشاعر عن نفسه وعن شعره وعن بداياته الشعرية ، وبعضِ آرائه وأفكاره . وهو جانب مهمّ جداً ، ولابدّ منه في مقدمةٍ كهذه . يبدأ الشاعر فيذكر السبب في عزوفه عن نشر شعره بين الناس إلا بعد أن نيّف على الأربعين من عمره الأدبي . وكان طوال تلك السنين يؤثر طيّ ذلك الشعر على نشره لأنه يطمح إلى آفاق شعرية بعيدة تجعله يضيف إلى قيثارة الشعر وتراً جديداً ونغماً فريداً ، ويتحف العربية بملحمة جديدة . ولقد كان خلال تلك السنوات الفائتة حريصاً على استطلاع آراء النقاد في شعره ، لأنها المرآةُ الصقيلةُ التي يرى الشاعر من خلالها مِعراجه ومَسراه . وهذا يذكرنا بعبيد الشعر من شعرائنا القدامى الذين كانوا لايُخرجون شعرهم إلى الناس أو القصيدة من شعرهم إلا بعد حول من الزّمان . ويرى الشاعر أسعد أن ذلك الطيّ لشعره الذي التزمه طويلاً كانت له مسوّغاتُه الموضوعية ،وهو الخيار الأفضل عنده، بدلاً من التقحّم في مشروع النشر الذي سقط ضحيته عشراتُ الهواةِ . وقد صدق ، فلكّلٍ وجهةٌ هو مولّيها . تلك هي جملة الآراء التي ملكت على الشاعر نفسه، ويمكن أن نضيف إليها فكرةً أخرى مفردةً جاءت في نصّ الإهداء الذي صدّر به الشاعر ديوانه الأول . وهذه الفكرة تركّز على أن الموهبة الشاعرية هي كالماء والهواء، ليس لواحدٍ من أوصيائها أن يزعم لنفسه حق الاستئثار بها ، وهي خاضعة للتأميم تمشياً مع روح العصر، إذ لابدّ للشاعر أن يكون متفاعلاً مع محيطه الاجتماعي ، مستوحياً من أوابد وطنه ، ومستلهماً من تاريخ أمّته . وللشاعر أسعد الحقُّ ـ بعد هذا ـ فيما اختطّه لنفسه من طريقٍ سار عليه ، وبذلك تحَقَّقَ له الإبداعُ الذي يَنشُده ـ والإتقانُ الذي يسعى إليه، فكان شعرهُ صدىً لأحاسيسه وحاجات مجتمعه، وتطلعات أمته، وتفاؤلِه بالمستقبل المشرق للأمة والوطن , وفي ذلك يقول : لاتذكري المحنة إني على تصُّور المِحنة لا أصبرُ إن مع الفتح على موعدٍ يومَ يهبُّ الوطنُ الأكبر ومن الطريف أنه يرى لغةَ الحجارة أفصحَ من لغة الشعر، وأفعلَ في النفوس، والشعرُ وحده لايكفي لخوض الوغى وغشيانِ المعامع. يقول : والشعرُ لايكفي لخوض الوغى وليس يكفي طرفُكِ الأحوَرُ إن الفدائيين في صمتهم منّا ومن آبائِنا أشعر والناظر في شعر اسعد حبيب يوسف يرى فيه تنوّع المضامين، ما بين الوطن والمجتمع، والأمة والشعب، والمناسبات المختلفة بجزئيات ذلك وكليّاته، فضلاً عن الابتكار في الصور والمعاني والأخيلة على اختلاف مستوياتها، إلى جانب النظرات التأمّلية الفلسفية، والفهم الدقيق لمعنى الوجود والحياة والمصير والعناية القوّية بالأصالة الممزوجة بالحداثة التي تلائم تلك الأصالة ، ولاتخرج عن سِربها . وإن الوقوف عند هذا كله من شعر شاعرنا لهو في هذا المقام من المُحال . على أني سأقف عند ظاهرة فنية بلاغية تسود في شعره . تلك هي عنايته بمطالع قصائده عامة، وحرصهُ على براعة الاستهلال في مجمل شعره . وهذا الاستهلال له أهميته وأثره في نفس السامع أو القارئ ، ومنه يلِجُ إلى