الاثنين 1يناير 2024: هيئة التحرير وادارة موقع المجلة تبارك للجميع بحلول عام جديد متمنين لكم عاما مليئا بالخير والمحبة راجين من الله أن يعم السلام كل سورية ودمتم بخير ..  * 

محمد طهماز…مجاهد من حماة

بقلم: الكاتبة لما عبدالله كربجها

محمد طهماز…مجاهد من حماة

14433

الزمن يمر والأيام تمضي والناس تتغير لكن الأشياء الثابتة تبقى على حالها مهما طال الزمن وتبدل،فالوطن يبقى انتماؤنا الأول والأخير،يبقى عزتنا وكرامتنا التي يستحيل أن نتنازل عنها،يبقى نبضا حارا متأصلا في روحنا ودمنا وحياتنا وعمرنا بأكمله،يرفض أن يبقى مجرد كلمات تتخفى وراء الشعارات الرنانة.
كم أحب هذه الكلمات،كم أستعذب صدى ذكراها حينما تشتعل في رأسي صورة قديمة لجدي المجاهد محمد طهماز عندما كنت أجلس بجانبه بينما يروي لي كيف كان يقاوم المحتل الفرنسي مع بقية رفاقه الثوار وكيف كرمه القائد الخالد حافظ الأسد وأمر بتأليف كتاب يحكي قصة حياته ومراحل نضاله مع رفاقه الثوار ضد الاحتلال الفرنسي.
اليوم ومع ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا الحبيبة عاودني الحنين إلى جدي وإلى حكاياته المضمخة بدماء الشهداء ورائحة تراب الوطن حينما رفض الاحتلال والذل الذي تعرض له وطنه وأبناء شعبه وأعلن الثورة ضده مع مجموعة من رفاقه كانت في تزايد مستمر وبات يشكل تهديدا وإزعاجا كبيرا على استقرار العدو في بلادنا الذي لم يترك طريقة للقبض عليه إلا واستخدمها دون فائدة،مما دفعه لاحتجاز زوجته ومطالبته بتسليم نفسه لفك أسرها الأمر الذي أدى إلى اشتباكات كثيرة حصلت بينه وبين العدو تمكن على اثرها من تحرير جدتي بعد أن قتل اثنين من الضباط الفرنسيين إلا أنه أصيب برصاصة سطحية في رأسه واثنتين في ساقه وقد عالجه الدكتور وجيه البارودي رحمه الله.
بسبب هذه الاشتباكات الدامية صدر حكم ضده بالإعدام أكثر من مرة وبات المحتل يضيق على أهله ويداهمون منزله ليلا ونهارا ولا يخرجون منه إلا بعد أن يتركوه كالخرابة،حتى أنهم في احدى المرات قاموا بقلع عين أخيه بحربة البندقية وكسروا أطراف أخيه الثاني ليرغموا أهله على تسليمه،وفعلا كانت هذه ردة فعل أبيه للمحافظة على بقية أفراد العائلة وحمايتهم من عدو ظالم لا يرحم وليتم تسليمه للعدو الذي أمر بإعداد مشنقته في صباح اليوم التالي.
أخذ الضباط الفرنسيون يتناولون الخمر مع زوجاتهم احتفالا بإلقائهم القبض عليه حتى سكروا وأخذ الشراب كامل عقلهم مما دفع احدى زوجات الضباط الفرنسيين بحمل نفايات طعامهم إلى جدي وتقديمها إليه مستهزئة به وسؤالها له عن عمله ، فأجابها جدي حينما رآها غارقة في سكرها وخمرها أنه بستاني يزرع البذور فتغدو أشجارا كبيرة مباشرة،ففكت قيوده وطلبت منه أن يزرع هذه الأشجار إلا أن جدي خيب ظنها وهرب بعد أن قتل عددا من الفرنسيين وتركها كونها من حررته وإن كان دون وعي منها.
انتشر جنود العدو في مدينة حماة بحثا عن جدي الذي احتمى داخل بيت كان قاطنوه شابان يعملان مع الجيش الفرنسي وأختان لهما خبأتاه ومنحتاه الأمان وكتمتا سره عن أخويهما.
في تلك الفترة تم تمشيط كل المنطقة باستثناء ذلك المنزل كون أصحابه جنديان يعملان لصالح الجيش الفرنسي.
بعد فترة من الزمن ذهبت الفتاتان إلى منزل جدي وأخبرتا أمه بسلامته فمنحتهما عقدا كان في جيدها وزوجا من الأساور على بشارتيهما المتميزة واتفقت معهما على استلامه في منطقة بعيدة عن العين بعد تخفيه تحت ملاءة وغطاء رأس من ثياب النساء حيث أحضرت أمه حصانه الأصيل الذي حمله إلى العراق قاطعا نهر الفرات سباحة كما خلصه من العدو الذي أطلق النار عليه مرات كثيرة.
في العراق استقر جدي في الموصل وأحضر زوجته إليه وقد أكرمه ملك العراق إكراما كبيرا، واستمر في مقاومته للاحتلال الفرنسي مع رفاقه فكان ينزل من العراق إلى جبال الشام وحماة ويشتبك معه وفي احدى المرات أسقط طائرة فرنسية في حماة.
أقام في العراق سبعة عشر عاما أنجب خلالها ابنه الأكبر ((تركي)) نسبة لإقامته في منطقة قريبة من تركيا وعندما تم جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا عاد جدي إلى سورية واستقبل استقبالا حارا في محافظة حماة وبقية المحافظات حيث دام الاحتفال بعودته سبعة أيام مع لياليها وأنجب ابنه الثاني ((دحام)) رمزا لجلاء الأعداء وعودته إلى وطنه الحبيب سورية ومدينته حماة، ثم رزق بابنه ((محمد)) وثلاث فتيات وبقي حيا إلى أن وافته المنية ومات بشكل طبيعي بعد أن نجا من أحكام كثيرة بالإعدام صدرت ضده في زمن الاحتلال الفرنسي.
رحمك الله ياجدي ورحم أصدقائك المجاهدين.

آجيا صوفيا

بقلم: المهندس جورج فارس رباحية

آجيــــــــا صوفيــــــــا
Aghia Sophia

الكنيسة ـ الجامــع ـ المتحــف
المهندس جورج فارس رباحية

5352

هذه التحفة الفنية التي سحرت العالم بهندستها وزخرفتها وغناها بُنَيت في مدينة القسطنطينية ( اسطنبول حالياً ) (1) ، فجمعت بين السلطة الإمبراطورية البيزنطية والتقليد المسيحي الشرقي . فبقيت لمدة 916 سنة كنيسة ولمدة 481 سنة جامع حيث حوّلت عام 1935 إلى متحف ويُعُتَبَر هذا البناء من أهم متاحف التاريخ الفنية .
لقد وصفها المؤرخ بروكوبيوس Procopius ( القرن 6″ ) بقوله : ” هذه الكنيسة تعلّقت قبّتها بالسماء بسلسلة ذهبية ، ترى فيها صورة المدينة الإلهية ” .
يذكر كل من المؤرخين البيزنطيين : تيوفانس و نيكوفوروس أن الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ) ابن القديسة هيلانة ( 247 ـ 327 ) هو أول من بدأ في بناء هذه الكنيسة سنة 330 على أنقاض معبد وثني للإله أبولون على تلّة تُشرِف على بحر مرمرة حيث بُنيت على النظام البازيليكي والسقف الخشبي . ودشّنها ابنه الإمبراطور قسطنطين الثاني ( 317 ـ 361 ) في عام 360وسمّيَت في البداية ” ميغالي إكليسيا ( الكنيسة الكبيرة )” نسبة لضخامتها مقارنة مع الكنائس الأخرى في العالم المسيحي آنذاك .
في هذه الكنيسة التأم فيها المجمع المسكوني الثاني عام 381 على زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الأول ( 378 ـ 395 ) . وفي حزيران عام 404 غضب الشعب المؤمن فأحرق الكنيسة من جراء نفي بطريرك القسطنطينية القديس يوحنا الذهبي الفم. فأمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثـاني ( 408 ـ 450 ) بإعادة بنائها ودشّنها عام 415 . إلاّ أن هذه الكنيسة أحرِقَت مرّة ثانية خلال أعمال الشغب التي حدثت في ثورة ( نيقا ) وبالتحديد في 15/كانون الثاني/ 532 م .
على أثر قمع الثورة قــرّر الإمبراطور يوستنيانوس 1″ “جوسـتنيان 1” Justinian “
( 483 ـ 565 ) تشييد كنيسة مكانها فأحضر أشهر المعماريين من آسيا الوسطى ( تركيا ) وهما : إيسيدوروس الميليتوسي من “سوكة” الحالية وأنتيميوس الترالليسي من “إيدين” الحالية ولم يوافق على ترميمها بل كلّفهما ببناء كنيسة جديدة فبدأ العمل في 23/كانون الأول/532 وعمل حوالي 10 آلاف عامل ليلاً نهاراً فاستغرقت الأعمال مدة خمس سنوات وعشرة أشهر وفي 27/كانون الأول/ 537 كرّس البطريرك ميناس الكنيسة الجديدة واسماها آيا صوفيا (آجيا صوفيا ) أي الحكمة المقدسة ونسبة للقديسة صوفيا St.Sophia (2).
إن هذا البناء الذي يقف أمامنا اليوم بكل عظمته يُرى فيه بجلاء الخطوط الأساسية لفن العمارة البيزنطية وكذلك تقاليد العمارة الرومانية بالإضافة لبصمات الفنون الشرقية ويتّضح من مخطط البناء الكاتدرائي الكلاسيكي البيزنطي إنه يحتلّ مساحة : 50ر73 × 50ر69 متر أي 25ر5108 متراً مربعاً. وإن البناء في مجمله يزيـد عن 10000 متراً مربّعاً .
إن آجيا صوفيا التي اشتهرت ببنائها وفنها فباستثناء أعمدتها الرخامية وجدرانها وأرضيتها الملبّسة بالرخام فإن كل سطوحها وأقواسها وقناطرها وأنصاف قببها وأسقفها العلوية جميعها ملبّسة بقطع الفسيفسـاء الرائعة التي تُمَثَّل لوحات للقديسين مع الأباطرة ، ومن خلال جولة في الكنيسة نشاهد :
لوحات الفسيفساء :