عالم الشاعر في جوّ موسيقي موقَّع، بعيدٍ عن الجمود، يمهّد للمتلقّي سبيلَ الفهم والاستيعاب، ويتلاءم وأساليبَ البيان التي تجعل الكلام مطابقاً لمقتضى الحال . فمن ذلك أن الشاعر يحرِصُ في كثير من الأحيان على المبادرة العَجلى في إطلالةٍ قوية تضع المتلقي في بؤرة الهاجس الذي يهيمنُ على الشاعر، والهمِ الذي يشغَل بالَه ونفسَه .. ويختم القصيدة بنهاية مناسبة قوية لتكون محبوكة الطرفين : المطلعِ والخاتمة . آية ذلك قصيدتُه «على قمة التاريخ موعدنا» التي يبدؤها بمطلعٍ مُدَوّ ، قويّ الإيقاع ، مناسبٍ للموضوع : ملاحم الفتح في تاريخ ماضينا أم نشوةُ النصر هزّت عُجْب شادينا؟ هذّبتُ شعريَ أجلوه وأُنشِده ما أطيبَ الشعر إنشاداً وتلحينا ويختم القصيدة بقوله : غداً على قِمةَّ التاريخ موعدنا نهتمّ بالوحدة الكبرى فتهدينا غداً سنعلنُها واللهُ نسأله «لناصر» العُرب نصراً منه، آمينا لكنه في قصيدة «عُرس الشجرة» لايلتفت إلى التمهيد في الاستهلال ، بل يقرع السمع فُجاءةً الحضّ لى غرس الشجرة : اغرسوها فهي أمُّ الثمراتِ واعقِدوا التاج لذات الطبقات واملؤوا الأرض غِراساً ، إنها بهجةُ الَعين وكنزُ الثرواتِ ويختِم القصيِدة بقوله : يا لها من كائناتٍ حيّةٍ تمنح النُّعمى لكل الكائناتِ أنا أهواها لأني شاعر أَنشُد الخير لأبناء الحياة ومن الظواهر الفنيّة المتصلة بموضوع الاستهلال مجيءُ البيت الأول من القصيدة مصرَّعاً، تتفق عروضه وضربُه وزناً وتقفيةً وإعراباً، وهو تقليد فنّي أصيل في شعرنا العربي الموروث ، وذو صلةٍ وشيجةٍ بالإيقاع الموسيقي للشعر العربي ، ومن شواهد ذلك قولُه في مطلع قصيدةٍ له بعنوان : «أكرمُ مَن في الدنيا»: يارمالاً كنتِ ظمأى فاشربي من جراح دمُها لم ينضُبِ إلا أن شاعرنا لايتمسك دائماً بالتصريع في المطالع بل قد يُعرض عنه أحياناً ، مع أن المَقام له ومن حقّه . ومن ذلك مثلاً قصيدته «عطلة قضائية» التي يبدؤها بمطلع مفاجئ غيرِ مصرَّع ، فيظنه السامع أحد أبيات مطاوي القصيدة يقول مباشرةً : القصر يرفُل بالمنى نشوى ، ويعبَقُ بالعطورِ دنيا تغارُ بها الضرائرُ – والضريرُ من البصيرِ وبعد : فهذه وقَفات عَجلى عند بعض جوانب شعر الشاعر أسعد حبيب يوسف ، من حيث آراؤه الأدبية ، وأفكارُه النقدية ، ومطالعُ قصائده النابضةُ بالحياة ، وما في ذلك من تحبيرٍ وتجويد . وفي مطاوي ذلك الشعر تبدو شخصيةُ صاحبه المتألقةُ التي تهوى الانطلاقَ والتحرّر المتّزنَ الأصيل ، حتى ليبدُو شعره منجماً غنياً بألوان التجديد في المعاني والصورِ والبناء ، وجمالِ الإيقاعِ، وسهولةِ الألفاظ ، مع قوةٍ وجزالة .‏
الخميس 12-7-2012
عن جريدةالجماهير الحلبية
ـــــــــــــــــــــــــــ

أدباء الأطفال كيف يتعاملون مع التراث ؟ (1-2)

بقلم: د. موفق أبو طوق

555555

 

يخطئ من يظن أن التراث هو كل ما يمت إلى الماضي بصلة، ويخطئ من يتصور أن مفرزات الأمس بنوعيها السلبي والإيجابي، تستحق التشبث أو الاحتضان أو العض عليها بالنواجذ.