فسيفساء الشفاعة : التي تعود إلى الربع الثالث من القرن 13″ م للتعبير عن امتنان أهل المدينة لانتصار الإمبراطور باليولوغوس ( 1261 ـ 1282 ) على الفرنجة ، فإن ألوان الحجارة المستعملة دافئة والخلفية ذهبية والتعابير روحانية عميقة وتمثل يسوع المسيح في الوسط يحمل في يده اليسرى إنجيلاً مغلقاً ، ويُبارك بيده اليُمنى مُعَبِّراً عن رحمة الله وعطفه على البشر وترنو إليه أنظار مريم العذراء ويوحنا المعمدان مقدّمين له الإكرام والإجلال .
فسيفساء مريم العذراء والإمبراطورين : تقع في إحدى الجهات الجنوبية من الكنيسة ويعود تاريخها إلى فترة تولّي الإمبراطور باسيليوس الثاني ( 976 ـ 1025 ) م الذي أمر بتنفيذها وتُمثّل السيدة مريم العذراء جالسة على العرش وفي حضنها الطفل يسوع وإلى يمينها الإمبراطور جوستنيان 1″ يُقَدِّم للعذراء مجسّماً عن الكنيسة وإلى يسارها الإمبراطور قسطنطين الكبير ومعه مُجَسّم عن مدينة القسطنطينية المحاطة بالأسوار .
فسيفساء مريم العذراء والإمبراطور يوحنا وزوجته إيرينة : تظهر فيها مريم العذراء جالسة على العرش ويسوع في حضنها وعلى يمينها الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس يُقَدِّم للعذراء كيساً من النقود الذهبية بينما تحمل زوجته “إيرينة والكسيوس” لائحة بالهدايا لمريم العذراء .
فسيفساء يسوع المسيح والإمبراطور قسطنطين 9″ والإمبراطورة زيو القرن 11″م : وتمثّل الإمبراطور قسطنطين 9″ مونوماكوس ( حكم بين 1042 ـ 1055 ) م مع الإمبراطورة زيو يتوسّطهم يسوع المسيح يحمل إنجيلاً مُغلقاً .
هذا بالإضافة إلى لوحات أخرى رائعة فوق الأبواب والشرفات .
الأبـــواب :
هناك تسعة أبواب تقود إلى صحن الكنيسة ، الثلاث الوسطى منها مخصّصة لدخول الإمبراطور إلى الكنيسة وكانت هذه الأبواب سابقاً مغطّاة بقطع من الفضة والذهب وسُرِقّت للأسف مع بعض الأبواب من قبل حملات الفرنجة ( الصليبية )(3). ولا يُستَخدم اليوم سوى بابين من خشب السنديان المُزَيَن بالبرونز .
القبّــــة :
بين القرنين الأول والسادس الميلادي تطوّر فن العمارة والبناء في العالم المسيحي ، هذا ما نلاحظه بالأبنية الضخمة المنتشرة في أراضي الإمبراطورية البيزنطية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الإمبراطور جوستنيان 1″ أعجبه مخطط كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في بصرى ( في محافظة درعا ـ جنوب سوريا ) التي بُنيَت عام 512 م وكان قطر القبة 38 متراً ، غير أن المواد التي استعمِلَت في البناء كانت ثقيلة الوزن فلم تحملها الأعمدة فسقطت القبّة . وشهد عصر هذا الإمبراطور التغيير في بناء القبة من المربع إلى الدائرة ، أي أن تكون القبة دائرية فوق قاعدة مربّعة أو مثمّنة ، حيث استعمِلَت البلاطات في المدماكين الأخيرين بشكل هندسي مميّز بحيث يُحَوِّل المربّع تدريجياً إلى دائرة تحمل القبة .هذه التقنية نفِّذَت أوّلاً سنة 514 م في بناء كنيسة القديس جاورجيوس في إزرع ( في محافظة درعا ـ جنوب سوريا ) وأعجبه نظام الإضاءة في هذه الكنيسة الذي اعتمد على النوافذ الصغيرة في قاعدة القبة . كما أن هذه التقنية نُفِّذَت أيضاً في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في القسطنطينية . فكل هذه الملاحظات من التحول في بناء القبة إلى الدائرية إلى نظام الإضاءة
إلى ضرورة استخدام مواد بناء خفيفة الوزن أخذها المعماريان أيسيدوروس وأنتيميوس والذين عملوا معهما من المختصين في البناء والنحت تلك الأمور بعين الاعتبار في بناء كنيسة أيا صوفيا فجمعا بين تقليدين متناقضين في الهندسة المسيحية ، المخطّط المستطيل والمستدير المُقبّب فيظهر أن مخطط البناء مربّع ، في وسطه مثمّن تعلوه قبّة مدعّمة بالأعمدة والأقواس، ووضعا أمام القبة المركزية وخلفها وعلى مستوى الأقواس الداعمة نصفي قبّة لهما القطر ذاته فتدعمان القبة الكبرى على المحور الطولي وبلغ مجموع النوافذ 70 نافذة تؤمّن الضوء للكنيسة بشكل ممتاز حيث تدخل أشعة الشمس لداخل الكنيسة لتضفي رونقاً أخّاذاً . فكان نظام البناء هذا فعّالاً في حماية بناء الكنيسة .
كان ارتفاع قبة الكنيسة عند بنائها 60ر55 متراً . لكنها تعرضت في 17/أيار/557 م لزلزال قوي سبّب لقبّتها أضراراً كبيرة فسقط أجزاء منها محطمة المذبح وبيت القربان ، فقام بترميمها المعماري إيسيدوروس وابن أخيه الذي يحمل نفس الاسم فأعادا بناء القبة وأصبح ارتفاعها 60ر62 متراً أي بزيادة 7 أمتار وبعد الانتهاء من الترميم قام الإمبراطور جوستنيان وبرفقة البطريرك ايولهيسوس بتدشين الكنيسة من جديد في 24/كانون الأول/562م .
الــــرخام :
أن الإمبراطور جوستنيان 1″ عندما أمر ببناء الكنيسة عام 532 م أصدر أمراً إلى كل ولايات الإمبراطورية بأن يجمعوا كل القطع الفريدة للمعالم الأثرية عندهم من أعمدة وتيجان ورخام وأحجار ملوّنة ويُرسلوها لبناء الكنيسة . فاستقدم الرخام الملوَّن من كل أرجاء الإمبراطورية ويٌقال أن الرخام الأبيض من اليونان والأخضر من جزيرة إيغريبوز والوردي من مرمرة والأصفر من إفريقيا والرمادي من شمال إفريقيا فاكتست أرض الكنيسة وجدرانها وأرضية الطابق الثاني ( الشعرية ) كلها بالرخام كما أن جميع أعمدة الكنيسة من الرخام المتنوّع الألوان وإن عدد الأعمدة يزيد عن / 107 / عمود أحضرت من معابد قديمة من : روما وبعلبك ومصر ومن معبد أرتيميس في أفسس كما أن بعضها نُحِتَ خصّيصاً للكنيسة في تيسالي على جزيرة مرمرة .
وهناك ظاهرة لا بدّ من الإشارة إليها في القسم الشمالي الغربي من الكنيسة في إحدى الأعمدة المربّعة المصنوعة من الرخام الأبيض هي ظاهرة تعرّق هذا العمود صيفاً وشتاءً دون توقّف ولهذا السبب سُمّي بالعمود المتعرِّق ، أما اليوم فهو مُغَطّى بألواح برونزية بارتفاع
مترين تقريباً ، يوجد في اللّوح ( ثقب ) كَبُـرَ هذا الثقب مع إدخال ملايين الزوّار إصبعهم في داخله على مر مئات السنين . فأطلِقَ على هذا العمود أسماء عديدة مثل : ” العمود المحظوظ ” و “العمود الباكي” و ” العمود المتعرّق ” و”العمود الذي ادخل القديس جاورجيوس إصبعه فيه ” فيدخل الزوّر إصبع الإبهام الأيمن في الثقب باتجاه عقرب الساعة ويكمّلون دورة واحدة ويتمنّون الأماني أثناء هذه العملية وإذا أحسّ الزائر بركوبة في إبهامه فيؤمنون أن الأمنية ستتحقّق . لهذا العمود المتعرّق شهرة عالمية كبيرة وإن المجموعات السياحية التي تزور الكنيسة لا تترك المكان قبل أن تقوم بهذه العملية .
التــرميم في الكنيسة :
تعرّضت الكنيسة منذ إنشائها وحسب إحصائيات الكتّاب البيزنطيين إلى 27 زلزالاً قوياً ضرب مدينة القسطنطينية بين القرنين السابع والخامس عشر في حين اهتزّت على الأقل 16
مرّة منذ بنائها عام 537 م . فأقوى الزلازل كانت في أعوام : 557 م ، 975 م ، 989 م فسببت أضراراً للقبة ومعها القوس الغربي :ما توالت الهزات في أعوام : 1010 م ، 1032 م ، 1041 م ، 1063 م ، 1087 م ، 1159 م ، 1231 م ، 1346 م ، 1354 م . من نتيجة هذه الأضرار التي لحقت بالكنيسة كان لابد من الأباطرة أن يعملوا على ترميم الكنيسة ونذكر على سبيل المثال لا الحصر :