فالمتتبع لحوادث التاريخ، والممحص لفقراته.. يعلم حق العلم أن ظروفاً قد أحاطت بهذه الأمة، بعضها مقبول وبعضها غير مقبول، وكلا النوعين المقبول وغير المقبول، دخل التاريخ من بابه العريض.‏
ولكن … ليس كل ما يدخل التاريخ يحمل بطاقة توصية إلى قلوب الأطفال وعقولهم، وليس كل ما يدخل التاريخ يرفع راية المنطق ويمسك بلواء الحكمة.‏
الطفل يقرأ التاريخ فعلاً… يقرأ جميع فقراته ويتابع كل أخباره، ولكن عليه أن لا يقول عن كل ما جرى: إنه الصواب بعينه.‏
فهناك الأبيض الناصع وهناك الأسود الحالك… هناك الطيب والخبيث، هناك السمو والسقوط هناك الالتزام والتلون هناك النظام والفوضى، هناك الموقف الجماعي وهناك أيضاً التفرد الشخصي.‏
أبداً … لا تستحق كل فقرات التاريخ أن يتمسك بها الطفل!!‏
ولعل الأديب الراحل الدكتور عبد الرزاق جعفر، له وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع، فهو يقول: (نحن لا نزعم أن قصص التراث صالحة للناشئة، ولكننا نشير إليها على أنها من تراثنا، وأننا يمكن أن نأخذ من هذه التراث ما نراه صالحاً لأبنائنا فنتناوله بالغربلة والتصفية ونأخذ منه جوانبه الإيجابية فنكتبها بلغة حديثة وبروح حديثة، تجعل الأطفال يفهمون تاريخهم من جهة ويفخرون به من جهة أخرى، وتوجههم نحو تمجيد العمل الجماعي بدلاً من تمجيد العمل الفردي).‏
إذاً.. أدباء الأطفال بحاجة إلى غربلة دقيقة لذلك القادم من الماضي….‏
قريباً كان أم بعيداً، هم بحاجة إلى فصل حقيقي بين الزبد وما ينفع الناس.‏
ليس الهام أن يطالبوا الطفل بالحفاظ على التراث، بل الهام أن يبينوا له ما هو التراث الذي عليه أن يحافظ عليه.‏
ففي التاريخ أشياء يجب أن تبتر وإن لم تبتر فعليها أن تبقى للعبرة فقط، وعندما يصل الطفل إلى الأصالة في كل شيء، يكون فعلاً قد وصل إلى التراث الحقيقي الذي يستحق أن يعض عليه بالنواجذ.‏
من هنا تبدو المهمة التي يتصدى لها أدباء الأطفال… صعبة ومعقدة.. إنهم مطالبون قبل غيرهم بالتحري والتفتيش هنا وهناك.. إنهم مطالبون بتقليب الصفحات الصفراء، وإخراج ما هو صادق، وحقيقي، ومناسب لتفكير الطفل وعقلية الطفل، ولغة الطفل.‏
ليست مهمتهم النقل فقط، بل مهمتهم التمحيص والانتقاء والغربلة، والتبسيط، إذ ليس كل ما يملأ المكتبات هو تراث حقيقي، فقد يكون مشوهاً أو مزوراً أو منحازاً، أو منحرفاً…‏
وأدباء الأطفال الحقيقيون، هم الذين ينتقون الأدب الحقيقي والتراث الحقيقي.‏
ويعبر الأديب الدكتور سمر روحي الفيصل عن هذه الفكرة بقوله: (إن تقديم التاريخ للطفل شيء مهم وعسير في الوقت نفسه، وإن التعبير عن التاريخ من خلال شخصياته أمر أكثر أهمية وعسراً، وفي يقيني أن استدعاء الشخصيات التاريخية المهمة يسد فراغاً في مكتبة الطفل العربي، ويسهم في بعث التراث العربي وتربية الطفل على الاتصال به خدمة للحاضر وتهيئة للمستقبل، وما من شك في أن كتابة السيرة القصصية فن يحتاج إلى موهبة قصصية وقدرة على التتبع التاريخي وعلى فهم الطفل المتلقي.)‏