ـ الإمبراطور موريقيوس ( 582 ـ 602 )م : قدّم تاجاً ذهبياً
ـ الإمبراطور باسيليوس 1″ ( 867 ـ 886 )م : رسم فسيفساء والدة الإله
ـ الإمبراطور باسيليوس 2″ ( 976 ـ 1025 )م : رمّم الأضرار الذي خلّفها زلزال 989
ـ الإمبراطور رومانوس 3″ أرغيروس : زيّن الكنيسة بالذهب
ـ الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس ( 1118 ـ 1143 )م : منح الكنيسة أراضي واسعة
وأموالاً كثيرة .
ـ البطريرك جاورجيوس الثاني ( 1192 ـ 1199 )م : رسم الكنيسة من الداخــل مع
الأيقونات .في العهد العثماني :
إن نقطة التحوّل الأساسية في تاريخ الكنيسة وقعت يوم الثلاثاء في 29/أيار/1453م وفي عهد آخر الأباطرة البيزنطيين باليولوغس (1405 ـ 1453 ) م حيث قُتِل في دفاعه عن مدينة القسطنطينية فدخلها السلطان العثماني محمد 2″ ( الفاتح )(4) وتوجَّه مع مَن معه إلى كنيسة آجيا صوفيا أوّلاً فأبهره فخامة المبنى فقال : فلتحوّل إلى جامع لصلاة أول جمعة فيها . كما أمر بتذويب الأجراس لصنع الأسلحة من معدنها وأمر ببناء المآذن حولها فتم بناء المآذن الأربعة في عهده وفي عهد السلطان بيازيد الثاني والسلطان مراد الثالث كما تم بناء المحراب والمنبر ومقعد الخطيب وجناح السلطان داخل الكنيسة . وكُلِّفَ الخطاط ” يساري زاده مصطفى عزت أفندي ” بكتابة آيات قرآنية على القبّة من سورة النور وكتابة لوحات دائرية كبيرة ثُبِّتَتْ على دعائم القبة بأسماء : لفظ الجلالة والرسول (ص) مع الخلفاء الراشدين أبوبكر ، عمر ، عثمان ، علي . وقد أجرِيَت أعمال ترميم مختلفة للبناء في عهد السلاطين : سليم الثاني و مراد الثالث و محمود الأول الذي أسّس مكتبة آجيا صوفيا عام 1739 م وهي من أجمل المباني في العصر العثماني وتضم مخطوطات وكتباً قديمة وقيّمة بالإضافة كثير من التحف النادرة . ومن الملاحظ إنه تم دفن بعض السلاطين حول الكنيسة من الخارج وهم :
ـ السلطان سليم الثاني ( 1566 ـ 1574 ) م
ـ السلطان مراد الثالث ( 1574 ـ 1595 ) م
ـ السلطان محمد الثالث ( 1595 ـ 1603 ) م
ـ السلطان مصطفى الأول ( 1617 ـ 1618 ) ومن ( 1622 ـ 1623 ) م
ـ السلطان إبراهيم الأول ( 1640 ـ 1648 ) م
بالإضافة إلى دفن بعض أولاد السلاطين .
في عهد الجمهورية التركية :
تم إعلان قيام الجمهورية التركية في 29/ تشرن الأول / 1923 برئاسة مصطفى كمال أتاتورك ( 1881 ـ 1938 ) م وإنهاء الحكم العثماني فنقل العاصمة إلى أنقرة و في عام 1935 أصدر قراراً يحوّل بموجبه مسجد آجيا صوفيا إلى متحف يضم كنوزاً مسيحية وإسلامية
هكذا أراد الإمبراطور جوستنيان 1″ أن يبني كنيسة آجيا صوفيا التي بقيت إلى اليوم شاهداً على الإبداع البيزنطي ، وعلى الإيمان الأرثوذكسي والذوق الرفيع .
قداس إلهي في كنيسة آجيا صوفيا :
في السابع عشر من شهر أيار 2010 وخلال مؤتمر صحفي في تسالونيك للأميركي كريس
سبيرو رئيس الجمعية العالمية لكنيسة الحكمة المقدسة (آجيا صوفيا )(5) أعلن بأنه ستُقام رحلة حجّ في السابع عشر من شهر إيلول 2010 ـ الذي يُصادف عيد القديسة صوفيا ـ إلى كنيسة أجيا صوفيا في اسطنبول وأنه خلال هذه الزيارة ستُقام خدمة القدّاس الإلهي لأوّل مرّة بعد 557 سنة م من الحكم التركي للقسطنطينية عام 1453 م وقد أُعْلِمَ رئيس الوزراء التركي طيّب رجب أردوغان بهذا الأمر من خلال المراسلات الرسمية .

لماذا نغفر؟

بقلم: يوهان كريستوف آرنولد

whyforgiveAR

 

لقد أصبح الغُفران تعبيراً طنّاناً، لكنّ النّاس مازالوا لا يفهمونه .فلا يعرفون الفوائد التي ستعود عليهم بفضله – ولا الثمن الذي سيدفعونه إذا رفضوا

مليونير على الرصيف

بقلم: أسعد مصيوط

images

 

مررت به قبل الظهر بقليل وقد جلس على الرصيف في ظل بيته وبجانبه صديقه عمره الأركيلة ذات الخرطوم الملون الذي يشبه الأفعى التي تنفث السم

أسئلة مشروعة..من أجل ثقافة الأطفال!

بقلم: الكاتب نزار نجار

images

 

ثقافة
الجمعة: 21-2-2014
الثقافة قادرة على تغيير المجتمع والثقافة هي حجر الأساس في أية تنمية

نهاية نخبوية الأدب

بقلم: الكاتب : د. عثمان بن محمود الصيني

images

من يتتبع مسارات الأدب نتاجاً وقراءة في أيامنا الحالية يخرج بتصور أن الأدب أصبح شعبياً ولم يعد نخبوياً كما ‏كان في السابق، فلم يعد الأديب

مقاهي الأنترنت بين قبول المراهقين ورفض الأهالي

بقلم: الكاتبة سلاف

06

 

لاتكاد تتلفظ بكلمة مقهى انترنت أو صالة مخصصة لألعاب الكمبيوتر إلا وتنفجر

لقد ولّى زمن الأمثال

بقلم: الكاتب : د. عثمان بن محمود الصيني

images

 

بعد أن كانت أمثال العرب جزءاً مهماً في التراث العربي، وشكلت المؤلفات

الفنان جورج نعمة -والرياضي: حمدو الياسين-والحرفي- مظهر مليشو

بقلم: الفنان أكرم ميخائيل اسحاق

images

أكرم ميخائيل اسحاق
الموهبة الحقة تبدأ منذ الصغر عازف الأورغ جورج صبحي نعمة تولد

بين الرجل و المرأة.. الحذر مطلوب في العلاقة

بقلم: ش .ي

images

مجتمع
الثلاثاء: 11-2-2014
دائماً معنى الحدث في نتيجته، أي من خلال مجريات عدة وقائع نحصل على