ونؤكد مرة ثانية وثالثة ورابعة.. على أن المسؤولية الملقاة على عاتق أدباء الأطفال مسؤولية جسيمة، والمهمة التي يضطلعون بها في إطار التوجه للطفل العربي على جانب كبير من الأهمية، أما توظيفهم للتراث وانتقاؤه ميداناً رحباً يجول ويصول إبداعهم في ساحته، فعمل يحتاج إلى اطلاع واسع ومراجعة متأنية وانتقاء دقيق.. ولقد قام أدباء الأطفال في الماضي البعيد والحاضر القريب بمحاولات عديدة في هذا المجال، عكفوا على كتب التراث يشبعونها بحثاً وتنقيباً، وعمدوا إلى صفحاتهم البيضاء يسودونها بحبر القصة والقصيدة والمقالة، وكلها مستلهمة من حكايات وروايات جرت على ألسنة الآباء والأجداد، تناقلها الرواة وتلقفتها الأجيال المتعاقبة، جيلاً إثر جيل.‏
وربما أصاب الأديب الدكتور عبد الله أبو هيف عين الحقيقة حين قال:‏
(التراث أقدر على المخاطبة من مصادر مبتدعة تحتاج إلى هامش مضاعف من التربية أو التثقيف، لكي يكون بمقدور المتلقي ولا سيما الطفل أن يتفاعل معها، إن الثقافة الوطنية أو الشعبية تيسر سبل الاتصال بالتراث، وتمكن الجمهور من اعتماله المؤثر بالخطاب الموجه إليه، وهي مزية جاهزة يفتقر إليها الأدب المبتدع بعيداً عن التراث. )‏
ولعل الرواد الأوائل الذين توغلوا في أعماق هذا العمل المضني وأسهموا في تلك التجارب المعقدة والمتشابكة، قد تركوا لنا آثاراً جديرة بالدراسة والاهتمام، آثاراً يجدر بنا أن نقف أمامها وقفة الباحث المتحمص، آثاراً يمكن أن نسير على هديها، أو ننفض غباراً أفقدها بعض رونقها وبهائها‏
أو نزيح شوائب شوشت أسلوبها وشوهت مضمونها… لعلنا نصل في النهاية إلى الأسلوب الأمثل والمضمون الأكمل والتوجه الأفضل , لعلنا نصل إلى قراءة جديدة لتراث قديم، ورؤية معاصرة لتاريخ قد أحنت ظهره العقود والقرون، فلا خير في أطفال لا يعرفون شيئاً عن تراث أمتهم، ولا خير في أطفال لا يميزون بين الغث والثمين في التاريخ الذي يقرؤون..!‏
وضمن هذا المجال يقول الأديب الأستاذ محمد قرانيا: ( إن من شأن التراث أن يبعد السموم عن الطفل العربي، ويمده بذخيرة عربية وروحية لا تنفد وتقدم إليه زاداً لا ينتهي، تمثل فيه جميع القيم المرجوة، إضافة إلى أنه مصدر غني من مصادر ثقافة الطفل العربي، لا تقل موضوعاته أهمية، إن لم تكن تتفوق على الموضوعات المعاصرة، بشخصياتها وأحداثها، فالشخصيات التراثية، شخصيات خارقة إلى حدّ ما، تتمثل فيها العصامية والمثالية والنبل الإنساني، ويمكن أن تتفوق على الشخصيات المعاصرة التي يصوغها الحاسوب وغيره من وسائل التقنية الحديثة، والتي تبدو على جانب من الجفاف والجفاء، والبعد عن الروح الأربعاء: 15-1-2014
عن جريدة الفداء الحموية . )‏
يتبع‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